لم يفصح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن تفاصيل كثيرة في مؤتمره الصحافي، الذي عقده مساء الثلاثاء 14 سبتمبر (أيلول) بشأن خطط حكومته لمواجهة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) في الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من تأكيده أن بريطانيا الآن "في وضع أفضل بكثير بالمقارنة" بسبب برنامج التطعيم الواسع باللقاحات، فإنه حذر من أن "فيروس كورونا ما زال موجوداً". وأضاف أن الحكومة "ستستمر في الالتزام باستراتيجيتها بفضل برنامج التطعيم".
ومن دون استبعاد تام لاحتمال اللجوء إلى إغلاق البلاد مجدداً، أشار جونسون إلى أن برنامج التطعيمات "يعطينا الثقة لتجنب الإغلاق"، وقال إن أرقام الإصابات والحالات التي تدخل المستشفى هذا الشهر، التي جاءت أعلى من الشهر نفسه العام الماضي، تشير إلى أن "البلاد في الواقع في وضع أكثر تحدياً".
وتلك إشارة إلى الأرقام التي أعلنت في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه كبير مستشاري الحكومة العلميين، السير باتريك فالاس، وكبير الأطباء كريس ويتي. وذكر ويتي أن متوسط الإصابات في أسبوع وصل إلى 34521 إصابة يومياً، وأنه بحلول يوم 10 سبتمبر كان عدد الحالات في المستشفيات 8256 حالة. وتلك الأرقام أكبر بكثير مما كان عليه الوضع في الوقت نفسه من العام الماضي.
لكن رئيس الوزراء، مع ذلك ركز في كلمته في المؤتمر الصحافي على أهمية التطعيم باللقاح، وأنه ستتمكن البلاد من مواجهة أفضل للوباء في الخريف والشتاء. وكرر القول في رده على أسئلة الصحافيين إن الحكومة تنصح الجمهور بالانتباه واتخاذ ما يحميهم من خطوات، بمعنى اللقاء أكثر في الأماكن المفتوحة وفتح النوافذ في البيوت وارتداء غطاء الوجه في الأماكن المزدحمة. وتطرق إلى استراتيجية الحكومة التي تقضي بالتوازن بين الاحتياطات الشخصية من الجمهور واللجوء إلى فرض القيود إذا تعرض النظام الصحي لضغط لا يحتمل.
خطتان للمواجهة
ورفض بوريس جونسون الخوض في تفاصيل خطط حكومته، لكنه لخص الأمر بأن لدى الحكومة خطتين: الخطة "أ"، والخطة "ب". الخطة "أ" تركز على التوسع في التطعيم باللقاحات. وقال جونسون إن الخطابات بشأن الجرعة المنشطة الثالثة لمن هم فوق سن الخمسين ومن لديهم مشاكل صحية وفي عمر أقل من هذه السن، وكذلك للأطفال من سن 12 إلى سن 15، ستبدأ في الوصول إلى هؤلاء من الأسبوع المقبل. وبالنسبة إلى تطعيم الأطفال، أكد رئيس الوزراء أن موافقة الأب والأم ضرورية.
كما نصح رئيس الوزراء، وكذلك كبير الأطباء وكبير المستشارين العلميين للحكومة، البريطانيين بالتوجه إلى تلقي التطعيمات. وعلى الرغم من أن أغلب الشعب البريطاني تلقى جرعتين من اللقاح، فإن هناك نحو خمسة ملايين بريطاني ممن يفترض أن يتم تطعيمهم لم يتلقوا أي جرعة بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا إلى جانب المعايير الصحية التقليدية من غسل اليدين باستمرار واستخدام تطبيق "كوفيد-19" لخدمة الصحة الوطنية. وركز جونسون على التنبيه إلى أن "الفيروس لم يرحل".
أما الخطة "ب" فستعني لجوء الحكومة إلى فرض قيود للحد من أعداد الإصابات والحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفى. وستتضمن تلك القيود فرض "جوازات التطعيم" لدخول الأماكن المزدحمة، مثل الملاهي الليلية وصالات الرياضات الجماعية وغيرها. كما ستعني فرض ارتداء أغطية الوجه في أماكن معينة، وأيضاً العمل من المنزل لكل من لا يتطلب العمل وجودهم شخصياً.
لكن رئيس الوزراء تجنب تماماً الإشارة إلى احتمال الإغلاق الكامل، وإن كان ذلك يظل وارداً إذا واصلت الأرقام الارتفاع، وزادت الحالات في المستشفيات بما يجعل خدمة الصحة الوطنية غير قادرة على تحمل المزيد.
نظام السفر
وكان وزير الصحة، ساجد جاويد، تحدث إلى النواب في البرلمان قبل المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء، وفصل أكثر بشأن الخطتين اللتين اعتمدتهما الحكومة. وأعرب جاويد أنه حتى في حالة الخطة "ب" والاضطرار إلى فرض قيود، ربما لن تحتاج الحكومة إلى فرض إغلاق كامل في البلاد كما حدث في الموجات السابقة من الوباء.
وكرر الإشارة إلى أهمية إعادة النظر في اختبارات الفيروس للمسافرين الآتين إلى البلاد. وكذلك أشار بوريس جونسون إلى ذلك في مؤتمره الصحافي، لافتاً إلى أن الحكومة ستعيد النظر في نظام "إشارات المرور" للسفر الذي تعتمده. وقال إن الهدف هو تبسيط النظام لتسهيل اتخاذ القرارات من جانب المسافرين والأعمال على حد سواء.
وباستثناء ما هو مؤكد من تركيز الخطة "أ" على التطعيم، سواء الجرعة المنشطة الثالثة لبعض الفئات وجرعة واحدة لمن هم دون سن 15 حتى سن 12، ستبدأ التفاصيل في الظهور في الأيام المقبلة مع تخطيط الأفراد والأعمال لنشاطهم في أشهر الخريف والشتاء.