تثير تعقيدات الوضع في تايوان بين الصين والولايات المتحدة، المخاوف من احتمالات التصعيد الإقليمي، الذي يدفع الأمور إلى حافة الانفجار.
وفي هذا الإطار، نقلت أسبوعية "نيوزويك" الأميركية، عن شخصية إعلامية حكومية صينية بارزة تأكيدها أن بكين أرسلت 25 طائرة حربية باتجاه جزيرة تايوان يوم الاثنين الماضي، في إطار تلويح جدّي "لإعلان السيادة" على الجزيرة إذا استمرت العلاقات بين واشنطن وتايبيه في التحسن.
وقال هو شيجين، وهو رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي الصيني "غلوبال تايمز''، على التعليقات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بالقول إن إرسال الطائرات جاء رداً على التفاعل بين المسؤولين من الولايات المتحدة وتايوان.
وأضاف أن الجيش الصيني "سيكثّف الضغط العسكري" في حالة زيادة الدفء في العلاقات بين واشنطن وتايبيه. وتابع "إذا فتحت القوات التايوانية النار، فستكون تلك لحظة حرب شاملة عبر مضيق تايوان".
ادعاء صيني
وتدّعي بكين ملكيتها لتايوان الديمقراطية على الرغم من أنها لم تحكمها مطلقاً خلال سبعة عقود منذ تأسيسها بعد الحرب الأهلية الصينية. ولم تتخلَّ الحكومة الصينية أبداً عن استخدام القوة في هدفها النهائي المتمثل في "إعادة توحيد" الجزيرة، بينما تستمر تايوان في إدارتها كدولة أمر واقع وتحتفظ بعدد كبير من الشركاء العالميين غير الرسميين، ولكن المهمين، في وجود غامض يُعرف باسم "الوضع كو".
وعلى الرغم من إصرار رئيسة تايوان تساي إنغ وين على أن حزبها الديمقراطي التقدمي (DPP) يعتزم الحفاظ على الوضع الراهن، فإن جهودها لجعل الدولة أقل اعتماداً على الاقتصاد الصيني - ومطالبتها بأن يتم التعامل مع قادتها المنتخبين ديمقراطياً على قدم المساواة من قبل نظرائهم - تنظر إليها بكين على أنها تحركات تدريجية نحو الاستقلال بحكم القانون.
وقد أشارت الولايات المتحدة، الشريك الأمني الأهم لتايوان، إلى تأييدها موقف الحكومة التايوانية وقدّمت دعمها مع تصاعد التخويف العسكري الصيني في السنوات الأخيرة.
وقال وزير الخارجية بلينكن لشبكة "إن بي سي" يوم الأحد إن "تصرفات بكين العدوانية المتزايدة" كانت مصدر قلق حقيقي لإدارة بايدن، إذ أعاد تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه تايوان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
احتمالات الغزو
وردّاً على سؤال حول احتمال غزو صيني للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، قال بلينكن إنه سيكون "خطأ فادحاً لأي شخص أن يحاول تغيير الوضع الراهن بالقوة".
وفي مقطع فيديو قصير نُشر على موقع "غلوبال تايمز"، انتقد هو شيجين تصريحات الوزير الأميركي ووصفها بأنها "خادعة". واتهم واشنطن وتايبيه بأنهما "المدمران الحقيقيان" للوضع الراهن.
وقال هو "إذا واصلت الولايات المتحدة وسلطات تايوان سياستها الحالية، فإن البرّ الرئيس الصيني سيزيد بالتأكيد الضغط العسكري". و"إذا اتخذت الولايات المتحدة وتايوان إجراءات بارزة أخرى، فإن مقاتلات جيش التحرير الشعبي الصيني ستطير فوق جزيرة تايوان لإعلان السيادة".
وبعدما حلّقت 25 طائرة حربية صينية، بما في ذلك 18 طائرة مقاتلة وأربع قاذفات ثقيلة ذات قدرة نووية، في منطقة الدفاع الجوي التايوانية يوم الاثنين، قال هو إن ذلك كان ردّاً على إرشادات الاتصال المعدلة التي اعتمدتها إدارة بايدن، والتي تسمح لمسؤولين من تايبيه بالاتصال بمسؤولين فيدراليين أميركيين.
ودفع التصعيد الجديد للحكومة الصينية في السماء والبحار حول تايوان، المحللين إلى العودة للجدل حول "الغموض الاستراتيجي" لأميركا في ما يتعلق بالدفاع عن تايوان.