انتقدت الهند، الجمعة 24 سبتمبر (أيلول)، باكستان في واشنطن والأمم المتحدة مشيرةً إلى دورها في الإرهاب، فيما ناشد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان العالم للعمل مع حركة "طالبان" الأفغانية المنتصرة.
وأثار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مخاوف بشأن باكستان خلال محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك خلال قمة رباعية أوسع مع زعيمي أستراليا واليابان، وفقاً لمسؤولين هنود.
وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا، للصحافيين بعد انتهاء المحادثات، إنه "كان هناك شعور واضح بأنه ينبغي الإبقاء على نظرة أكثر دقةً وتدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب".
دعوة لدعم "طالبان"
وأشار خان في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن "طالبان" وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، على الرغم من خيبة الأمل العالمية في الحكومة المؤقتة التي شكلتها الحركة.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني، "إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجّعها على المضي قدماً في هذا الحوار، سيكون الوضع مربحاً للجميع". وشدد على أنه "علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني".
كما دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام "طالبان" بين عامي 1996 و2001 الذي فرض قوانين متشددة وأوى تنظيم "القاعدة"، ما أدى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وألقى خان المنتقد الشرس للحرب الأميركية التي استمرت 20 عاماً وأنهاها الرئيس جو بايدن، باللوم على ضربات واشنطن غير الدقيقة بطائرات مسيرة في تصاعد التطرف داخل باكستان، وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأميركية.
انتقاد واشنطن
وقال رئيس الوزراء الباكستاني في الخطاب الذي سجّل مسبقاً بسبب التدابير الوقائية المرتبطة بمكافحة وباء كورونا، "هناك قلق كبير في الولايات المتحدة إزاء المترجمين الفوريين وكل الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة. ماذا عنا نحن؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع، "على الأقل كان يجب أن تكون هناك كلمة تقدير. لكن بدلاً من ذلك، تخيلوا كيف نشعر عندما يلقى باللوم علينا في تحول الأحداث في أفغانستان".
ولطالما اتهم مسؤولون أميركيون أجهزة الاستخبارات النافذة في إسلام أباد باستمرارها في دعم "طالبان"، ما دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى خفض المساعدات العسكرية لهذا البلد.
ولم يتحدث بايدن إلى خان بعد وبالطبع لم يدعُه إلى واشنطن، على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن التقى الخميس على هامش جمعية الأمم المتحدة نظيره الباكستاني وشكره للمساعدة في إعادة المواطنين الأميركيين من أفغانستان.
مهاجمة الهند
وفي خطابه المشحون، اتهم خان الهند بـ"نشر الإرهاب" بحق المسلمين، والعالم الذي لديه مطامع في هذا البلد الذي تزيد قيمة سوقه على مليار دولار، بمنح مودي فرصة "الإفلات من العقاب".
وقال إن "أيديولوجية الهندوتفا (الشكل السائد للقومية الهندوسية في الهند) المليئة بالكراهية والتي روج لها نظام حزب بهاراتيا جاناتا - منظمة التطوع الوطنية الفاشي، أطلقت العنان لعهد من الخوف والعنف ضد المجتمع المسلم في الهند الذي يبلغ تعداده 200 مليون نسمة"، مضيفاً أن "أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشاراً تسود حالياً في الهند".
وفي عهد مودي، ألغت الهند الحكم شبه الذاتي في كشمير، المنطقة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة، وأقرت قانون الجنسية الذي يصفه نقاد بأنه تمييزي، وشهدت تصعيداً متكرراً للعنف الديني.
وتتنازع الهند وباكستان على منطقة كشمير الواقعة في جبال هملايا. ويتصاعد الغضب في كشمير الهندية منذ عام 2019 عندما ألغت نيودلهي الحكم شبه الذاتي للمنطقة ووضعتها تحت سلطتها المباشرة.
اتهام باكستان برعاية "الإرهاب"
وفيما تتجاهل الهند في كثير من الأحيان تصريحات باكستان، ردت دبلوماسية هندية شابة من قاعة الجمعية العامة على خان.
واتّهمت السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة سنيها دوبي، باكستان بإيواء زعيم "طالبان" أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة في عام 2011 بغارة على مدينة أبوت أباد حيث كان يختبئ.
وقالت، "ما زلنا نسمع أن باكستان ضحية للإرهاب. إنها بلاد تشعل الحرائق وتقدم نفسها على أنها رجل إطفاء". وأضافت، "باكستان ترعى الإرهابيين في حديقتها الخلفية آملةً في أن يلحقوا الضرر بجيرانها فقط".
وتحدثت دوبي أيضاً عن العنف الذي يمارس بحق الأقليات في باكستان، مشيرةً إلى "الإبادة الثقافية والدينية" التي ارتكبت في عام 1971 عندما حصلت بنغلادش على استقلالها. وقالت، "بخلاف باكستان، فإن الهند ديمقراطية تعددية تضم عدداً كبيراً من الأقليات الذين تولوا مناصب عليا في البلاد".
وأثار كلام دوبي رداً من جانب الدبلوماسية الباكستانية صائمة سليم، التي قالت إن كشمير التي تسيطر عليها إسلام أباد جزئياً، هي قضية داخلية للهند.