بعد موسم صيام طويل عن طرح الأفلام الضخمة ذات الميزانيات الكبيرة، التي تشمل أسماء نجوم شباك من الدرجة الأولى بسبب أزمة كورونا وانعكاساتها على السينما وعدد الجمهور وقرارات الحظر المتكررة، عادت السينما المصرية إلى حالة الألق السابق في موسم الصيف والعيد اللذين اندمجا ليصبحا موسماً واحداً، هو الأضخم على الإطلاق في تاريخ السينما الحديث بعد كورونا، وربما قبلها بما يشمله من عدد أفلام ضخمة الإنتاج جرى تأجيلها بسبب الجائحة.
بداية الموسم
ولم ينتظر صناع السينما المصرية حلول عيد الأضحى لطرح أفلامهم الضخمة التي طالما مثلت عبئاً عليهم، بسبب الخوف من المجازفة، وطرحها دون ضمان تحقيق إيرادات تتناسب وما أنفقته هذه الأفلام من ملايين قد لا تقل عن 40 مليوناً في أقل الأفلام ضمن تلك القائمة.
وبدأ الماراثون الكبير بفيلم النجم تامر حسني "مش أنا"، الذي عرض نهاية الشهر الماضي، وينتمي إلى أعمال الكوميديا الاجتماعية، ويشارك في بطولته حلا شيحة، وماجد الكدواني، وحجاج عبدالعظيم، وسوسن بدر، وفايز المالكي، من تأليف تامر حسني، وإخراج سارة وفي.
وتدور قصة الفيلم حول حالة نفسية ما تصيب "حسن" تامر حسني، الذي تربطه علاقة قوية بوالدته المريضة، الفنانة سوسن بدر، حيث يحرص دائماً على الجلوس معها أطول وقت ممكن ومراعاتها، والعناية بها، ويجد حسن نفسه بشخصيتين متصارعتين في الوقت نفسه، مما يتسبب في مواقف كوميدية. وكان من المقرر عرض الفيلم في رأس السنة، لكن جرى تأجيله بسبب كورونا.
ودخل للسباق بقوة النجم كريم عبدالعزيز منذ الأسبوع الأول من الشهر الحالي بفيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين"، وهو عمل اجتماعي كوميدي رومانسي صور منذ أكثر من عام، ولم يجد منتجه وائل عبدالله فرصة لعرضه طوال أزمة كورونا، خاصة أن الفيلم تخطت ميزانيته 70 مليون جنيه.
والفيلم بطولة دينا الشربيني وماجد الكدواني وبيومي فؤاد ومحمد ثروت وأحمد حلاوة وعدد آخر من الفنانين، إضافة إلى عدد كبير من ضيوف الشرف، منهم عمرو عبدالجليل ومحمود حميدة وشيماء سيف وأحمد فهمي، ومن تأليف أيمن وتار وإخراج أحمد الجندي.
ويجسد كريم عبدالعزيز في العمل شخصية إعلامي يتنكّر في عدد من الشخصيات، لكشف معاناة الأزواج في مرحلة ما قبل الطلاق.
وبعد كريم عبدالعزيز بأسبوع طرح النجم أحمد عز فيلمه الجديد "العارف عودة يونس" يوم 14 يوليو (تموز)، ويشارك في بطولته أحمد فهمي ومحمود حميدة وكارمن بصيبص ومصطفى خاطر وأحمد خالد صالح وركين سعد، وعدد آخر من الفنانين، وهو من تأليف محمد سيد بشير وإخراج أحمد علاء الديب.
ويدور حول الحرب الإلكترونية وحيل الاختراق من القراصنة الإلكترونيين في وقتنا الحالي، ويجسد عز شخصية شاب يدعى يونس متخصص في الاختراق الإلكتروني يتحالف مع المخابرات المصرية لإحباط أكبر عملية تهريب صواريخ للأراضي المصرية بهدف التخريب.
وقال أحمد عز، في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، "الفيلم صور تقريباً على مدار عامين في بعض الدول الأوروبية، مثل إيطاليا وبلغاريا، وتوقف أكثر من مرة بسبب تعارض السفر والإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا وإغلاق المطارات والسفر"، مشيراً إلى أن العمل "يتطرق للحروب الجديدة في العصر الحديث، التي تدار عبر الإلكترونيات، وتمثل خطراً كبيراً، والعمل يحمل بعداً اجتماعياً وسياسياً ووطنياً، وبه أكشن ودراما وتشويق جرى دمجه بشكل جديد ومختلف على السينما. الفيلم أرهقنا في تنفيذه بسبب المشاهد الصعبة، فكل مشهد يحمل تحدي فيلم بأكمله".
ونفى عز ما يتردد عن وجود منافسة بينه وبين كريم عبدالعزيز على شباك الإيرادات، مؤكداً أنهما "لا يفكران بهذا الشكل، وكل منهما قدم عملاً يستحق المشاهدة، والأهم هو متعة المشاهد وعودة السينما إلى سابق عهدها ونمو الصناعة التي أثر فيها كورونا وعرضها للخطر"، كاشفاً عن أنهما "يشاركان في فيلم جديد بعنوان (كيرة والجن)، وهذا يؤكد قوة علاقتهما وتعاونهما وعدم الاهتمام بمن المتصدر أو الأكثر إيراداً".
"الإنس والنمس"
وربما الأفلام الثلاثة المذكورة هي الأضخم في موسم العيد حتى الآن، على الرغم من استمرار طرح أعمال أخرى تنضم إلى العيد المتداخل مع موسم الصيف بشكل كبير، فبعد غياب سينمائي يخوض النجم محمد هنيدي الماراثون الصيفي بتجربة كوميدية مختلفة من خلال فيلم "الإنس والنمس"، سيعرض في الرابع من أغسطس (آب) المقبل، وجرى تأجيل الفيلم أكثر من مرة خلال الفترة الماضية بسبب كورونا، ويشارك في البطولة منة شلبي، وعمرو عبدالجليل، وصابرين، وسليمان عيد، وشريف دسوقي، وهو من تأليف كريم حسن بشير، وإخراج شريف عرفة، ويجسد هنيدي خلال أحداث العمل شخصية موظف حكومي فقير يرث بيت رعب في ملاهٍ، ويتعرض لكثير من الأزمات بسبب مهنة والده، الذي يجسده شريف دسوقي، ويقع في قصة حب مع منة شلبي التي تظهر في دور عفريتة، ويتزوجها في النهاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقرر أيضاً طرح فيلم "موسى" في دور العرض بموسم الصيف وعيد الأضحى، وتدور الفكرة حول روبوت يجري اختراعه، وهو أول روبوت في الشرق الأوسط، وبعدها يمر الأبطال بعديد من المفارقات والأحداث، والفيلم من بطولة كريم عبدالعزيز وإياد نصار ومحمود حافظ، وأسماء أبو اليزيد، وأحمد مالك، وسارة الشامي، وسمر مرسي، وصبري فواز، وعمر الشناوي، ومحمد لطفي، وعدد من الفنانين كضيوف شرف، وهو تأليف وإخراج بيتر ميمي.
وكذلك مرشح للعرض الصيفي فيلم النجمة يسرا "ليلة العيد" مع عبير صبري ويسرا اللوزي وسميحة أيوب، ليلحق الفيلم بموسم عيد الأضحى، وهو من إنتاج أحمد السبكي، وإخراج سامح عبدالعزيز.
عنكبوت السقا
ومن الأفلام المقرر عرضها بقوة في موسم الصيف، وتندرج تحت قائمة الإنتاج الضخم فيلم "العنكبوت" للنجمين أحمد السقا ومنى زكي، وهو من أكثر الأفلام التي تعرضت للخطر بسبب جائحة كورونا، حيث جرى تأجيل عرضه أكثر من مرة على مدار ما يقرب من عام ونصف العام.
تدور أحداث فيلم "العنكبوت" في قالب من الأكشن والرومانسية، ويواجه السقا صراعات مع رجال المافيا، بسبب أفعال شقيقه الأصغر غير المشروعة، وهو من تأليف محمد ناير، وإخراج أحمد نادر جلال، ويشارك في بطولته إلى جانب السقا ومنى زكي كل من ظافر العابدين، وريم مصطفى، ويسرا اللوزي وزكي فطين عبدالوهاب، ومحمد لطفي، وغيرهم.
أفلام مرشحة للعرض
وهناك قائمة من الأفلام المهمة مرشحة للعرض أيضاً خلال الفترة المقبلة، لتنضم لتوابع أفلام العيد والصيف، منها "قمر 14"، الذي تعرض للتأجيل، بسبب أزمة فيروس كورونا أكثر من مرة. ويدور الفيلم عن 5 قصص حب مختلفة على نمط فيلم "هيبتا"، ويشارك فيه عدد كبير من النجوم، خالد النبوي وشيرين رضا وخالد أنور وغادة عادل وأحمد مالك ومي الغيطي وأحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد وأحمد الفيشاوي وياسمين رئيس.
وبنسبة كبيرة سيشارك أكرم حسني في السباق هذا الصيف بفيلم "العميل صفر"، وتشاركه نيللي كريم بطولة العمل، الذي يتبقى به عدد قليل من المشاهد يتم تصويرها حالياً، وهو من تأليف وإخراج محمد سامي.
ومن المقرر أيضاً عرض فيلم "تسليم أهالي"، الذي جرى الانتهاء من تصويره منذ فترة طويلة، وهو بطولة دنيا سمير غانم، وهشام ماجد، وبيومي فؤاد، ودلال عبدالعزيز، ولوسي، أوتاكا، ومن تأليف شريف نجيب وإخراج خالد الحلفاوي.
ومن المحتمل بقوة أن ينافس في موسم الصيف فيلم "تماسيح النيل"، وهو بطولة حمدي الميرغني، ومصطفى خاطر، وكريم عفيفي، وخالد الصاوي، وبيومي فؤاد، ومحمد جمعة، وهنادي مهنا، وعدد كبير من النجوم، ومن تأليف لؤي السيد، وإخراج سامح عبدالعزيز.
وهناك بعض الأفلام المعروضة منذ عيد الفطر، وبعده مثل "أحمد نوتردام" لرامز جلال وغادة عادل، وكذلك "ماما حامل" لليلي علوي وبيومي فؤاد، و"ديدو" لكريم فهمي وحمدي الميرغني وهدى المفتي.
ضرورة حتمية
وقال المنتج هشام عبدالخالق، عضو غرفة صناعة السينما لـ"اندبندنت عربية"، "بعد صيام طويل وجد صناع السينما أنفسهم في محك ضروري واختيار لا مفر منه، وهو عرض الأفلام الضخمة إنتاجياً بمجرد وجود انفراجة صيفية أو بمناسبة عيد الفطر، وربما انحسار كورونا، جعل الجميع يتنفس الصعداء، خاصة مع رفع الحظر الجزئي وزيادة عدد الجمهور بدور العرض السينمائي، وفي هذه الحالة أصبح من الممكن تحقيق الأفلام إيرادات معقولة ربما حتى تمثل ما أنفقته من ميزانيات، وهذا كان هاجس المنتجين الأكبر، فكيف أعرض فيلماً ميزانيته تتعدى 50 مليوناً في دور عرض ومواعيد ضعيفة، ووسط إجراءات احترازية قد تمنعني من تحقيق أي إيرادات مرضية من أي زاوية".
وأشار عبدالخالق إلى أن الموسم الحالي "يعد من أضخم المواسم في تاريخ السينما، من حيث عرض أفلام بكم النجوم والميزانيات العملاقة، إضافة إلى كثرة الأفلام والرغبة في المجازفة خوفاً من حدوث متغيرات جديدة في الفترة المقبلة قد تكون غير محمودة العواقب".