نجحت سوق الأسهم السعودية، أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط، في تعاملات الأربعاء، في اختراق مستوى 10 آلاف نقطة لأول مرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. وارتفع مؤشر السوق السعودي حالياً بنسبة 0.24 في المئة مضيفاً نحو 24 نقطة ليصل إلى 10013 نقطة وسط تباين ملحوظ في أداء القطاعات الرئيسة للسوق. ومع صعود المؤشر اليوم يصل إجمالي مكاسبه منذ بداية العام إلى أكثر من 1300 نقطة، وبنسبة 15.3 في المئة. وتداولت السوق نحو 240 مليون سهم بقيمة 7.5 مليار ريال (ملياري دولار)، وزادت رسملة الأسهم المدرجة في السوق إلى 9.55 تريليون ريال (2.55 تريليون دولار) وقادت صعود السوق مكاسب أسهم البنك الأهلي السعودي، أكبر مصرف في السعودية، بنسبة 0.4 في المئة، وكهرباء السعودية بنسبة 0.2 في المئة، والبنك السعودي الفرنسي بنسبة 5.6 في المئة، والبنك السعودي البريطاني (ساب) بأكثر من 3 في المئة. وارتفع سهم صافولا بنسبة 2.8 في المئة فيما ضغط على السوق تراجع مصرف الراجحي، أكبر الأسهم وزناً في المؤسر العام، بنسبة 0.1 في المئة، وسهم سابك بنسبة 0.7 في المئة.
تداول تتحول لشركة قابضة
إلى ذلك أعلنت شركة السوق المالية السعودية "تداول"، الأربعاء، عن تحولها إلى شركة قابضة تحمل اسم "مجموعة تداول"، وذلك تمهيداً لطرحها للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية خلال العام الحالي 2021. وبموجب هذا التحول، تضم مجموعة تداول تحت مظلتها 4 شركات تابعة لها: تداول السعودية (كسوق للأوراق المالية)، وشركة مركز مقاصة للأوراق المالية (مقاصة)، وشركة مركز إيداع الأوراق المالية (إيداع) وشركة وامض الجديدة والمتخصصة في الخدمات والحلول التقنية القائمة على الابتكار. وسيتولى خالد الحصان منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة تداول السعودية، فيما سيصبح محمد الرميح الرئيس التنفيذي للبورصة.
آفاق جديدة
وإلى ذلك قالت سارة السحيمي، رئيسة مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية "تداول"، إن "إعلاننا اليوم التحول لمجموعة قابضة يأتي بتحد جديد وطموح أكبر وفتح آفاق جديدة". وأضافت السحيمي: "اليوم نحن ضمن أكبر 10 أسواق مالية في العالم والأكبر على مستوى المنطقة، ونحن كسوق مالية سعودية حققنا الكثير من الإنجازات". وأشارت إلى أن انضمام السوق لجميع الأسواق الناشئة يشكل دليلاً ملموساً على الجهود الحثيثة التي بذلتها "تداول"، وأضافت: "إن طموحنا ورؤيتنا بأن نصبح سوقا مالية رائدة بين الأسواق العالمية"، مؤكدة أن تطوير السوق المالية السعودية ضرورة ملحة لضمان الاستدامة الاقتصادية.
ركيزة أساسية
وأضافت سارة السحيمي: "عملنا جاهدين في تداول لتعزيز وضمان تكامل الخدمات التي نقدمها للسوق المالية السعودية والتي تعد ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030 ومواكبة التطور السريع"، موضحة أن هذه التغيرات والتحسينات المهمة التي مرت بها السوق كان لها الأثر الواضح لنقلها لإحدى أكبر الأسواق العالمية.
دعم مبادرة "شريك"
ويأتي الارتفاع المتواصل في مؤشر السوق السعودية، بعد إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منتصف الأسبوع الماضي، عن برنامج "شريك"، وهو برنامج الشراكة مع القطاع الخاص الذي يستهدف رفع إسهام القطاع في اقتصاد المملكة إلى 65 في المئة بحلول 2030، ويتضمن ضخ 27 تريليون ريال (7.2 تريليون دولار) حتى ذلك العام.وتعد هذه الخطوة تطوراً هاماً على الصعيد الاقتصادي لتعزيز استثمارات القطاع الخاص. ووافقت أربع وعشرون شركة في المملكة على الاشتراك في الخطة التي بموجبها سيتم استثمار 5 تريليونات ريال (1.33تريليون دولار) في الإنفاق الرأسمالي المحلي على مدار العشر سنوات المقبلة من خلال تخفيض توزيعات الأرباح، بحيث سيستفيد المساهمون بدورهم من زيادة رأس المال في هيئة دعم إضافي من الحكومة وتعديلات مواتية للقوانين.
توقعات متفائلة
ويأتي صعود السوق أيضاً متزامناً مع صدور توقعات صندوق النقد الدولي لرؤية نمو الاقتصاد السعودي للعام الحالي والعام المقبل 2022 بدعم المحفزات الرئيسة للاقتصاد الكلي، إذ زاد من تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي خلال العام الحالي إلى 2.9 في المئة. وثبّت تنبؤاته لنمو الاقتصاد للعام 2022 عند 4 في المئة، وعزز تقرير صندوق النقد الدولي الصادر أخيراً لشهر أبريل (نيسان) الحالي من رؤية نمو تعافي الاقتصاد السعودي بنسبة 0.3 في المئة عن التقديرات السابقة، وتحديداً الصادرة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي تلك التوقعات الخاصة باقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم بعد أن كشف صندوق النقد الدولي في يناير الماضي، عن أن اقتصاد السعودية سينمو 2.6 في المئة في العام 2021، وذلك في أعقاب انكماش الناتج المحلي الإجمالي في المملكة بـ 4 في المئة العام الماضي، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، بسبب آثار جائحة كورونا، وانخفاض الطلب العالمي على النفط.
توزيعات أرامكو
وقالت شركة الزیت العربیة السعودیة "أرامكو" في بيان، الأربعاء، إنها ستعلن نتائجها عن الربع الأول من عام 2021، وعن توزيعات الأرباح عن الفترة ذاتها قبل افتتاح السوق السعودية (تداول) بتاريخ 4 مايو (أيار)2021. وأضافت أنه سيتم نشر البيان الصحافي للنتائج على موقعها الإلكتروني، كما تعتزم إطلاق البث الإلكتروني للإعلان عن نتائج النصف الأول من عام 2021، في شهر أغسطس (آب) المقبل. وكانت عملاق النفط السعودي وزعت أرباحاً نقدية على المساهمين بقيمة 70.33 مليار ريال (18.8 مليار دولار) عن الربع الرابع من عام 2020. وأظهرت البيانات المالية لشركة "أرامكو"، انخفاض أرباح عام 2020 بنسبة 44 في المئة، بفعل ضغط التداعيات التي ظهرت خلال العام الأول لتفشي جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط والتراجع القياسي للطلب على الوقود، إلى جانب تقلص حجم المبيعات، وتدني هوامش الأرباح في أعمال التكرير والكيماويات. وانخفضت أرباح "أرامكو" إلى 183.76 مليار ريال سعودي (49 مليار دولار أميركي) في العام الماضي، مقابل 330.69 مليار ريال سعودي (88.19 مليار دولار أميركي) في عام 2019. وبلغت أرباح الربع الرابع من عام 2020، نحو 50.6 مليار ريال (13.5 مليار دولار) بانخفاض سنوي بنسبة 33 في المئة.