عززت أسعار النفط مكاسبها، اليوم الخميس، لأعلى مستوى في أكثر من عامين ونصف، بعد أن سجلت مخزونات الخام الأميركية انخفاضاً، أدى إلى تعزيز التفاؤل بشأن تعافي الطلب على الوقود، مع استمرار الدعم من قرار "أوبك+" بعودة تدريجية للإمدادات.
وبحلول الساعة 8:20 بتوقيت غرينتش، صعدت عقود خام برنت القياسي العالمي، تسليم أغسطس (آب) 0.46 في المئة إلى 71.68 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) من عام 2019، بعدما زادت 1.6 في المئة في الجلسة السابقة.
وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط، تسليم يوليو (تموز)، صعوداً 0.45 في المئة، ليصل إلى 68.14 دولار للبرميل، متخطية أعلى مستوى لها منذ 2018.
مستويات قوية
وإلى ذلك، قال دانيال ييرجين، مؤرخ النفط ونائب رئيس شركة "آي أتش أس ماركت"، إن الطلب على النفط في الوقت الحالي "يشهد مستويات قوية، لا سيما مع الاتجاه إلى عودة فتح الاقتصادات في جميع أنحاء العالم"، متوقعاً "صعود الأسعار إلى 80 دولاراً للبرميل"، بحسب وكالة "بلومبيرغ".
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسيتس" لاستثمارات الطاقة في سنغافورة، "الطلب على الخام يرتد، خصوصاً في الولايات المتحدة، والأوضاع في أوروبا متفائلة، لكن بحذر". مضيفة، "ما قد تفتقده بعض توقعات الصعود الشديد، هو حقيقة أن هناك أيضاً كثيراً من المعروض المنتظر"، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
قرارات "أوبك+"
ودعمت قرارات "أوبك+" أسعار النفط، إذ قرر التحالف في اجتماعه الأخير، الثلاثاء، الإبقاء على الاتفاق الحالي، وتخفيف وتيرة القيود على الإنتاج تدريجاً في يوليو 2021.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستمضي "أوبك+" قدماً في زيادة الإنتاج بحوالى 841 ألف برميل يومياً في يوليو، بعد رفع الإنتاج في مايو (أيار) ويونيو (حزيران). كما اتفق التحالف، الذي تقوده السعودية وروسيا، على عودة 2.1 مليون برميل يومياً تدريجاً إلى السوق بحلول يوليو، لتقليص الخفض إلى 5.8 مليون برميل يومياً.
وذكر التحالف أن الطلب العالمي على النفط أظهر علامات واضحة على التحسن، مع تسارع حملات التطعيم.
كما دعمت تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان عقب الاجتماع، السوق، إذ قال إنه "يلحظ تعافياً قوياً للطلب في الولايات المتحدة والصين"، وإن وتيرة حملة التطعيمات من شأنها فقط أن تقود إلى "مزيد من التوازن في سوق النفط العالمية".
مؤشرات إيجابية
وقالت لويز ديكسون، محللة أسواق النفط في ريستاد إنريجي، "سوق النفط رحبت بقرار أوبك+ التقيد بخطتها الحالية للإنتاج، وكذلك مؤشرات إيجابية بشأن الطلب العالمي".
ويواصل النفط صعوده هذا العام، إذ سجل مكاسب بنحو 35 في المئة حتى الآن في 2021، بعد صدمة جائحة كورونا، التي تسببت في انهيار الطلب على الخام خلال العام الماضي.
كما تلقت الأسعار دعماً من بدء تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الفيروس، وتحسن آمال نمو الطلب على الوقود في الأشهر المقبلة، مع بدء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وكذلك من بيانات صينية أظهرت زيادة نشاط المصانع بأسرع وتيرة هذا العام في مايو، إلى جانب رفع قيود الإغلاق التي أثرت في استهلاك الوقود عالمياً.
هبوط مخزونات النفط الأميركية
أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات الوقود.
وبحسب البيانات، فإن مخزونات الخام على مستوى البلاد انخفضت 5.36 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الـ 28 من مايو، بينما ارتفعت مخزونات البنزين 2.5 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير، وهي فئة تشمل الديزل، 1.56 مليون برميل.
ومن المتوقع أن تُظهر البيانات الحكومية في وقت لاحق اليوم الخميس، انخفاض مخزونات النفط الخام على مستوى البلاد بمقدار 2.53 مليون برميل.
وفي غضون ذلك، جرى تأجيل المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية حتى الأسبوع المقبل، حيث أدت الخلافات بين طهران والولايات المتحدة إلى تأخير إحياء الاتفاق، ما يبقي النظرة ضبابية بشأن عودة إمدادات النفط الإيرانية.