تلقت حكومة بوريس جونسون تحذيراً من أن مصانع بريطانيا على وشك التوقف عن العمل بسبب "الفوضى" التي يسببها العدد المتنامي من الموظفين الذين يُطلب منهم عزل أنفسهم من قبل تطبيق هيئة الخدمات الصحية الوطنية الخاص بـ "كوفيد-19".
وأفادت نقابة "يونايت" بأن مئات الموظفين توقفوا عن العمل في العديد من مواقع المصانع الرئيسة، لا سيما قطاع السيارات، بعدما "راسلهم" التطبيق باعتبارهم مخالطين لمرضى كورونا.
وتظهر آخر الأرقام الواردة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن أكثر من 500 ألف تنبيه أرسل إلى مستخدمي هذا التطبيق خلال الأسبوع المنتهي في 7 يوليو (تموز)، بزيادة قدرها 50 في المئة تقريباً عن الأسبوع السابق وأعلى رقم حتى الآن.
وقال أحد الوزراء رفيعي المستوى إن الحكومة قلقة إزاء عدد الأشخاص الذين توقفوا عن العمل، لكنه اقترح أن تعديلات مخططاً لها، لحساسية التطبيق وخفض عدد الأشخاص الذين يُنبهون، لن تحدث قبل عدة أسابيع.
وقال وزير المجتمعات المحلية روبرت جينريك الخميس، "سنفكر في شكل أكبر في كيف قد تكون الاستجابة متناسبة، وستحدد الحكومة خططها خلال الأسابيع المقبلة".
وأشارت "يونايت" إلى أن بعض المصانع تعاني في العمل بسبب حالات الغياب المفروضة بسبب التطبيق، ونقلت عن أحد كبار موردي المحركات قوله إن التأخير في الطلبات شديد، لدرجة أن العمل قد ينتقل إلى الصين في شكل دائم.
وحضت "يونايت" الحكومة على ألا تنتظر حتى 16 أغسطس (آب) للسماح للبالغين الملقحين بالكامل بتجنب العزلة الذاتية، وحذرت من أن الفشل في إجراء تغييرات قبل 19 يوليو سيؤدي إلى حذف التطبيق على نطاق واسع.
وقال مساعد الأمين العام لـ"يونايت" ستيف تورنر: "لا أحد يدعو إلى التخلي عن الضوابط الخاصة بفيروس كورونا، لكن التقارير التي تتلقاها يونايت من أعضائنا وأصحاب عملهم مثيرة لقلق شديد."
وقال الزعيم النقابي: "ليس من قبيل المبالغة أن نقول إن المصانع على وشك الإغلاق وإن مئات الموظفين في بعض المواقع في حال توقف عن العمل."
وأضاف تورنر: "من الواضح أن شيئاً ما يجب أن يجري في الوقت المحدد استعداداً لـ 19 يوليو، وإلا فسيبدأ الناس ببساطة في حذف التطبيق في شكل جماعي من أجل تجنب الإشعارات بالعزل، وستكون هناك عواقب على الصحة العامة إذا اعتُبر الفحص والمتابعة مصدرا إزعاج."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير تقارير إلى أن نحو 700 عامل يعزلون أنفسهم في مصنع "نيسان" في سندرلاند. ورفضت الشركة العملاقة المصنعة للسيارات تأكيد هذا العدد، لكنها لفتت إلى أن هناك نقصاً خطيراً في عدد موظفيها في أكبر مصنع لها في المملكة المتحدة.
وقال متحدث باسم الشركة: "لقد عُدل الإنتاج في مناطق معينة من المصنع مع إدارتنا لعدد من الموظفين المطلوب منهم أن يعزلوا أنفسهم في أعقاب اتصال وثيق بمصابين بكوفيد-19."
وقال الرئيس التنفيذي لـ"التصنيع البريطاني"، وهي الهيئة التي تمثل شركات التصنيع في المملكة المتحدة، ستيفن فيبسون، إنه "في بعض الحالات يعزل ما يصل إلى 20 في المئة من قوة العمل أنفسهم." ومن ناحية أخرى، يُقدر أن واحداً من كل خمسة من العاملين في مجال البيع بالتجزئة والضيافة يعزل نفسه.
ورفضت الحكومة الدعوات لتقريب العمل بتغييرات مقررة لقواعد العزلة الذاتية من 16 أغسطس حتى 19 يوليو، لكن كانت ثمة آمال في إمكان ضبط حساسية التطبيق بسرعة للحد من عدد التنبيهات المرسلة.
ومع ذلك، فمن المفهوم أن التعديلات لمدى المسافة الفاصلة بين شخص على اتصال وثيق بشخص مصاب بكورونا، ولطول مدة هذا الاتصال قبل أن يرسل التطبيق تنبيهاً، لن تحصل قبل أسابيع.
ووفق صحيفة "التايمز"، يقدر المسؤولون عدد الإصابات الإضافية التي قد تنتج إذا طلب التطبيق من عدد أقل من الناس أن يعزلوا أنفسهم.
وناشد قادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية الحكومة النظر في إعفاء موظفي الخدمات الصحية من القواعد الحالية الخاصة بالعزلة الذاتية، إذ تعاني بعض المستشفيات نقصاً خطيراً في الموظفين.
والأسبوع الماضي، قالت نائب للرئيس التنفيذي لجمعية مزودي الخدمات إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سافرون كودري لـ"اندبندنت"، إن على الحكومة أن توفر خياراً لعدم مشاركة العاملين في مجال الصحة "في أقرب وقت ممكن" للسماح للموظفين بتجاهل تنبيهات التطبيق.
وحذف واحد من كل خمسة بالغين في المملكة المتحدة التطبيق الخاص بـ "كوفيد-19" من هاتفه، وفق استطلاع أجرته مؤسسة "سافانتا كوم ريس". وكذلك وجد الاستطلاع أن أكثر من ثلث الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، حذفوا التطبيق.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن حساسية هذا التطبيق تخضع إلى مراجعة مستمرة.
"يفعل التطبيق بالضبط ما صُمم ليفعله، وهو إعلام المخالطين الوثيقين لشخص جاء فحصه الخاص بكوفيد-19 إيجابياً، بأنهم في خطر ونصحهم بالعزل، ومع استمرار ارتفاع عدد الحالات، فمن الأهمية بمكان أن يدرك الناس المخاطر الشخصية التي قد يتعرضون إليها حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة في شأن سلوكهم لحماية من حولهم."
© The Independent