أعلن رئيس أساقفة ميونيخ، راينهارد ماركس، الجمعة 4 يونيو (حزيران)، أنه طلب من البابا فرنسيس إعفاءه من مهامه، معترفاً بـ"فشل" الكنيسة الكاثوليكية في "كارثة الاعتداءات الجنسية" داخل المؤسسة.
وقال الكاردينال ماركس، الرئيس السابق لمؤتمر الأساقفة الألمان، في رسالة بعث بها إلى البابا، "بالنسبة لي يتعلق الأمر بشكل أساسي بتقاسم المسؤولية عن كارثة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها مسؤولون في الكنيسة في العقود الأخيرة".
وأوضح أنه يدين في رسالته المؤرخة 21 مايو (أيار)، ونشرتها أبرشية ميونيخ الجمعة، "فشل المؤسسة أو النظام" في هذه الفضيحة الواسعة التي عصفت بالكنيسة الكاثوليكية الألمانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن التحقيقات والتقارير "أظهرت باستمرار حصول العديد من الإخفاقات الشخصية والأخطاء الإدارية، وأيضاً الفشل المؤسساتي أو الممنهج".
وانتقد الكاردينال الزملاء الذين "يرفضون الاعتراف بأن هناك مسؤولية مشتركة في هذا الصدد"، مضيفاً أن الكنيسة تواجه "طريقاً مسدوداً". وأمل في أن تكون استقالته مؤشراً لبداية جديدة للكنيسة.
وبحسب بيان الأبرشية، فقد منح البابا الإذن بنشر الرسالة، وطلب من ماركس البقاء في منصبه إلى أن يتلقى جواباً.
آلاف الاعتداءات
وفي السنوات القليلة الماضية، هزت الكنيسة الكاثوليكية الألمانية تقارير كشفت عن مدى الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال دين بحق أطفال.
وأظهر تقرير نشر في عام 2018 بتكليف من مؤتمر الأساقفة الألمان خلال رئاسة ماركس، أن 1670 رجل دين ارتكبوا اعتداءً جنسياً ما بحق 3677 قاصراً، غالبيتهم صبيان، بين الأعوام 1946 و2014.
لكن معدي التقرير قالوا إنه من شبه المؤكد أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير.
والشهر الماضي، أرسل البابا موفدين إلى أبرشية كولونيا للتحقيق في شأن "أخطاء محتملة" في ردها على التقارير عن الاعتداءات الجنسية بحق أطفال.
وماركس، المعروف بأنه من الداعين البارزين لإدخال إصلاحات، اعتذر في وقت سابق نيابةً عن الكنيسة لضحايا الاعتداءات الجنسية.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، امتنع عن قبول وسام استحقاق جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسط انتقادات من مجموعات تمثل الضحايا لرد الكنيسة على الفضائح.