أبلغ رئيس مجلس العموم (البرلمان) البريطاني سير ليندساي هويل، الوزراء والنواب أن مكاتبهم البرلمانية خالية من كاميرات المراقبة. جاء ذلك بعد نشر إحدى الصحف البريطانية الأسبوع الماضي صورة وزير الصحة السابق مات هانكوك، التقطتها كاميرا في المكتب وهو يقبّل إحدى مساعداته التي يقيم معها علاقة. وأدت الفضيحة إلى استقالة وزير الصحة، ليس على خلفية العلاقة وإنما لأنه انتهك قواعد التباعد المفروضة للوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وكان التصريح الأول لوزير الصحة الجديد ساجد جاويد أن تلك الكاميرا في مكتب وزير الصحة أُزيلت من مكانها.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد نشر صورة هانكوك ثم استقالته، مُسحت المكاتب في الوزارات والإدارات الحكومية وفُتّشت بحثاً عن كاميرات مراقبة ربما تتسبب في انتهاك الخصوصية.
وكان رئيس مجلس العموم أمر بإجراء مراجعة أمنية يومي السبت والأحد لكل كاميرات المراقبة في مباني البرلمان في ويستمنستر. وليلة الاثنين، أرسل سير ليندساي هويل رسالة بريد إلكتروني إلى النواب والوزراء، جاء فيها: "لا شك في أنكم تابعتم التغطية الإعلامية المتعلقة بنشر صور كاميرا مراقبة في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بشكل غير مصرح به. ومفهوم بالطبع أن هذه الحادثة أثارت قلقاً وتساؤلات لدى كثيرين منكم حول نطاق تغطية كاميرات المراقبة في مباني البرلمان، وكيف تتم مراقبة الصور من تلك الكاميرات والتعامل معها".
وأضاف رئيس البرلمان في الرسالة: "أود أن أطمئنكم بشأن ترتيباتنا هنا في مباني البرلمان. هناك مئات من كاميرات المراقبة التي رُكّبت لأغراض الأمن والحماية من مخاطر الحريق. وليس هناك أي كاميرات، ولن يكون هناك كاميرات، تُركّب في مكاتب الأعضاء بواسطة سلطات البرلمان".
تحقيقات في التسريب
وأجرت الوزارات والإدارات الحكومية مراجعة أمنية لمبانيها لمعرفة إذا كانت هناك كاميرات مراقبة في المكاتب والتأكد من عدم تسريب صور إلى الصحافة بشكل غير مصرح به. وطلب وزير العدل روبرت باكلاند معرفة إن كانت هناك كاميرات في مكتبه أو لا. وبعد الفحص، أبلغه الفريق الأمني لوزارته أن لا كاميرات في مكتبه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتواصل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية التحقيقات في تسرّب صورة الكاميرا في مكتب الوزير التي أظهرت هانكوك وهو يقبّل مساعدته جينا كولادانجيلو، التي عيّنها مديرة في الوزارة، وهما صديقان من أيام الجامعة. وتقول الصحف البريطانية إن هانكوك المتزوج منذ 15 عاماً بدأ علاقة مع جينا، وهي متزوجة أيضاً، منذ شهر مايو (أيار) 2020.
وبحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، سخر نواب في البرلمان من هانكوك لأنه لم يلحظ أن في مكتبه كاميرا مراقبة مع أنها واضحة للعيان. ووصف النائب العمالي ورئيس لجنة القواعد والمعايير كريس برايانت وزير الصحة المستقيل بأنه "أغبى رجل على وجه الأرض كي يغامر بإقامة علاقة أمام الكاميرا".
خرق أمني
وقالت الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) إن الكاميرا التي التقطت صورة الوزير وعشيقته كان يفترض أن تكون مساحة التقاطها في الاتجاه المعاكس لمكان التقاطها، أي موجهه نحو شرفة المكتب. وتشير وثائق، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أنها اطلعت عليها، إلى أن شرطة سكوتلاند يارد كانت اقترحت على وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية استبدال تلك الكاميرا بأخرى "ذات مدى بصري محدود" لحماية خصوصية الوزير. وبحسب الصحيفة، فإن الوزارة لم تأخذ بالاقتراح.
ويتضمن التحقيق الجاري أسئلة للوزارة عن سبب عدم الانتباه إلى الخرق الأمني، حين انتقلت إلى المبنى قبل عامين. وتستأجر الوزارة المبنى حيث مكتب الوزير من شركة مقرها سنغافورة، وتم تجديده عام 2017 بواسطة شركة "ويلموت ديكسون" للتصميمات الداخلية.
وطلب وزير العدل من الأجهزة الأمنية البريطانية التحقيق في تسريب الصور من الكاميرا في مكتب هانكوك إلى الصحافة، معتبراً أن ذلك "نشر غير مصرح به".
ويطالب حزب العمال المعارض الشرطة البريطانية بإعادة النظر في قرارها عدم التحقيق مع هانكوك في انتهاكه قوانين وباء فيروس كورونا.