علقت شركة "فيسبوك"، الجمعة، حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على منصتها حتى يناير (كانون الثاني) 2023 على الأقل، وأعلنت تغييرات في الطريقة التي ستعامل بها زعماء العالم الذين يخالفون القواعد في منشورات على منصتها.
وقالت الشركة، إن التعليق والذي سيستمر بذلك عامين على الأقل إذ بدأ في السابع من يناير من هذا العام إثر أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول، لن يرفع إلا إذا تراجع الخطر على السلامة العامة.
رقابة على حرية التعبير
وانتقد ترمب قرار "فيسبوك" ووصفه بأنه نوع من الرقابة على حرية التعبير وبأنه إهانة لمن صوتوا له.
ويحرم هذا الجدول الزمني الجديد الجمهوري ترمب من استخدام منصة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. لكن هذا يعني أن بإمكانه العودة إلى "فيسبوك" قبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية المقبلة في أواخر عام 2024.
وقال نيك كليغ مدير الشؤون العالمية في "فيسبوك" في منشور "بالنظر إلى فداحة الملابسات التي أدت لتعليق حساب السيد ترمب، نعتقد أن أفعاله تنطوي على خرق صارخ لقواعدنا بما يبرر أعلى عقوبة متاحة بموجب لوائحنا التنفيذية الجديدة".
وكان مجلس الرقابة في "فيسبوك"، وهو مجموعة مستقلة تمولها الشركة وتبت في مجموعة صغيرة من قرارات المحتوى المختلف عليه، قد أيد في مايو (أيار) القرار غير المسبوق تعليق حساب ترمب، والذي نفذ لأن الشركة قالت إن منشوراته تحرض على العنف. لكن المجلس قال إن الشركة أخطأت عندما جعلت التعليق لأجل غير مسمى، ودعا إلى تبني "رد متناسب".
"تزوير" التصويت
وندد ترمب في بيان بالقرار وكرر مزاعم خطأ عن تزوير التصويت وقال "قرار فيسبوك إهانة لعدد قياسي يبلغ 75 مليوناً وللعديد الآخرين ممن صوتوا لنا في انتخابات 2020 الرئاسية المزورة. لا يجب السماح بإفلاتهم من العقاب على مثل تلك الرقابة والإسكات وفي النهاية سننتصر. بلادنا لن تتحمل هذه الإساءة بعد ذلك!". ولم تخلص عدة تحقيقات إلى أدلة على تزوير الانتخابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت شركة "فيسبوك" إنها ستعمل مع خبراء لاتخاذ قرار بشأن توقيت تراجع الخطر على السلامة العامة من منشورات ترمب لإعادته لمنصتها. وأضافت أنها ستقيم عوامل من بينها وقائع العنف والقيود على التجمع السلمي ومؤشرات أخرى على الاضطرابات.
حذف الحساب
وأشارت إلى أن هناك عدداً من الإجراءات العقابية التصعيدية لترمب إذا خرق مزيداً من القواعد بما قد يؤدي لحذف حسابه نهائياً.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين عن قرار "فيسبوك" بشأن ترمب إن الشركة شعرت بأنه من غير المرجح أن يغير طريقته على مدى العامين المقبلين.
وكانت منصات مثل "فيسبوك" و"تويتر" تعتبر أن زعماء العالم والسياسيين والمسؤولين المنتخبين يجب أن تكون لهم مساحة حرية أكبر في منصاتهم من المستخدمين العاديين.
وقالت نيجيريا، الجمعة، إنها علقت إلى أجل غير مسمى أنشطة شركة "تويتر" بعد يومين من قيام عملاق التواصل الاجتماعي بحذف منشور للرئيس محمد بخاري هدد فيه بمعاقبة الانفصاليين.
مخالفة القواعد
وفي تغيير جذري، قالت شركة "فيسبوك"، إنها "ستلغي الافتراض الذي أعلنته في 2019، والذي يقول إن تصريحات السياسيين تتعلق أساساً بالصالح العام".
وقالت إنها ستقيم الآن المحتوى المخالف من السياسيين بناء على مخاطر الضرر المحتملة بذات الطريقة التي تقيم بها محتوى كل المستخدمين.
لكن متحدثاً باسم "فيسبوك" أكد أن منشورات السياسيين ستبقى معفاة من التدقيق في الحقائق من طرف ثالث.
وهذا القرار والتغييرات في السياسة قد يؤثران بشكل كبير على كيفية تعامل "فيسبوك" مع الزعماء والمسؤولين الذين يخالفون قواعدها.
وقالت الشركة، إن الشخصيات العامة التي تخالف القواعد بالتحريض على العنف أو الاضطرابات في المجتمع سيعاقبون بتقييد الحساب لمدة شهر، بينما قد تواجه الانتهاكات الأخطر بمدد أطول.