تنتمي المغنية والممثلة ألين لحود إلى بيت فني عريق، تعلمت منه أصول الفن الراقي وقواعد التعامل الفني الواضح والصريح، بعيداً من التزلف والرياء. درست الإخراج والتمثيل، وبدأت مسيرتها الفنية كمغنية، قبل أن تشارك كممثلة في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية عدة. أحبت المسرح الغنائي وأعادت تقديم مسرحية "بنت الجبل" لـعمها الفنان روميو لحود، التي سبق أن قدمتها والدتها الفنانة سلوى القطريب، ومسرحية "جوهرة العالم" لإلياس الرحباني و"ع أرض الغجر" لغدي الرحباني، كما كانت لها مشاركة مع فرقة "كركلا" في مهرجان بعلبك الدولي.
ومع أنها كانت فنانة محترفة، إلا أنها شاركت عام 2014 بالنسخة الفرنسية من برنامج "ذا فويس". حصلت على عدة جوائز من بينها الجائزة الدولية لمهرجان "ميغا هيت" وجائزة "تشارلز ترينيت تروفيه الدولية"، وجائزتي "أفضل موهبة واعدة" و"أفضل أداء تمثيلي وأفضل مطربة" في مسابقة "موركس دور".
على قيد الحياة
لحود التي شاركت مجموعة من الفنانات في حملة "نساء من أجل التغيير"، كيف تصف هذه المشاركة في حملة مماثلة، تجيب، "الحملة تتوجه للفتيات الصغيرات اللواتي يحتجن إلى توجيه للانطلاق في الحياة، وتم اختيار مجموعة من الشخصيات النسائية اللواتي تحدثن عن تجاربهن في هذا الموضوع وشاركن أفكارهن ونظرتهن إلى المستقبل. أنا شققت طريقي الفني واخترت اختصاصي الجامعي بنفسي، ثم انطلقت في الحياة وعشت عدة سنوات في الخارج. إنني أقارب الفتيات عمراً وفي طريقة التفكير، ومن هن في مثل سني قادرات على إيصال الرسالة بطريقة أسرع. ولقد وجدت أنه يمكنني أن أقدم من خبرتي على المستويين الإنساني والفني، لأنني لا أزال أصارع وأتحدى نفسي وأحاول أن أطور تجربتي، وقلت للفتيات، حتى لو كان اسمي معروفاً لكن التحديات موجودة، وهناك خطوة جديدة تنتظرنا يومياً. هذا كان هدف الحملة، ولم يكن هدفها الاستعانة بشخص كبير في السن، يتذكر أمجاده ويحكي عنها. كان يجب أن يعرفن بأن التخصص الجامعي أو العمل في مهنة، لا يعني أبداً أن كل شيء على ما يرام، بل إن المسؤوليات تتراكم يوماً بعد يوم، وإذا وقعنا فيجب أن نقوم مجدداً لأن الغد بانتظارنا طالما نحن على قيد الحياة".
وعن سبب وجود المطبات في حياتها، مع أنها حاضرة بقوة في الساحة الفنية، إضافة إلى أنها تستند إلى عائلة فنية معروفة، تجيب، "كل السبب يعود إلى هذا السند. مجرد انتمائي إلى عائلة فنية، يجعل البعض يهابني لكونه يعرف هذا التاريخ. كما أن البعض ينافسني وأنا في بيتي، لأنه يشعر أنني ورثت الموهبة من أهلي. أنا تعرضت للمحاربة عدة مرات، نتيجة الحكم المسبق علي لأنني متخصصة في الإخراج والتمثيل، لأن هناك من يظن أنني يمكن أن "أتفلسف عليه"، مع أن هذا الأمر ليس من عاداتي. عدا أن هناك من يشعرون بأنهم لا يمكنهم أن يمرروا علي أي شيء، لأنني أجمع بين الدراسة وبين النشأة الفنية في البيت. وهناك من يحاربني من خلال مقارنتي مع والدتي، أو من خلال اسم عائلتي، مع أن تعاوني معها اقتصر على مسرحية "بنت الجبل". عادة، التحديات والمحاربات تواجه الشخص العصامي الذي يعتمد على نفسه ويرفض تقديم التنازلات. أما الشخص الذي "يُباع ويُشترى" فإنه يختار الطريق السهل. أحياناً، يمكن أن يكون الطريق أسهل للشخص الذي ينتمي إلى عائلة فنية معروفة إذا قدمت له عائلته كل شيء على طبق من فضة، لكن هذا الأمر لم يحصل معي أبداً ورفضته من الأساس".
إتهامها لبعض الفنانين بتقديم تنازلات لا يعني أنها توجه إليهم سهام النقد إلى الوسط الفني؟ تجيب، "كلا، ولكن لا يمكن أن ننكر أن كل شيء في الوسط شريف ونظيف وبعرق الجبين. يوجد عناصر جيدة تستحق ما وصلت إليه، كما توجد عناصر لم تتعب ووصلت بطرق ملتوية. كما أن هناك فنانين ظلموا ولم ينالوا حقهم إلا في سن متقدمة. أنا أعمل بضمير، ومع ذلك أُحارب وأنا في بيتي، كما أنني أرفض التنازلات وأنتظر أن تأتيني الفرص، لأن كرامتي لا تسمح لي بتسولها أو بطرق الأبواب".
المسرح الغنائي
وعما إذا كانت تعتبر أنها نجحت في التمثيل كما في الغناء وفي المسرح، ترد لحود، "أنا أٌقوم بعملي من كل قلبي وبكل مشاعري وبضمير، وأضع كل ثقلي فيه، والتقييم يعود للناس. لكن ملعبي هو المسرح الغنائي، لأنني أحقق نفسي فيه، ومن خلاله أتواصل مع الجمهور بشكل مباشر. كل أدواري جسدتها بإحساس وصدق، كذلك كنت في أغنياتي وحفلاتي، وهذا ما ألمسه من تفاعل الناس، ولكن حجم انتشاري ليس بحجم انتشار فنانين آخرين، مع أنني أعرف أن وقفتي على المسرح أهم بكثير من وقفة كثيرين لا يضيفون شيئاً بوقوفهم عليه. لست أنا من يقيم أين نجحت أكثر، ولكنني أعرف أنني شغوفة بالمهنة بكافة مجالاتها، وقدمت كل أعمالي من كل قلبي وليس كواجب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لحود التي فرضت نفسها كممثلة في عدد لا بأس به من الأعمال، هل هي مستبعدة عن المجال، خصوصاً وأنه يشهد حالياً فترة واضحة من الازدهار، توضح، "في 25 من الشهر الجاري سوف يعرض لي مسلسل لبناني محلي تمثيلاً وإنتاجاً وإخراجاً، وهو مؤلف من 30 حلقة بعنوان "شريعة الغاب" على شاشة عربية هي "osn"، وهذا الأمر يعد إنجازاً هو من بطولتي وبطولة باسم مغنية وجورج شلهوب، كما شاركت في كتابته مع مالك الرحباني. لعبت كثيراً من الأدوار الأساسية من بينها "الرؤيا الثالثة" مع بديع أبو شقرا و"إنها تحتل ذاكرتي" مع عمار شلق، وكان آخر أعمالي مسلسل "بالقلب" الذي عرض في رمضان الماضي، وهذه السنة لم أصور شيئاً بسبب كورونا".
سلوى القطريب وصباح وفيروز
من ناحية أخرى، علقت لحود على رأيين لافتين، الأول لها حين اعتبرت أن والدتها الفنانة سلوى القطريب أهم من الفنانة صباح، والثاني لعمها الفنان روميو لحود عندما أشار إلى أنها تفوقت على والدتها في مسرحية "بنت الجبل"، وقالت، "لكوني درست التمثيل ولدي مخزون، اعتبر عمي أنني تحديت نفسي في المسرحية ونجحت كثيراً في تقديم شخصية بنت الضيعة، وأعطيت الدور حقه أكثر من والدتي. ولكن عندما تحولت بنت الضيعة إلى سيدة مجتمع، والدتي هي التي تفوقت بشكلها وطولها وطلتها. وبالنسبة إلى الصوت فإنني أؤدي الغناء بطبقات أعلى من والدتي، ولكنه لم يقصد بأن صوتي أجمل من صوتها، لأن صوتها طربي وشرقي أكثر. والدتي تتفوق علي في نواح وأنا لدي ما يميزني في نواح أخرى. أما عندما قلت إن والدتي أهم من صباح، فأنا حرة برأيي وأجد أن أمي فنانة متكاملة تجمع بين الشكل والصوت والطلة والأداء، دخلت المعترك الفني في عمر صغير بفضل مواهبها، وكانت عجينة طيعة بين يدي روميو لحود، وأبهرت الناس بأدائها وصوتها وتمثيلها. وعندما أتى بعض المنتجين الأجانب وعرضوا عليها إنتاج أعمال لها وقالوا إنها ستصبح داليدا ثانية، فهذا يعني أنهم وجدوا فيها قدرات ليست متوفرة عند أي فنانة أخرى، ولكنها لم تقبل العرض لأنها لم ترغب بمغادرة لبنان، ولو أنها قبلت لأصبحت فنانة عالمية. لذا، هي بالنسبة لي أهم فنانة "وعلى رأس السطح" ويومها اعترض الكل على رأيي. مشكلة مجتمعنا، أن ناسه انفعاليون ولا يقبلون الرأي الآخر ويؤلهون الفنان، مع أنه بشر وليس آلهة. لا توجد إهانة، عندما نقول عن فنانة ما إن صوتها لا يعجبنا حتى لو كانت مشهورة وعظيمة. وعندما أقول إن أمي هي أعظم فنانة، فأنا حرة في رأيي، ولكني لا أفرضه على أحد، وهو لا يحق له مهاجمتي. يجب أن نتطور أكثر، ولكن السوشيال ميديا لا تساعد على ذلك، لأن بعض العقول المريضة تجلس وراء الهاتف وتكتب كلاماً مستفزاً ومحرضاً ومؤذياً من حسابات وهمية، ولكني لا أرد. أنا تربيت في بيت تعلمت فيه أن أتقبل بأنني موجودة كما أن غيري موجود أيضاً. هناك من يفضل أسمهان على أم كلثوم، وهذا لا يعني أن أم كلثوم ليست مهمة".
هل ترى أن والدتها أهم من فيروز أيضاً؟ تجيب، "بالنسبة لي والدتي هي الأهم وأنا لا أخجل برأيي. حتى السيدة فيروز، التي أكن لها كل الاحترام والتقدير، كانت تحب والدتي كثيراً، وشاهدت كل مسرحياتها وتناولتا العشاء معاً. وعندما لحن إلياس الرحباني لها أغنية "عد بنا يا ليل" وصفتها بالمطربة، وخلال مرضها كانت تتصل يومياً وتتحدث معي ومع والدي، وتصلي من أجلها وتدعو لها بالشفاء. لا أظن أن رأيي فيه انتقاص من قيمة أحد".