شنّ التحالف العسكري، بقيادة السعوديّة في اليمن، غارات على قاعدة عسكريَّة يمنية في العاصمة صنعاء، يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، قال إنها جاءت لتدمير مرافق طائرات دون طيار.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن التحالف قام، مساء أمس الأربعاء، بتدمير "أهداف عسكرية مشروعة بقاعدة الديلمي الجوية، شملت مرافق صيانة الطائرات بدون طيار، ومنظومة اتصالات، وكذلك أماكن وجود الخبراء الأجانب والمشغلين لهذه المنظومات".
وقال المالكي، إن "الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران قامت بتحويل مطار صنعاء الدولي إلى ثكنة عسكرية ومكان لإطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ العمليات الإرهابية، التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والإنساني وقواعده العرفية".
ووصف المالكي، العملية التي نفذها التحالف بأنها عمليَّة عسكريَّة نوعيَّة استهدفت تدمير أهداف عسكرية "مشروعة"، مشيراً إلى أنها تتوافق مع القانون الدولي والإنساني.
وكان التحالف أعلن، الشهر الماضي، أنه استهدف كهفاً لتخزين الطائرات بدون طيار التابعة إلى المتمردين الحوثيين، في أحد معسكرات الحرس الجمهوري بدار الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء.
من جهتها، أوردت وكالة سبأ، التابعة إلى المتمردين الحوثيين، نقلاً عن مصدر أمني، أن التحالف شنَّ 13 غارة استهدفت "مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي" الجوية.
وقال زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، "إن باستطاعة قواته شنّ هجمات ضد أهداف حيوية في السعودية والإمارات اللتين تقودان تحالفاً ضده"، وأشار إلى أن "قواته تملك قدرات الوصول إلى أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة ومؤثرة".
لماذا قاعدة الديلمي؟
وفق تصريحات رسميَّة من التحالف العربي، بقيادة السعودية، وتأكيد تقارير دولية، يستخدم المتمردون الحوثيون قاعدة الديلمي العسكرية (وهي إحدى القواعد الجوية العسكرية اليمنية التابعة للقوات الجوية، وتقع على بعد 15 كم شمال مدينة العاصمة، جوار مطار صنعاء الدولي)، المسيطرين عليها منذ 2015، في تنفيذ هجمات معادية تهدد الأمن الداخلي لليمن، وأيضاً الإقليمي والدولي.
وحسب تصريحات سابقة للمالكي، ينتهك المتمردون الحوثيون القانون الدولي والإنساني باستخدام (مطار صنعاء/ قاعدة الديلمي الجوية) لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، التي على ضوئها ينفذ التحالف عملية الاستهداف لتدمير مواقع إطلاق وتخزين الصواريخ الباليستية ومحطات التحكم الأرضية للطائرات بدون طيار وورش التفخيخ والتجميع والمواقع المساندة لها وموقع للتدريب على منظومات الطائرات بدون طيار بقاعدة الديلمي الجوية بصنعاء.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، شنَّ المتمردون الحوثيون هجوماً بطائرة دون طيار استهدف عرضاً عسكرياً في قاعدة العند الجوية اليمنية، أكبر قاعدة في البلاد، ما أدى إلى مقتل رئيس الاستخبارات العسكريَّة في القوات اليمنية الموالية للحكومة ونائب رئيس هيئة الأركان اليمني.
ويشهد اليمن حرباً منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في مارس (آذار) 2015 مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري دعماً للقوات الحكومية.
ومنذ سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتسبب النزاع في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، التي قالت إن أكثر من 24 مليون شخص ما زالوا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وأكثر من 56 ألف جريح منذ بدء عمليات التحالف، حسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.