بعد أيام على زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لدولة قطر، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بتعيين عمرو كمال الدين بري الشربيني، سفيراً لدى الدوحة، وهو السفير الأول بعد أربع سنوات من القطيعة التي أنهتها "قمة العلا" التي عُقدت في السعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ووفق نسخة من الجريدة الرسمية المصرية، نقلتها وسائل إعلام محلية، الأربعاء 23 يونيو (حزيران) الحالي، تم تعيين الشربيني، السفير بديوان عام وزارة الخارجية المصرية، سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى حكومة دولة قطر. ويأتي القرار بعد نحو ستة أشهر من قمة العلا التي أنهت قطيعة بدأت منذ 5 يونيو 2017، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، إثر خلاف يتعلق بسياسات الأخيرة تجاه جيرانها في المنطقة.
ووقّعت مصر ودول مجلس التعاون الخليجي على "بيان العلا" الذي تضمن بنوداً عدة تنص على الترابط والتكامل بين دول الخليج في مختلف التحديات والقضايا وتعزيز دورها الإقليمي والدولي. واتفقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال القمة، على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأتى إعلان تعيين سفير لمصر في الدوحة بعد يوم من خطوة مماثلة من جانب الرياض، حيث قدم الأمير منصور بن خالد بن فرحان، الثلاثاء (22 يونيو)، نسخةً من أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى دولة قطر. كما سبق ذلك، تبادل زيارات بين وزيرَي خارجية البلدين، إذ زار وزير الخارجية المصري قطر منذ أقل من أسبوعين، للمرة الأولى منذ سنوات، وأجرى مباحثات مع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي، تلقى الرئيس المصري، دعوةً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لزيارة الدوحة، وذلك ضمن رسالة خطية نقلها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته القاهرة، حيث أجرى مباحثات موسعة حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وناقش مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.
ووفق بيان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، ففي أعقاب تلقيه دعوة أمير قطر، أعرب الرئيس المصري ترحيب بلاده بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية- القطرية، مشيراً إلى التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذلك الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية. كما أكد حرص مصر على تحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك "في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبَي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي".
وكان أمير قطر أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري في أبريل (نيسان) الماضي، لتهنئته بحلول شهر رمضان. وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية "عبّر السيسي عن شكره لأمير قطر على تهنئته بهذه المناسبة".
وكانت القاهرة والدوحة أعلنتا "استئناف العلاقات الدبلوماسية" بينهما منذ شهر يناير. وذكرت الخارجية المصرية في بيان، أن "القاهرة والدوحة تبادلتا، اليوم، مذكرتين رسميتين، إذ اتفقتا بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما". وأوضح البيان أن الاتفاق جاء "اتصالاً بالخطوات التنفيذية في إطار تنفيذ الالتزامات المتبادلة الواردة ببيان العلا".