اتهمت موسكو، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي، بتحويل أوكرانيا إلى "برميل بارود"، بعد أن دق الغرب ناقوس الخطر حيال حشد جنود روس على الحدود الأوكرانية.
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله إن "الولايات المتحدة ودولاً أخرى في حلف شمال الأطلسي تحول أوكرانيا عمداً إلى برميل بارود"، مضيفاً أن الدول الغربية تزيد إمداداتها من الأسلحة إلى أوكرانيا.
تدريبات روسية
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الثلاثاء، أن موسكو نشرت قوات على حدودها الغربية للقيام بـ"تدريبات" رداً على "تهديدات" حلف شمال الأطلسي.
وقال شويغو في تصريحات متلفزة، إنه "رداً على أنشطة التحالف العسكرية التي تهدد روسيا، اتّخذنا إجراءات مناسبة". وأضاف، "على مدى ثلاثة أسابيع، تم نشر جيشين وثلاث وحدات جوية بنجاح عند الحدود الغربية لروسيا الاتحادية في مناطق لأداء تدريبات قتالية". وأوضح أن "القوات أبدت استعداداً كاملاً وقدرةً على أداء مهام تضمن أمن البلاد العسكري"، وسيتم استكمال التدريبات "في غضون أسبوعين". ولم يحدد الوزير الموعد المحدد لانتشار تلك القوات أو عددها.
وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر الخبيران العسكريان الروسيان، فاسيلي كاشين وألكسندر غولتز، أن هذه الوحدات تضم نظرياً 100 ألف عسكري على الأقل. وقال غولتز، "قد يكون ذلك أكثر من ثلث كل القوات البرية الروسية وسيشكل انتقالاً كبيراً للقوات"، متحدثاً عن احتمال أن يكون ذلك انتقالاً جزئياً لهذه القوات. وأضاف، "من الواضح أن القيادة العسكرية تريد زيادة حجم تحضيراتها العسكرية وإشاعة جو الخوف بالحد الأقصى".
فاسيلي كاشين قال من جهته إنه "وضع طبيعي في علاقة عداء مفتوحة" مع الغرب، إذ إن موسكو شعرت بأنها في مواجهة "خطر فعلي" بحصول هجوم من الجيش الأوكراني في دونباس في شرق أوكرانيا حيث تقاتل كييف الانفصاليين الموالين لروسيا.
تصعيد المواجهات
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من موسكو، شرق أوكرانيا، ما شكل ضربة لوقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه العام الماضي.
وبعد ارتفاع منسوب العنف، حشدت روسيا قواتها عند الحدود، ما أثار المخاوف من احتمال حدوث تصعيد كبير في النزاع المستمر منذ سنوات، شرق أوكرانيا، المنطقة التي تقطنها أغلبية ناطقة بالروسية.
وقال ريابكوف، "إذا حدث أي تصعيد، فسنقوم بالطبع بكل ما يمكن لضمان أمننا وسلامة مواطنينا أينما كانوا"، مضيفاً "لكن كييف وحلفاءها في الغرب سيتحملون المسؤولية الكاملة عن أي تفاقم مفترض".
والاثنين، دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة السبع، روسيا، إلى وقف "استفزازاتها"، وبدء "نزع فتيل التصعيد" على الحدود الأوكرانية، حيث تحشد قواتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الوزراء، في بيان مشترك، "ندعو روسيا إلى وضع حد لاستفزازاتها، والعمل فوراً على نزع فتيل تصعيد التوترات انسجاماً مع التزاماتها الدولية".
واعتبروا أن "تحريك تلك القوات على نطاق واسع، ومن دون إخطار مسبق، يشكل تهديداً وعاملاً لزعزعة الاستقرار"، داعين موسكو أيضاً إلى "الشفافية على صعيد التحركات العسكرية" بناءً على التزامها داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتخشى أوكرانيا أن تبحث موسكو عن ذريعة لمهاجمتها، واتهمت روسيا بحشد أكثر من ثمانين ألف جندي قرب حدودها الشرقية وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
تحذير غربي
وحذرت الولايات المتحدة، الأحد، روسيا، من أي اعتداء على كييف. ونبه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أنه "ستكون ثمة عواقب".
وصباح اليوم، قتل جندي أوكراني، وأصيب اثنان بجروح قرب قرية مايورسك الواقعة على بعد نحو 35 كلم، شمال دانيسك، معقل الانفصاليين، عندما ألقت طائرة مسيرة قنابل على مواقع تابعة للجنود الأوكرانيين، وفق ما أفاد به الجيش.
ورفعت حصيلة الضحايا الأخيرة إجمالي عدد القتلى في صفوف الجنود الأوكرانيين منذ مطلع العام إلى 29، مقارنة بـ50 خلال عام 2020 بأكمله.
وكان وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في بروكسل الثلاثاء، حيث التقى الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
ومن المقرر أن يلتقي كوليبا أيضاً وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بروكسل في وقت لاحق الثلاثاء.
وقال قبيل الزيارة إنه ينوي مناقشة الدعم الغربي لأوكرانيا.
وأفاد في تصريحات متلفزة في وقت متأخر، الاثنين، "نحتاج بالفعل إلى التحدث في شأن الدعم العملي الذي يمكن أن تحصل عليه أوكرانيا في حال حدوث تصعيد مسلح واسع النطاق".
ويذكر أن الكرملين الذي لم ينفِ في وقت سابق تحركات الجنود الروس عند الحدود، قال إنه "لا ينوي" الدخول في حرب مع أوكرانيا، لكنه أضاف أنه "لن يبقى لا مبالياً" حيال مصير الناطقين بالروسية في الشرق.