ورد في البيان الصادر عن المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى بتاريخ 24 أبريل (نيسان)، والذي يحمل توقيع السيد حازم تحسين سعيد بك وكيل الأمير الإيزيدي، قبول الناجين من قبضة تنظيم داعش واعتبار ما تعرضوا له خارجاً عن إرادتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوحى البيان من خلال محتواه بأنه سيتم قبول الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب، لكن المجلس الروحاني الذي تعرض لضغوط من المجتمع الإيزيدي، اجتمع بعد صدور القرار الذي تم نشره في 24 أبريل بثلاثة أيام بهدف إعادة مناقشته، وبعد الاجتماع الذي جرى في 27 أبريل، جاء التصريح الجديد للمجلس الروحاني وسحب قراره السابق على الشكل التالي:
"نوضح للرأي الإيزيدي بأن ما جاء في متن البيان الذي أصدرناه بتاريخ 24/4/2019 بخصوص قرار قبول الناجيات وأطفالهن لم يكن يعني بتاتاً الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب، بل إن المعنيين هم الأطفال المولودون من أبوين إيزيديين، وتم اختطافهم إبان غزو داعش لمدينة سنجار في 3/8/2014".
وتحدث كل من سعود مسطو، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، وچيا شريف (Chiya Sharif) النائب في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في دهوك، ومسؤولون إيزيديون من مستوى رفيع لـ"اندبندنت تركية" عن المجلس الروحاني الأعلى، والإيزيديات الناجيات من قبضة داعش ووضع أطفالهن.
القانون العراقي أيضاً يرفضهم
من جانبه، قال عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني الأعلى سعود مسطو، "إن المجلس الذي خرج بقرار مثير للجدل في الاجتماع الذي عقده في 24 أبريل عاود الاجتماع بشأنه مرة أخرى، وتم القبول في القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع بقبول الأطفال من أبوين إيزيديين كإيزيديين، وأن الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب لن يعودوا كذلك بما يتناسب مع الأصول والقواعد الإيزيدية".
وأضاف مسطو "أن الدستور العراقي لا يقبل الأطفال كإيزيديين إلا في حال كانوا من أب وأم إيزيديين"، وتابع "حتى لو قبل المجلس الروحاني بهؤلاء الأطفال، فإن القانون العراقي لا يقبل كون هؤلاء الأطفال إيزيديين وينظر إليهم كمسلمين. لأنه وحسب القوانين فإن الأطفال من أب أو أم مسلمين يتم قبولهم كمسلمين بعد سن 18 عاماً".
وأوضح مسطو "أن النساء والأطفال الإيزيديين الناجين من قبضة داعش عادوا إلى المجتمع الإيزيدي بعد طوافهم أولاً بلالش؛ المكان المقدس للإيزيديين، ثم قيامهم حسب العادات والتقاليد بأخذ الأدعية من بابا شيخ وبابا شاويش والخدم الذين كرسوا حياتهم لهذا المكان"، وأضاف مسطو أنه "تمت تأدية هذه الطقوس حتى لو لم تكن فرضاً".
تبنى الناجين من قبضة داعش
وتابع عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الروحاني أن عدد الناجين من قبضة داعش بلغ 3 آلاف و500 بين طفل وامرأة، وأن عاقبة ما يقارب الثلاثة آلاف ما زالت مجهولة"، وأشار إلى "أن الذين أرادوا النظافة والتطهر حسب رغبتهم اغتسلوا في كانيا سبي التي تعتبر من الأماكن المقدسة عند الإيزيديين".
بدوره قال چيا شريف، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في دهوك في إقليم كردستان العراق، "إن المجلس الروحاني الأعلى اجتمع، واتخذ قراراً يفيد بعدم تعرض الإيزيديين الناجين من قبضة داعش للاحتقار في المجتمع".
وأضاف شريف "أن مكتب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني يبذل جهوداً حثيثة للعثور على الإيزيديين الأسرى في قبضة داعش أو مجهولي المصير لإنقاذهم"، وأكد "أن بعض الناجين من قبضة داعش تبنوا أيديولوجية التنظيم"، وأشار إلى أن "بعض الناجين يعاني مشكلات نفسية، والبعض منهم يفكر مثل داعش. وتبذل المؤسسات الخاصة التي تم افتتاحها بإشراف أطباء ومتخصصين نفسيين جهوداً كبيرة لإعادة تأهيلهم، كما أن مؤسسات المساعدات الإنسانية من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية تبذل جهوداً خاصة في هذا الإطار".
وأوضح شريف "أن بعض الأطفال نسوا لغتهم الأم، وهم لا يعرفون لغة سوى اللغة العربية بسبب قضائهم سبع سنوات في الأسر عند تنظيم داعش"، وأشار إلى "الجهود والمساعي المبذولة لتعليم اللغة الكردية لمن نسوا لغتهم".
تعميد الأسرى الإيزيديين الناجين
ونوه شريف إلى الجهود الجبارة التي يبذلها المجتمع الإيزيدي والحكومة على حد سواء في سبيل تمكن الإيزيديين الناجين من العودة إلى حياتهم الطبيعية"، ثم أكمل: "يرغب الإيزيديون الناجون في التطهر عبر مراسم دينية تشبه تعميد الأطفال المسيحيين حديثي الولادة. هم يشعرون أنهم ولدوا من جديد حالهم كحال الأطفال حديثي الولادة الذين يخطون خطوتهم الأولى إلى الحياة".
وذكر مسؤول إيزيدي رفيع، لم يرغب بذكر اسمه، فيما يتعلق بالموضوع أن "وضع النساء المتزوجات اللواتي وقعن في الأسر عند تنظيم داعش، وأصبح لهن أولاد من عناصر التنظيم يعانين وضعاً حساساً"، وقال "إنه لا يرغب بالتعليق على قرار المجلس الأعلى".
وأضاف المسؤول أن "المجتمع الإيزيدي قَبِل الأسرى الناجين، فيما عدا الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب، دون إطلاق أحكام استباقية، وأن الراغبين منهم استطاعوا الذهاب إلى معبد لالش من أجل التطهر".
يُذكر أن الإيزيديين أُجبروا على النزوح عن مناطقهم بعد بسط تنظيم داعش سيطرته على شنغال، التابعة لمحافظة الموصل في العراق عام 2014، وأن الآلاف منهم وقعوا أسرى في يد التنظيم. وحسب إحصاءات مديرية الشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف في إقليم كردستان العراق فإن أعداد الإيزيديين المختطفين بلغت 6 آلاف و417 شخصاً، نجى منهم 3 آلاف و425، فيما بقي مصير ما يقارب 3 آلاف منهم مجهولاً.