خلافاً لمواقف قادة حزبه "العمل"، السابقين والحاليين، في كل ما يتعلق بالمستوطنات والتعامل معها، اختار الرئيس الإسرائيلي الجديد إسحق هرتسوغ، تحويل الموقف السياسي إلى أمني، معتبراً مقاطعة شركة "بن أند جيري" (Ben & Jerry's) للمستوطنات في الضفة، خطوة داعمة للإرهاب.
وانضم هرتسوغ، في حديثه هذا، إلى حملة دولية في مواجهة قرار شركة "بن أند جيري"، يقودها رئيس الحكومة نفتالي بينيت، سعى في أولى مراحلها إلى تجنيد سفراء لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وعقد لقاء معهم اعتبر خلاله القرار بمثابة وقوف إلى جانب حركة "حماس" ودعمها.
وتحدث بينيت مع الرئيس التنفيذي لشركة "Unilever"، آلان جوب، ومع مالك شركة "بن أند جيري" العالمية، وبحسب ديوان الرئيس، فقد نقل بينيت إلى جوب، موقف تل أبيب من القرار، قائلاً إنه ينظر إليه بعين الخطورة، وبأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي على مختلف الأصعدة المتوفرة لديها.
وحظيت الحملة الدولية بدعم من مختلف أحزاب ائتلاف الحكومة. ورأى وزير الخارجية يائير لبيد قرار المقاطعة "استسلاماً مخجلاً لمعاداة السامية وحركة المقاطعة".
وهدد بينيت بأن يحول قضية مقاطعة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والقدس إلى قضية دولية، وطرحها على المحافل القانونية في الخارج. وقال خلال حديثه إن "المستهلكين الإسرائيليين، وغيرهم من المستهلكين في الولايات المتحدة ودول أخرى، لا يعتبرون الوقوف إلى جانب حماس أمراً مقبولاً".
واعتبر بينيت قرار مقاطعة المستوطنات أمراً معادياً لإسرائيل. وأضاف "من يعتقد أنه يمكن جعل مقاطعة دولة إسرائيل مسألة تسويق أو ترويج لعلامة تجارية معينة، سيكتشف أنه أسوأ قرار كان يمكن له اتخاذه من الناحية التجارية".
وهدد بينيت الجهات التي تقاطع إسرائيل بدفع ثمن باهظ، واعتبر أن المقاطعة تأتي بسبب ذنب وحيد ارتكبته إسرائيل وهو محاربة الإرهاب.
وكان وفد من السفراء لدى الأمم المتحدة قد زار إسرائيل بدعوة منها، واعتبر السفير الإسرائيليي لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، غلعاد إردان، هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات غاية في الأهمية، فيما رأى بينيت فيها "التزاماً من قبل السفراء للتأثير على موقف دولهم والوقوف إلى جانب إسرائيل في الصراعات التي نخوضها ضد النفاق والتمييز بحقها في الأمم المتحدة والمحافل الدولية"، وفق بينيت.
تجنيد 35 حاكماً أميركياً
تركز الحملة الإسرائيلية، التي يسهم في تنفيذها السفير إردان، على تجنيد أميركي واسع إلى جانب المسار القانوني الدولي الذي بوشر تنفيذه. وفي سياق الحملة، بعث إردان رسالة إلى 35 حاكماً لولايات أميركية لديها تشريعات ضد حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وطالبهم باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة "بن أند جيري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحث إردان الحكام الأميركيين على إعلان موقف صريح وواضح بمقاطعة الشركة قائلاً، "أحثكم على معارضة قرارها واتخاذ إجراءات ضدها، بما في ذلك إجراءات قانونية وتجارية".
وكانت شركة "بن أند جيري" العالمية للمثلجات، قد قررت إيقاف بيع منتجاتها "في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أثار حملة إسرائيلية واسعة ضد الشركة، في موازاة شرعنة المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة والقدس.
تضامن أميركي
من جهتها، تنفست إسرائيل الصعداء لدى إبلاغها من قبل المسؤولين الأميركيين عن قرار الإدارة الأميركية معارضة حركة المقاطعة المناهضة لاسرائيل، بعد إعلان "بن أند جيري" وقف بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية. وجاء من الإدارة الأميركية أنها ترفض "بشدة حركة (BDS)، التي تستهدف إسرائيل بشكل غير منصف".
وطمأنت الإدارة الأميركية تل أبيب أن "إدارة بايدن-هاريس ستكون شريكاً قوياً في محاربة الجهود في جميع أنحاء العالم، التي من المحتمل أن تسعى إلى نزع الشرعية عن إسرائيل".