تراجعت أسعار النفط الخميس 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، متخلية عن أعلى مستوياتها في أكثر من ستة أسابيع بضغط من عمليات تصحيح وجني أرباح وبفعل ارتفاع الدولار الأميركي.
ويُعدّ تراجع أسعار الخام أول خسارة بعد أربع جلسات متتالية من الصعود، لا سيما بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها أمس الأربعاء عند أعلى مستوى منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي، على خلفية انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 13.50 بتوقيت غرينيتش، هبط سعر عقود "برنت" القياسي تسليم شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، دون مستوى 75 دولاراً منخفضاً بنسبة 0.7 في المئة، تعادل 55 سنتاً ليصل إلى 74.91 دولار، بعدما صعد 2.5 في المئة في جلسة الأربعاء.
فيما تراجع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 57 سنتاً بنسبة 0.8 في المئة، ليصل إلى 72.04 دولار للبرميل، بعد ارتفاع بنسبة 3.1 في المئة في الجلسة السابقة.
صعود الدولار
وصعد الدولار الأميركي الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، الخميس، مسجلاً أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.
وترفع قوة الدولار تكلفة النفط لحائزي العملات الأخرى، وهو ما قال المتعاملون إنه يضغط على أسعار الخام.
وبحلول الساعة 14.15 بتوقيت غرينيتش، ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات، بنحو 0.4 في المئة إلى 92.907 نقطة.
ارتفاع الصادرات السعودية
إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية، الخميس، أن صادرات النفط الخام السعودية ارتفعت لأعلى مستوياتها منذ يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 6.327 مليون برميل يومياً في يوليو من 5.965 مليون برميل يومياً في يونيو (حزيران)، وبلغ إجمالي الصادرات بما في ذلك المنتجات النفطية، 6.65 مليون برميل يومياً.
وبحسب بيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودي)، زاد إنتاج أكبر مصدر في العالم للنفط من الخام 547 ألف برميل يومياً على أساس شهري إلى 9.474 مليون برميل يومياً في يوليو.
وارتفع استهلاك مصافي التكرير المحلية السعودية من الخام بنحو 59 ألف برميل يومياً إلى 2.457 مليون برميل يومياً، بينما زاد الحرق المباشر للخام بواقع 105 آلاف برميل يومياً إلى 691 ألف برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت البيانات بأن مخزونات النفط تراجعت 34 ألف برميل يومياً إلى 135.105 مليون برميل.
وتقدم السعودية وأعضاء آخرون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أرقام التصدير الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.
وبدأت "أوبك" وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" في يوليو، تقليص تخفيضات قياسية للإنتاج، بينما تتخلص السعودية تدريجاً من تخفيضات طوعية للإمدادات.
انخفاض المخزونات الأميركية
وانخفضت مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة بشدة الأسبوع الماضي، إذ لا تزال شركات التكرير في منطقة الخليج الأميركي ومنشآت النفط البحرية تتعافى من آثار الإعصار "أيدا".
ويأتي هذا التراجع للأسبوع السادس على التوالي، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأظهر تقرير الإدارة الصادر الخميس أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تراجعت على مدار الأسبوع المنتهي في العاشر من سبتمبر بنحو 6.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 417.4 مليون برميل، وهو أدنى مستوى في عامين، تحديداً منذ السادس من سبتمبر 2019.
ويمثل هذا التراجع علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب لدى أكبر مستهلك للوقود في العالم، خصوصاً بعد تخفيف قيود الإغلاق المرتبطة بالجائحة.
كما انخفضت مخزونات البنزين والمقطرات في الولايات المتحدة بنحو 1.9 و1.7 مليون برميل على الترتيب.
وتسبب إعصار "أيدا" في إغلاق جزء كبير من إنتاج النفط والغاز البحري في خليج المكسيك، وظل ما يقرب من 30 في المئة من إنتاج الولايات المتحدة في الخليج مغلقاً حتى أمس الأربعاء، وفقاً لمكتب السلامة وإنفاذ البيئة.
وتسبب الإعصار في تراجع الإمدادات العالمية للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، لكن السوق بصدد بدء الاقتراب من التوازن في أكتوبر، إذ تواصل "أوبك+" خططها لزيادة الإمدادات.
أسعار خام الشاهين
وحددت شركة قطر للبترول الأسعار الرسمية لبيع خام الشاهين، خلال شهر نوفمبر، بزيادة تُعدّ الأدنى في 5 أشهر.
وجاءت أسعار البيع لشحنات الخام القطري تحميل نوفمبر المقبل بمتوسط علاوة 1.53 دولار للبرميل على أسعار دبي.
وتحدد السعر بعد أن باعت الشركة القطرية 3 شحنات في مناقصة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر.