تكثر برك الملح الطبيعي قرب الطريق المؤدية إلى مدينة الديوانية جنوب العراق، إضافة إلى أماكن أخرى.
هذا منظر طبيعي، ولعلّه جاذب للسياح، لكنه أيضاً مصدر لدخل بسيط لأسر فقيرة تعمل مقابل أجر يومي في القطاع الزراعي.
وهناك، تجرف أم محمد الملح بمجرفة يدوية قبل أن تكوّمه ثم تضعه في أكياس تمهيداً لبيعه. وأم محمد واحدة من بين كثير من العراقيين الذين يلوذون إلى العمل في جمع الملح من برك الملح الطبيعي لكسب قوتهم بعد أن ضاقت بهم السبل.
وتقول أم محمد "شغلي هو بالمليحة هاي ومعيشة ها العيال... فلاليح عند العالم... والحمد لله والشكر على ها المليحة وخير من الله".
ويروي أبو علي، الذي يعمل في جمع الملح الطبيعي أيضاً، "صار لي عشرين سنة أشتغل بيها... عائلة عندي خمسطعش (15) نفر... ما عندي مصدر رزق غير هاي... من غصبا علي أشتغل بيها... يعني ماكو (لا يوجد) مصدر رزق غير هاي".
ويبيع جامعو الملح يوميّاً محصولهم للتجار المحليين مقابل حوالى 500 دينار عراقي (0.34 دولار أميركي) لكل 30 كيلوغراماً من الملح.
ويضيف أبو علي "نحصل لنا عشرة آلاف، اثنعشر (12) ألف، خمسطعش (15) ألف... ورا الشغل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجمع الملح الطبيعي نشاط موسمي يستمر 60 يوماً بعد تبخر مياه الأمطار التي تسقط في الشتاء خلال الأشهر الحارة مع دخول فصل الصيف.
وأبو محمد تاجر يشتري الملح ممن يجمعونه ثم يبيعه لورش معالجة جلود الأغنام في النجف وغيرها.
ويقول أبو محمد "أكثر شي ماء الأمطار ثم (ماء الملحة) ذلك يسمى زراعة، يجمع الماء من خلال مواتير المياه في إضافته إلى أحواض كبيرة ويكون الماء مالحاً ويمكن لهم ما يرغبون من كمية إنتاج الملح بحسب رغبتهم، ألف طن، 200 طن، 500 طن، الإنتاج هم يسوونه وبالنسبة لهم هاي المملحة. بنسميه بملح الملحة الذي في طريق بغداد أو أي طريق آخر، ملح البركة التي تكون بسبب تجمع أمطار من رب العالمين حين يكون الشتاء تكون أمطار وتتجمع المياه وتترسب في الصيف وتصير ملحاً".
ويضيف "أكو (يوجد) ملح أسمر وأكو ملح أبيض... أكو ملح مال طحن وأكو ملح مال طحن أزيد شي، للجلود والطرشي".
ويُستخدم الملح الخشن للحفاظ على الجلود ويفرك باليد قبل بيع الجلود.