تظهر البيانات من "بلومبيرغ أن أيه أف" أنه جرى إصدار 245.3 مليار دولار من السندات الخضراء منذ بداية العام وحتى نهاية مايو (أيار) 2021، و83.8 مليار دولار من سندات الاستدامة و129.2 مليار دولار أخرى في السندات الاجتماعية، مقابل إصدار 91.44 مليار دولار من السندات الخضراء، و15.21 مليار دولار في سندات الاستدامة و27.87 مليار دولار في السندات الاجتماعية في الفترة ذاتها من 2020.
وتُظهر بيانات مورنينغ ستار أنه جرى إطلاق 122 صندوقاً جديداً للسندات المتخصصة في حوكمة الشركات والمسؤولية الاجتماعية والبيئية (إي أس جي) العام الماضي، مع 44 عرضاً جديداً في الربع الأول من عام 2021.
وقالت فايننشال تايمز، إنه وبعد عدة سنوات من المبيعات الوفيرة لمنتجات الأسهم التي تركز على النواحي البيئية والمسؤولية الاجتماعية وحوكمة الشركات (إي أس جي)، حوّل المستثمرون الآن انتباههم إلى الصناديق ذات الدخل الثابت، وفقاً للأرقام التي جمعها مزود البيانات مورنينغ ستار، مزود البيانات.
وزادت الأصول الخاضعة للإدارة في المنتجات 14 في المئة، لتصل إلى 374 مليار دولار بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار)، بينما تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في ثلاث سنوات. وفي عام 2020 وحده، ارتفعت الأصول 66 في المئة، مقارنة بزيادة قدرها 12 في المئة في الأصول في صناديق الدخل الثابت.
وقال خوسيه جارسيا زاراتي، المدير المساعد في مورننغ ستار، إن هناك "اتجاهاً واضحاً لصالح نمو صناديق السندات المرتبطة بالبيئة والحوكمة والاجتماعية (إي أس جي)، لا سيما في أوروبا"، لكن العديد من مديري الصناديق يكافحون من أجل "كيفية تطبيق مبادئ (إي أس جي) على أسواق سندات معينة".
وأضاف زاراتي، "محاولة تصنيف السندات الحكومية بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية أثبتت أنها مخادعة للغاية، حيث لا يوجد حتى الآن إجماع حول كيفية القيام بتصنيف الحكومات والدول".
وأدى الطلب المتزايد إلى اندفاع عمليات إطلاق الصناديق الجديدة، في حين كشفت الشركات والحكومات النقاب عن مساحات من السندات الاجتماعية والخضراء للاستفادة من هذا الاتجاه.
لكن الاهتمام المتزايد أثار مخاوف بشأن ما يسمّى الغسيل الأخضر (تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة ما، ويعد ممارسة الغسل الأخضر هو عمل من أعمال نقل المعلومات إلى الجمهور الذي يعتبر ظاهراً ومضموناً تحريف للوقائع والحقيقة من أجل أن تظهر الشركة اجتماعية أو مسؤولة بيئياً في أعين الجمهور المستهدف)، بما في ذلك المخاوف من أن بعض صناديق السندات ليست مستدامة كما تدعي، وأن مديري الصناديق يجدون صعوبة في فك رموز اعتمادهم في (إي أس جي).
122 صندوقاً جديداً و44 تحت العرض
وفي المجموع، بلغت مبيعات جميع صناديق السندات التي تعتمد المعايير الاجتماعية والبيئة والحوكمة 54 مليار دولار منذ بداية العام الحالي حتى نهاية مايو، مقارنة بنحو 68 مليار دولار لعام 2020 بأكمله. وتغطي البيانات الصناديق المفتوحة والصناديق المتداولة في البورصة على مستوى العالم.
هناك أيضاً طلب متزايد على صناديق سندات (إي أس جي) المدارة بشكل سلبي، التي عادة ما تتبع المؤشرات. وجرى استثمار أكثر من 17 مليار دولار في هذه المنتجات هذا العام، متجاوزاً الرقم القياسي العام الماضي البالغ 15.6 مليار دولار، وفقاً لـ"مورنينغ ستار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال كولين بوردي، كبير مسؤولي الاستثمار للأسواق السائلة في "أفيفا إنفيستور"، التي أطلقت، أخيراً، صندوق سندات يركز على التحول المناخي، "زخم (إي أس جي) موجود في كل مكان. ليس من المستغرب أن نشهد إطلاق الصناديق".
وأضاف بوردي، "هناك تحديات أمام مستثمري الدخل الثابت عندما يتعلق الأمر بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. هناك وجهة نظر مفادها أن (إي أس جي) أسهل في الأسهم وأحد أسباب ذلك هو البيانات"، على حد قوله.
وتابع، "في مجالات مثل العائد المرتفع أو الأسواق الناشئة، التي تعتبر عادةً استثمارات مضاربة، يظل الكشف عن البيانات حول (أس أس جي) مشكلة، هناك متطلبات موارد أعلى في الائتمان لضمان حصولك على المعلومات التي تحتاجها".
وقال براين جونز، الذي يدير صندوق راثبون إيثيكال بوند، أحد أقدم وأكبر صناديق الدخل الثابت في (إي أس جي)، إن هناك "زيادة كبيرة في المعروض" من السندات الخضراء والاجتماعية خلال 17 عاماً من إدارته للصندوق.
وأشار جونز إلى أن الطلب على صناديق سندات (إي أس جي) كان مدفوعاً بمجموعة من التنظيمات، مثل الجهود المبذولة في المملكة المتحدة للحصول على صناديق التقاعد للنظر في تأثير (إي أس جي) على الاستثمارات، إضافة إلى مجموعات جديدة من المستثمرين، مثل جيل الألفية والمستثمرين الشباب الذين يهتمون برؤية أموالهم تعمل جيداً، إضافة إلى تحقيق عوائد.
وعلى الرغم من الارتفاع السريع في الطلب على صناديق السندات المتخصصة في حوكمة الشركات والمسؤولية الاجتماعية والبيئية (إي أس جي)، فإنها لا تزال تمثل أقل من خمس إجمالي أصول الصناديق المستدامة، وفقاً لـ"مورنينغ ستار".
السندات الخضراء الخيار المُفضل
في حين وجدت دراسة استقصائية للمستثمرين من بلدان الشمال الأوروبي وهولندا أجرتها "أن أن إنفستمنت بارتنرز" في مايو أن ما يقرب من نصف الذين شملهم الاستطلاع يقولون إن السندات الخضراء خيار الدخل الثابت المفضل لديهم. وقال نحو 81 في المئة من معاشات التقاعد في بلدان الشمال الأوروبي وهولندا إنهم استثمروا بالفعل في السندات الخضراء.
لكن الذين شملهم الاستطلاع أعربوا أيضاً عن مخاوفهم بشأن الغسل الأخضر للشركات، قائلين إن هذا كان أكبر عائق أمام الاستثمار.
وقال سايمون بوند، مدير إدارة المحافظ الاستثمارية المسؤولة في كولمبيا ثريدنيدل، إنه على الرغم من وجود بعض الحالات التي جرى فيها اتهام المصدرين بذلك، فإن المشكلة لم تكن منتشرة. لكن بوند أضاف أن الاهتمام المتزايد بغسل البيئة أمر إيجابي، قائلاً "هذا أمر جيد. إنه يضيء الضوء على تلك الزاوية المظلمة، في حين أنه من الصعب جداً الاختباء عندما يكون لديك هذا الضوء الذي يلمع".