تراجعت أسعار النفط لليوم السادس على التوالي في جلسة الخميس، في أطول موجة خسائر منذ فبراير (شباط) 2020، بسبب المخاوف من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وتداعيات ذلك في التأثير في طلب الوقود وعودة الإغلاقات، فيما أدى ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية إلى زيادة الضغوط على الأسعار لتهبط بأكثر من اثنين في المئة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أكتوبر (تشرين أول) بنسبة 2.1 في المئة أو 1.43 دولار إلى 66.80 دولار عند الساعة (7 و22 دقيقة بتوقيت غرينتش)، ويعد هذا أدنى مستوى من جلسة 20 مايو (أيار) الماضي.
وهبط خام "غرب تكساس" الأميركي الوسيط 1.75 دولار، بما يعادل 1.75 في المئة، إلى 63.71 دولار للبرميل، وبذلك يكون الخام الأميركي هبط أكثر من سبعة في المئة على مدى الجلسات الست الأخيرة، فيما تراجع "برنت" أكثر من خمسة في المئة.
تزايد الإصابات
وانخفضت الأسعار فيما لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق بشأن زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا بفعل السلالة "دلتا" في أنحاء العالم، فيما ارتفعت حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، خلال الشهر الماضي.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لشهر يوليو (تموز) أن مسؤولي البنك المركزي الأميركي أشاروا إلى أن انتشار السلالة المتحورة "دلتا" قد يؤجل بشكل مؤقت إعادة الفتح الكامل للاقتصاد ويُكبل سوق الوظائف.
وهبطت الأسعار منذ الإغلاق في منتصف شهر يوليو عند أعلى مستوى منذ عام 2018، بأكثر من عشرة في المئة للخام الأميركي مع تقليص بعض البنوك العالمية توقعاتها للأسعار لبقية العام.
وفيما يواجه الطلب صعوبات، حافظت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها ومن بينهم روسيا، على مساعيهم لتخفيف قيود الإمدادات التي فرضوها في المرحلة الأولى من الوباء. وسوف يتوسع إنتاج التحالف بمقدار 400 ألف برميل يومياً هذا الشهر.
أسباب التراجع
من جانبه قال كبير محللي السوق لدى أواندا أوروبا، كريج إرلام، في مذكرة إن هبوط أسعار النفط نتج عن تباطؤ النمو في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مع فرضها المزيد من القيود بسبب زيادة إصابات كورونا وبعض الضعف في بيانات أميركية صدرت الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع مفاجئ بمخزونات البنزين
وأدى ارتفاع مفاجئ في مخزونات البنزين الأميركية الأسبوع الماضي أيضاً إلى زيادة المخاوف حيال بطء الطلب، بخاصة أن صيف نصف الكرة الشمالي هو الوقت الذي يشهد عادة ذروة الطلب على الوقود.
وتتراجع مخزونات الخام الأميركية منذ بضعة أشهر وسط تعافي الطلب على الوقود في أكبر اقتصاد في العالم مع حصول المزيد من الأميركيين على اللقاح، لكن الإصابات بالفيروس تقفز مجدداً ويراقب محللون ليروا هل سيتباطأ الطلب على الوقود، خصوصاً في الولايات الجنوبية حيث تقفز الإصابات بالفيروس.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات البنزين ارتفعت 696 ألف برميل إلى 228.2 مليون برميل، بينما توقع المحللون انخفاضاً قدره 1.7 مليون برميل.
لكن الإدارة قالت أيضاً إن مخزونات الخام الأميركية انخفضت 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 435.5 مليون، وهو المستوى الأدنى منذ يناير (كانون الثاني) 2020.
وتراجع استهلاك الخام في مصافي التكرير 191 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي. وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.4 نقطة مئوية على مدى الأسبوع.
وأظهرت البيانات هبوط مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 2.7 مليون برميل إلى 137.8 مليون برميل، مقابل توقعات لزيادة قدرها 276 ألف برميل.
وقالت الإدارة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي تراجع 813 ألف برميل يومياً.
زيادة محتملة بالإنتاج الأميركي
وقال المدير العام للبحوث لدى "نيسان للأوراق المالية" هيرويوكي كيكوكاوا "ذروة موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة تنتهي قريباً، في الوقت الذي من المقرر أن ترفع فيه البلاد الإنتاج".
وتابع هيرويوكي "ستظل أسعار النفط تحت الضغوط في الأجل القصير من عوامل موسمية ومخاوف الجائحة".