قال المتحدث باسم "بوليساريو" جليل محمد، في وقت متأخر الثلاثاء، إن زعيم الجبهة إبراهيم غالي، الذي خضع للعلاج في مستشفى إسباني لأكثر من شهر، غادر المستشفى وهو في طريق عودته للجزائر "سالماً معافى"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
بدورها، أعلنت الحكومة الإسبانية أن غالي "خطط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا" في شمال البلاد، من دون أن تحدد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.
وكانت صحيفة "إل باييس" الإسبانية قد ذكرت أن غالي غادر إسبانيا بالفعل على متن رحلة من مطار بامبالونا. وأضافت أن زعيم "بوليساريو" "كانت بحوزته الوثائق التي دخل بها إلى إسبانيا، والتي تحمل اسمه".
القضاء الإسباني يستمع إلى غالي
وبعد ما أثار استقبال إسبانيا زعيم جبهة "بوليساريو" بداعي الاستشفاء شرارة أزمة بين الرباط ومدريد، استمع القضاء في إسبانيا إليه، في شكويين قدمتا ضده في ملفي "تعذيب" وارتكاب "إبادة". ولم يتخذ القاضي الإسباني أي إجراء بحقه تاركاً له حرية مغادرة إسبانيا.
وفي الأثناء، أكدت متحدثة باسم الحكومة الإسبانية أن "المغرب وإسبانيا بحاجة إلى بعضهما، ولا بد من إصلاح العلاقات الدبلوماسية".
وأُدخل غالي في أبريل (نيسان) إلى المستشفى في لوغرونيو، بسبب مضاعفات إصابته بـ"كوفيد-19"، وخضع للاستجواب عبر الفيديو من مستشفى هذه المدينة الواقعة شمال إسبانيا، من أحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد خلال جلسة مغلقة، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المحامي مانويل أولي، بعد جلسة الثلاثاء، إن "الحقائق التي استندت إليها الاتهامات الموجهة إليه عارية تماماً من الصحة"، وذكر أولي أن غالي قال، إن المزاعم ذات دوافع سياسية، ونفى ارتكاب أي مخالفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعود هذا الاستجواب إلى شكوى تشمل "الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية" رفعها عام 2020 فاضل بريكة، المنشق عن الجبهة والحاصل على الجنسية الإسبانية، الذي يؤكد أنه كان ضحية "تعذيب" في مخيمات اللاجئين الصحراوية في تندوف بالجزائر.
وكانت الشكوى حفظت، لكن أعيد فتحها مطلع السنة الحالية. ويعود الملف الثاني إلى عام 2007، وكان قد حُفظ أيضاً وأعيد فتحه مع وجود زعيم "بوليساريو" في إسبانيا.
وتقدمت بالشكوى عام 2007 الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بتهمة ارتكاب "مجازر إبادة واغتيال وإرهاب وتعذيب وإخفاء" في مخيمات تندوف، وفق ما أفادت المنظمة ومقرها إسبانيا.
وكان غالي دعي إلى المثول في إطار هذه الشكوى عام 2016 عندما كان يفترض أن يتجه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دعم للشعب الصحراوي، لكنه ألغى زيارته في نهاية المطاف.
واعتبر المغرب، الإثنين، أن الأزمة "لن تحل بالاستماع" إلى غالي وحسب، مشدداً على أنه "يستوجب من إسبانيا توضيحاً صريحاً لمواقفها وقراراتها واختياراتها". وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكل "اختباراً لصدقية الشراكة" بين البلدين.
إعادة طائرة إلى الجزائر
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقل موقع "إل كونفيدنسيال" الإخباري الإلكتروني عن مصادر في الشرطة أن "طائرة للحكومة الجزائرية أقلعت، صباح الثلاثاء، في اتجاه لوغرونيو لإعادة غالي قبل أن تعود أدراجها في منتصف الطريق".
ورداً على سؤال في هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية ماريا خيسوس مونتيرو إنها "لا تملك معلومات عن أي طائرة أعيدت أو أوقفت".
لكن سلطة الطيران المدني الإسباني أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن "طائرة مدنية جزائرية" آتية من العاصمة الجزائرية ومتجهة إلى لوغرونيو دخلت، الثلاثاء، المجال الجوي الإسباني ثم عادت أدراجها بناء على "أمر من المراقبين الجويين العسكريين".