بعد فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا، الاثنين، 22 مارس (آذار)، عقوبات على الصين مرتبطة بطريقة معاملتها الإيغور، انضمت "نايكي" و"أديداس" و"يونيكلو"، الخميس، إلى ماركات عالمية تواجه حملة صينية شرسة بسبب مقاطعتها القطن الذي تنتجه شينجيانغ على خلفية مزاعم فرض "العمل القسري" على مسلمي الإيغور.
وردّت بكين من خلال فرض عقوبات على شخصيات وهيئات أوروبية.
وبيّنت دراسات نشرتها معاهد أميركية وأسترالية أن ما لا يقل عن مليون شخص من مسلمي الإيغور أدخلوا "معسكرات" وفُرض على بعضهم "العمل القسري"، خصوصاً في حقول القطن في المنطقة.
وتعتبر الصين أن هذه التقارير مليئة بـ "الأكاذيب"، مؤكدة أن هذه "المعسكرات" هي "مراكز للتدريب المهني" ترمي إلى مساعدة السكان على إيجاد وظائف وإبعادهم من التطرف.
وبعد نشر دراسات عن "العمل القسري"، تعهدت شركات عدة للألبسة الجاهزة، بينها السويدية "إتش أند إم" والأميركية "نايكي" واليابانية "يونيكلو"، في بيانات أصدرتها العام الماضي، مقاطعة القطن المنتج في شينجيانغ.
وتستحوذ المنطقة على قرابة خُمس إنتاج القطن العالمي وتزوّد مجموعات عملاقة في مجال الألبسة بمنتجاتها.
وشكّل إقليم شينجيانغ في شمال غربي الصين هدفاً دائماً لهجمات ضد المدنيين نُسبت إلى انفصاليين أو متشددين إسلاميين من الإيغور، وتفرض بكين منذ سنوات مراقبة مشددة من الشرطة.
تشويه سمعة
وكانت "إتش أند إم" أولى الشركات المستهدفة مع سحب منتجاتها، الأربعاء، من كبرى مواقع التجارة الإلكترونية الصينية، بينما لا تزال متاجرها مفتوحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستعر الجدل، الخميس، مع إعلان ممثلين ومغنيين صينيين قطع صلاتهم بـ "نايكي" و"أديداس" و"يونيكلو" و"كونفرس" و"كالفين كلاين"، بعدما كانوا سفراء لعلاماتهم التجارية.
ومن بين هؤلاء، قطعت تان سونغيون علاقتها مع "نايكي" بحجة أن "مصالح البلاد تسمو على ما عداها"، مبدية "معارضتها الشديدة لكل الخطوات الخبيثة الرامية إلى تشويه سمعة" الصين.
وكانت رابطة الشباب الشيوعي التابعة للحزب الحاكم قد أطلقت الحملة ضد هذه الشركات عبر "ويبو"، في مؤشر إلى تدخل حكومي محتمل.
وكتبت تان سونغيون، "تريدون نشر شائعات ومقاطعة قطن شينجيانغ، مع الأمل في أن تكسبوا المال في الصين؟ أنتم حالمون".
إفادة وانتقاد
ورداً على سؤال عن دور بكين في هذا الجدل، نفت وزارة الخارجية الصينية أي مسؤولية لها، وقالت الناطقة باسمها هوا تشونيينغ خلال تصريحات للصحافيين إن "السوق الصينية هي كما تعرفونها. لسنا بحاجة للقيام بحملات تهويل"، لكنها أشارت إلى أن "الأمر المؤكد هو أن الصينيين لن يسمحوا على الأرجح للأجانب بالإفادة من خيرات بلادهم وانتقادها في الوقت عينه".
وكان معهد "أسبي" الممول من السلطات الأسترالية وجهات أجنبية، خصوصاً أميركية، اتهم "إتش أند إم" العام الماضي بأنها تزودت من إنتاج عمّال إيغور آتين من "معسكرات إعادة التأهيل".
ويمثل الإيغور، وهم مسلمون بغالبيتهم ويتكلمون لغة من عائلة اللغات التركية، حوالى نصف سكان شينجيانغ البالغ عددهم 25 مليون نسمة.
وأعلنت "إتش أند إم" بفرعها الصيني أنها لا تتبنّى "أي موقف سياسي"، كما أن بيان المجموعة السويدية الصادر العام الماضي لم يكن مرئياً على مواقعها الإلكترونية، الخميس، ما يؤشر إلى احتمال سحبه.
ولم تردّ "نايكي" على الفور على طلب من "وكالة الصحافة الفرنسية" للتعليق على الموضوع.
وجرى التداول، الخميس، عبر "ويبو" بأسماء لعلامات تجارية أخرى اتخذت مواقف مشابهة في موضوع القطن المتأتي من شينجيانغ، بينها "زارا" و"غاب" و"نيو بالانس" و"فيلا"، ما يشي بإمكان أن تطاولها الحملة أيضاً.