أعاد الأردن الأربعاء، 29 سبتمبر (أيلول)، فتح معبر جابر الرئيس مع سوريا بالكامل، في ما يمثل دفعة لاقتصادي البلدين اللذين يواجهان صعوبات في أعقاب تحرك من جانب دول عربية لإعادة دمج سوريا التي نُبذت خلال حرب أهلية استمرت 10 سنوات.
وانتظرت قافلة من الشاحنات السورية لدخول الجانب الأردني من الحدود عند معبر جابر، واستعان أفراد الشرطة بالكلاب في تفتيش السيارات والحافلات لدى العبور، كما اصطف طابور من سيارات الأجرة للمرور بركابها عبر وحدات الجمارك والهجرة.
وقال مدير معبر جابر العقيد مؤيد الزعبي لوكالة "رويترز"، إن الوضع الأمني مستقر الآن على الجانب السوري من الحدود، وإنه يأمل بأن يستمر الاستقرار.
وتأمل سوريا، التي تقول إن العقوبات الغربية هي السبب في مشكلاتها الاقتصادية، بأن يسهم توسيع روابطها التجارية مع الأردن في التعافي من آثار الحرب المدمرة، وجذب العملة الأجنبية التي تحتاج إليها بشدة.
وقالت وزيرة الصناعة والتجارة الأردنية مها العلي لتلفزيون المملكة التابع للدولة، إن الهدف من هذه التفاهمات هو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لتحقيق مصلحة كل من الطرفين.
تنشيط العلاقات مع سوريا
وكان مسؤولون في الأردن ولبنان طالبوا الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات على سوريا لتسهيل حركة التجارة.
وخلال سبتمبر (أيلول) توصل الأردن ولبنان وسوريا ومصر إلى اتفاق على توصيل الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان من طريق سوريا، باستخدام خط أنابيب أقيم منذ حوالى 20 عاماً في مشروع للتعاون العربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت دول عربية عدة قطعت علاقاتها مع سوريا خلال حربها الأهلية التي قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 350 ألف قتيل سقطوا فيها.
وساندت دول عربية عدة جماعات المعارضة التي حاربت نظام بشار الأسد لسنوات، غير أن دمشق تمكنت من سحق المعارضة بدعم عسكري من روسيا وإيران.
وأعادت الإمارات وسوريا علاقاتهما الدبلوماسية عام 2018، وأعاد الأسد بسط سيطرته على معظم سوريا، غير أن مناطق رئيسة لا تزال خارج سيطرته.
وتنتشر قوات تركية في قطاع كبير من شمال وشمال غربي البلاد حيث معقل المعارضة، كما تعمل قوات أميركية في منطقة الشرق والشمال الشرقي الخاضعة لسيطرة الأكراد.
القيود الجمركية قيد البحث
وعلى الرغم من أن معبر جابر مفتوح جزئياً منذ العام 2018، بعد أن أبعد النظام السوري المعارضة من الجنوب، إلا أن حركة التجارة لم تنتعش لتصل إلى مستواها قبل الحرب عندما كانت قيمتها مليار دولار.
وقال مسؤولون أردنيون إن وفداً تجارياً زائراً من سوريا على رأسه وزراء الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والكهرباء، سيبحث رفع القيود الجمركية.
وقبل الحرب السورية كان معبر نصيب - جابر طريقاً لعبور مئات الشاحنات يومياً لنقل البضائع بين أوروبا وتركيا والخليج.
وأعرض رجال الأعمال في الأردن إلى حد كبير عن التعامل مع سوريا بعد صدور قانون قيصر الأميركي عام 2019، وكان يمثل أقسى عقوبات فرضتها واشنطن حتى الآن، وتمنع الشركات الأجنبية من التعامل مع دمشق.
وحث رجال أعمال أردنيون الحكومة على مطالبة الولايات المتحدة بتخفيف القيود على الواردات من سوريا، حيث يرتبط تجار البلدين بشراكات وثيقة.
وستستأنف الخطوط الملكية الأردنية قريباً رحلاتها المباشرة إلى دمشق للمرة الأولى منذ ما يقرب من 10 سنوات.