ما زالت قضية إفلاس المجموعة المالية "غرينسيل"، بانعكاساتها الصناعية والاقتصادية والسياسية، تتطور في بريطانيا وخارجها، وإليكم في ما يلي أبرز الأطراف فيها.
ديفيد كامرون
رئيس الوزراء البريطاني المحافظ الأسبق ديفيد كامرون، تضررت مكانته لفترة طويلة بسبب رهانه الكارثي على أن البريطانيين سيصوتون ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولحق بإرثه السياسي ضرر كبير منذ الكشف عن ضغوط مكثفة مارسها لمصلحة مجموعة "غرينسيل"، التي كان أحد مستشاريها.
في ربيع 2020، أُغرق كبار المسؤولين الماليين في البلاد، وعلى رأسهم وزير المالية ريشي سوناك، برسائل إلكترونية ونصية لحثهم على تغيير معايير بعض إجراءات الدعم الحكومي في مواجهة الوباء، لتتمكّن "غرينسيل" من الاستفادة منه.
مع مرور الوقت وتفاقم الأزمة الاقتصادية، لم يعُد رئيس الحكومة الأسبق، الذي حصل على حقوق في "غرينسيل" كانت تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات لكنها لم تعد تساوي شيئاً الآن بعد إفلاسها، يخفي استياءه وتحدث عن عملية "محبطة إلى درجة لا تصدق" في مواجهة رفض السلطات تلبية طلباته.
السلطات المالية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عبّرت المعارضة العمالية عن استيائها من تمكّن كاميرون من الوصول إلى أعلى دوائر الإدارة المالية في البلاد، وإن كانت لم تسجل أي مخالفة للتشريعات المتعلقة بمحاولة التأثير في البلاد.
واتصل كاميرون بشكل مباشر عبر رسائل نصية بوزير المالية، الذي يواجه انتقادات لردّه بأنه "طلب من فريقه" دراسة طلبات رئيس الوزراء الأسبق.
لكن مسؤولي وزارة الخزانة ثم بنك إنجلترا (المصرف المركزي في المملكة المتحدة) لم يتجاوبوا. وردّ جون كانليف، المسؤول في بنك إنجلترا، أن "وزارة الخزانة تتعرّض لضغوط هائلة لمنح المساعدة في اتجاهات متعددة... وكذلك نحن".
ليكس غرينسيل
رجل الأعمال الأسترالي ليكس غرينسيل، البالغ من العمر 44 سنة الذي حافظ على تكتّمه منذ الإفلاس، سيبقى اسمه مرتبطاً بواحدة من أهم القضايا المالية المدوية في السنوات الأخيرة.
أسس غرينسيل، وهو ابن عائلة من مزارعي قصب السكر، الشركة التي تحمل اسمه عام 2011، عندما كان في الثلاثينيات من عمره. وتمكّنت الشركة من النمو بسرعة كبيرة، وبكسب النخبة المالية.
وذكرت صحيفة "ذي غارديان"، الجمعة 23 أبريل (نيسان)، أن غرينسيل كان يفكر حتى في إدراج شركته مطلع 2020 في البورصة بتقييم قدره 22 مليار جنيه إسترليني.
أدرك ليكس غرينسيل بسرعة كبيرة أن الاعتماد على سياسيين مفيد جداً له، وتمكّن من دخول حكومة ديفيد كاميرون من أجل تقديم خبرته كمالك شركة تكنولوجية ناشئة. حدث هذا قبل أن يصبح زعيم حزب المحافظين في ما بعد مستشاراً لغرينسيل.
وقد نمت شركته بعيداً من الأنظار، لكن قصر الورق الذي شيّده انهار في نهاية المطاف بعدما أدى الوباء إلى إضعاف المتعاملين معه والثقة بالأموال التي اعتمد عليها في بناء نموذجه. تضاف إلى ذلك شكوك حول عدم شفافية هيكل شركته والاحتيال في سجلات المحاسبة.
سانجيف غوبتا
توظف إمبراطورية سانجيف غوبتا للصناعات المعدنية 35 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وتملك مواقع عدة في فرنسا، وكانت من أهم زبائن "غرينسيل".
وبفضل الشركة المتخصصة في القروض القصيرة الأجل، بنى رجل الأعمال الهندي - البريطاني مجموعته عبر شراء شركات متعثرة لم يكن بإمكانها الوصول إلى وسائل التمويل التقليدية.
وتبلغ ديون مجموعته لـ"غرينسيل" مليارات الدولارات، وهي بحاجة ماسة للحصول على أموال جديدة، خصوصاً لتجنب إغلاق مصانع في جناحها المخصص للفولاذ "ليبرتي ستيل".
"سوفت بنك"
نجحت "غرينسيل" في الحصول على دعم شركات كبرى مثل المجموعة اليابانية العملاقة للاستثمار في صناعة التكنولوجيا "سوفت بنك"، التي ضخت في "غرينسيل" 1.5 مليار دولار من المستبعد أن تنجح في استعادتها.
ويواجه مصرف "كريدي سويس" انكشاف حسابات بنحو عشرة مليارات دولار من خلال أربعة صناديق، نيابةً عن مستثمرين اشتروا سندات دين صادرة عن "غرينسيل".
ومع إفلاس الفرع المصرفي لـ"غرينسيل" في ألمانيا، تطالب جمعية البنوك الألمانية بملياري يورو. وفي حين يمكن حماية أموال عملائها الأفراد في ألمانيا، ليست هذه هي الحال بالنسبة إلى عشرات البلديات والمناطق التي استثمرت فيها.