سيطر اللون الأحمر على شاشات البورصات وأسواق المال العربية والخليجية خلال تعاملات الاثنين، كردة فعل ما شهده ميناء الفجيرة الإماراتي، أمس، من أعمال تخريب.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أن "أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباحاً لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة، وبالقرب من المياه الإقليمية، وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات".
وذكرت الوزارة، أن "الجهات المعنية قامت باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وجارٍ التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها".
موقف سعودي واضح
من جانبه قال وزير الطاقة السعودي، المهندس خالد الفالح، إن "ناقلتين سعوديتين تعرضتا لتخريب قرب المياه الإقليمية للإمارات". موضحاً أنه "في تمام الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 12 مايو (أيار) 2019، تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها لتحميل النفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد الفالح، أنه "لم ينجم عن هذا الهجوم أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، في حين نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين"، وشجب الوزير هذا الاعتداء الذي يستهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة.
وأشار الوزير إلى أن "المسؤولية مشتركة بين المجتمع الدولي للحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسباً للآثار، التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد".
رسالة من قِبل إيران
الكاتب والباحث السياسي مشعل النامي، كتب معلقاً على الحادث بأنه "تطور لافت ومثير، فهو رسالة من قِبل إيران، مفادها أنه حتى الميناء النفطي المطل على خليج عُمان، الذي يقع بعد مضيق هرمز نستطيع أن نعطّل تصدير النفط منه أيضاً مع إغلاقنا المضيق".
وأضاف النامي، "يبدو أن الحرب باتت وشيكة. عدم إعلان الإمارات الاعتداءات كشف إيران، وأنها هي من يقف خلف هذه الاعتداءات، إذ نشر الإعلام التابع إليها الأخبار وتداولها بكثافة بقصد إيصال الرسالة بأن إيران تستطيع منع دول الخليج من تصدير النفط بتاتاً".
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، تلك العمليات التخريبية، واصفاً ما حدث بأنه "تطور وتصعيد خطير يعبر عن نيات شريرة للجهات التي خططت ونفذت هذه العمليات، معرضة سلامة الملاحة البحرية في المنطقة لخطر كبير، ومهددة حياة الأطقم المدنية العاملة في البواخر".
الأسهم السعودية تواصل التراجع
تراجعت الأسهم السعودية إلى الجلسة السابعة على التوالي في أطول سلسلة تراجع في 11 شهراً لتغلق عند 8674 نقطة، فاقدة 182 نقطة بنسبة 2.06%.
وتراجعت القيمة السوقية بنحو 45 مليار ريال لتصل إلى 2.04 تريليون ريال، بينما انخفض مؤشر "إم تي 30" نحو 28 نقطة بنسبة 2.15% ليغلق عند 1287 نقطة. وجاء الضغط من قطاع المصارف بقيادة سهم "الرياض".
انخفاض حاد في دبي
وشهدت أسهم الإمارات في سوقي دبي وأبو ظبي الماليتين، انخفاضاً حاداً خلال تعاملات اليوم، على وقع الإعلان الرسمي عن تعرض سفن لعمليات تخريب قرب الفجيرة.
وأغلقت سوق دبي المالية اليوم منخفضة بنسبة 3.97% عند مستوى 2526 نقطة، وهو أدنى مستوى لها منذ نحو 3 أشهر، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 300 مليون درهم.
وانخفضت أسهم 33 شركة من أصل 36 شركة تم تداولها اليوم، بينما ارتفعت أسهم شركتين، وظلت شركة واحدة على ثبات.
وأغلق سهم جي إف إتش منخفضاً بنسبة 7.9% عند 0.88 درهم، وبتداولات تجاوزت 22 مليون سهم، وتراجع سهم إعمار العقارية بـ6% عند 4.16 درهم.
وانخفض سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة 3.3% عند 4.94 درهم، وبتداولات تجاوزت 15 مليون سهم، بينما أقفل سهم ديار للتطوير منخفضاً بنسبة 8.96% عند 0.305 درهم، وبتداولات قاربت 15 مليون سهم.
وأكثر الأسهم تداولاً سهم الاتحاد العقارية، الذي أغلق منخفضاً بنسبة 10% عند 0.306 درهم، وبتداولات قاربت 43 مليون سهم، وبلغ مستوى السيولة نحو 230 مليون درهم.
خسائر في سوق أبو ظبي
وأغلقت سوق أبو ظبي للأوراق المالية اليوم منخفضة بنسبة 3.32% عند مستوى 4929 نقطة، وهو أدنى مستوى لها منذ شهرين، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 188 مليون درهم.
وأغلق سهم دانة غاز منخفضاً بنسبة 5.3% عند 0.865 درهم، وبتداولات تجاوزت 13 مليون سهم، بينما انخفض سهم الدار العقارية بأقل من 1% عند 1.67 درهم، وبتداولات تجاوزت 9 ملايين سهم.
وانخفض سهم إشراق للاستثمار بنسبة 5.9% عند 0.399 درهم، وبتداولات قاربت 9 ملايين سهم، بينما أغلق سهم منازل العقارية منخفضاً بنسبة 5.7% عند 0.331 درهم، وبتداولات تجاوزت 7 ملايين سهم، وبلغ مستوى السيولة نحو 130 مليون درهم.
وفي بورصة الكويت، تراجع المؤشر الأول بنسبة 1.16% إلى مستوى 6091 نقطة، وتراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.48% إلى مستوى 4756 نقطة، كما تراجع المؤشر العام بنسبة 0.97% إلى مستوى 5636 نقطة.
وفي بورصة مسقط تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.62% إلى مستوى 3481 نقطة.
ثقة المستثمرين تهبط بالأسعار
قال وسيم جمعة، مدير إدارة الموجودات في كابيتال للاستثمارات، إن "العمل التخريبي أدى إلى ضعف ثقة المستثمرين، وبالتالي هبوط الأسعار"، لافتاً إلى "تعرض الأصول التي يمتلكها المستثمرون للخطر، خصوصاً في ظل الحرب التجارية، التي تجددت بين واشنطن وبكين خلال الأسبوع الماضي".
وأوضح جمعة، أنه "على الرغم من هذه الخسائر، لكن التأمين ضد مخاطر الديون السيادية لدبي والسعودية لم تتأثر، وهو ما يعني أن المستثمرين يرون أن ما حدث أمر عابر، وليس مؤشراً لبداية الحرب بين أميركا وإيران".
وفسَّر مدير إدارة الموجودات في كابيتال للاستثمارات، ذلك بأنه "يعود إلى أنه عندما يزيد التوتر، يزيد تلقائياً معدل خصم الأصول، ما يؤدي إلى هبوط الأسعار، وشهدنا ذلك جلياً في سهم بحري عندما تعرضت الأصول المدرة التدفقات النقدية للخطر، لكن مخاطر التوترات الجيوسياسية والتوترات التي لها علاقة بمفاوضات التجارة العالمية ما بين الصين وأميركا تختلف هنا".