تناول تقرير أعده مكتب المدعي العام في إسرائيل وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، متطرقاً إلى ظروف أسر قاسية وازدحامات تشكل خطراً على صحة الموجودين هناك، أما النظافة ووضع الغرف فحدث بلا حرج: صراصير وفئران تملؤ الزوايا والجدران والقذارة منتشرة في كل مكان. وصدر التقرير بعد حوالى 50 زيارة لطاقم المكتب للسجون بين عامي2017 و2018.
معتقل "عوفر"
أوضح التقرير أن الوضع العام للأسرى، سيئ ويهدد في بعض الأحيان حياتهم. أما الأسرى الأمنيين والسياسيين، فيعانون "ازدحاماً بشرياً" وغياباً لقوانين حقوق الأسير والإنسان كافة. كما تبين أن مصلحة السجون لم تنفذ حتى قرار المحكمة الإسرائيلية التي أقرت ضرورة ضمان مساحة لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أمتار لكل أسير أمني، ما يجعل عدداً كبيراً من الأسرى ينامون على الأرض وحولهم الحشرات والصراصير. ويسجل معتقل "عوفر" للأسرى الأمنيين رقماً قياسياً في ظروفه القاسية وانتهاك حقوق الإنسان فيه. وبحسب التقرير، يوضع أسرى سجن "شيكما" في زنزانة مساحتها لا تتجاوز المتر ونصف المتر المربع، أما في معتقل "عوفر" فقد أُرغم الأسرى على النوم على الأرض في غرفة تتسع لعشرة أسرى والوضع مماثل في معتقل "مجيدو". وتطرق التقرير إلى عدم صلاحية بعض الأقسام للسكن البشري وفي بعضها شوهدت فئران قرب جدران متعفّنة في الزنازين والأقسام في العديد من السجون، إضافة إلى أن الأسرى يقضون حاجاتهم ويستحمون في المكان ذاته.
تقييد غير قانوني للسجناء
وقال السجناء في سجن أيالون إنهم يفضلون النوم على الأرض بسبب البراغيث في الأسرة والفراش. وفي إحدى الزيارات، دخل طاقم مكتب المدعي إلى زنزانة مليئة بالصراصير. وتناول جانب آخر من التقرير إلى جولات طاقم المكتب، على مراكز الاحتجاز حيث تبيّن أنه لا توجد ظروف تسمح بعقد لقاءات بين المحامين والمعتقلين، التي من المفترض أن تتيح ممارسة الحق في التشاور. كما اتضح أنه في عامي 2017 و2018، كانت هناك حالات لتقييد السجناء بشكل يتعارض مع القانون، وسُجّلت حالات قصور في مسألة تقييد السجناء في محاكم الصلح والمركزية في القدس، وفي حيفا وفي محاكم الصلح في الخضيرة . وبحث التقرير في ظاهرة تعرض السجناء إلى التفتيش العاري كإجراء للردع، خصوصاً في مراكز الاحتجاز، ونُفّذ ذلك في العديد من مراكز الاعتقال.
التفنن بعقاب الأسرى
وسبق أن كشف الأسرى الأمنيون أساليب التعذيب التي تعرضوا لها خلال فترة سجنهم وتبين في التقرير الأخير أن الأسرى ما زالوا يتعرضون لأساليب تعذيب قاسية، ومنها: تغطية الوجه والرأس بكيس قذر، ما يؤدي الى تشويش الذهن وإعاقة التنفس، جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة طويلة، وحرمانه من النوم، وسجنه في غرفة ضيقة يصعب فيها الجلوس أو الوقوف بشكل مريح، الحرمان من الطعام إلا بالقدر الذي يبقي المعتقل حياً، ولا يعطى الوقت الكافي لتناول الطعام، تعرض الأسرى للضرب المبرح والركل والخنق ومضاعفة الضرب في أماكن حساسة والحرق بأعقاب السجائر، تعرض الأسرى لسماع موسيقى صاخبة تؤثر في الحواس وتهديدهم بإحداث إصابات وعاهات والاغتصاب والاعتداء الجنسي عليه أو على زوجته وذويه، اعتقال الأقارب للضغط على المعتقل، وسجنه مع العملاء الذين يعملون لحساب الاستخبارات الإسرائيلية. ومن أساليب التعذيب القاسية التي كشفها التقرير، تعرّض الأسرى للهز ما يؤدي إلى الإصابة بحالة إغماء ناتجة من ارتجاج في الدماغ، وإرغامهم على القيام بحركات رياضية صعبة ومؤلمة كـوضع القرفصاء أو جلسة الضفدع لفترة طويلة.