عثر على آثار أقدام تعود إلى بعض آخر الديناصورات التي سارت على أراضي بريطانيا، قرب "منحدرات دوفر البيضاء" الممتدة شرق ميناء دوفر وغربه.
وكذلك يعتقد العلماء أن تلك البصمات قد خلفتها قبل نحو 110 ملايين سنة، ديناصورات من أنواع "ثيروبودات" (theropods) (وحشيات الأرجل) الثلاثية الأصابع والآكلة اللحم، و"أورنيثوبودات" (ornithopods) (طيريات الأرجل) الآكلة النبات، و"الأنكيلوصورات" (ankylosaurs) (العظاءة الملتحمة) التي تتمتع بغطاء مدرّع بشدة.
وقد اكتشف فيليب هادلاند، أمين المجموعات والمُشارَكَة في "متحف هاستينغز ومعرض الفنون" (Hastings Museum and Art Gallery) بصمات أقدام الديناصورات في تلك المنحدرات وشاطئ "فولكستون" القريب منها، في مقاطعة "كِنتْ".
في هذا الصدد، ذكر هادلاند أنه "في 2011، عثرتُ بالمصادفة على بصمات غير مألوفة في أحد التكوينات الصخرية في فولكستون". وبدا أنها تظهر أكثر من مرة، وكل ما فكّرتُ فيه أنها ربما تكون آثار أقدام.
في الواقع، تعارض ظن هادلاند آنذاك "مع ما يفيد به معظم الجيولوجيين عن الصخور في تلك المنطقة، لكنني بحثت عن آثار أقدام إضافية، وعندما كشفتْ عملية المد والجزر عن بصمات أخرى من طريق التعرية، وجدتُ مزيداً من الآثار وكانت في حالة أفضل". وأضاف هادلاند، "لقد تعيّن عليَّ بذل جهد أكبر لإقناع المجتمع العلمي بصحة تلك البصمات، لذا تعاونت مع خبراء في (جامعة بورتسموث) للتحقق مما وجدته". واستطرد مشيراً إلى أن العثور على تلك البصمات أثبت أن في إمكان "أي شخص تقريباً أن يحقق اكتشافاً يضيف قيمة إلى المعرفة العلمية في المواقع الجيولوجية المتاحة للناس".
وفي التفاصيل، تعود آثار الأقدام المكتشفة في المنطقة إلى ستة أنواع مختلفة في أقل تقدير من الديناصورات، وفق تقرير نُشر في مجلة "وقائع جمعية الجيولوجيين" (Proceedings of the Geologists Association). ويندرج بين المكتشفات التي عُثر عليها، "مسار" يتكون من ستة آثار أقدام طبعها الحيوان نفسه، الذي يرجح أن يكون من فئة "أورنيثوبود". وتشبه تلك البصمات في حجمها بصمة قدم الفيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تبين أن عرض البصمة الأكبر يساوي 80 سنتيمتراً وطولها 65 سنتيمتراً، ويعتقد العلماء أنها تنتمي إلى ديناصور يشبه الـ"إيغوانادون" (Iguanadon) "جنس من ديناصورات الـ(أورنيثوبود)".
وتذكيراً، غمرت جزءاً كبيراً من بريطانيا خلال العصر الطباشيري المتأخر مياهُ بحر ضحل. وقد أظهرت الدراسة أن التكوين الصخري الذي يحتوي البصمات في "فولكستون"، وقع تحت تأثير المد والجزر، ما يعني أنه كان مكشوفاً أثناء المد المنخفض.
وبالتالي، يعتقد الخبراء أن الديناصورات استغلت تعرض حافة الشاطئ تلك للمد والجزر كي تبحث عن طعام أو تأخذ طريقها إلى الهجرة.
وفي سياق متصل، أشار ديفيد مارتيل، وهو بروفسور في علم الأحياء القديمة في "جامعة بورتسموث"، إلى أنها "المرة الأولى التي يُعثر فيها على آثار أقدام ديناصورات في طبقات أرضية معروفة باسم تشكيل فولكستون (Folkestone Formation)"، ويكتسب الاكتشاف استثنائيته لأن تلك الديناصورات شكلت المجموعة الأخيرة من تلك الفئة التي جابت هذا البلد، قبل أن يكون مصيرها الانقراض.
وختم مارتيل، "جالت الديناصورات في هذه المنطقة (منحدرات دوفر البيضاء). وفي المرة المقبلة التي تلمح فيها بناظريك تلك المنحدرات الرائعة أثناء ركوبك متن عبارة، ما عليك سوى تخيل مشهد تلك الديناصورات هناك".
© The Independent