تراجعت قيمة الذهب في مصر بمقدار دولارين خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أن شهدت أسعاره صعوداً وهبوطاً، أسفرت عن انخفاض سعر الغرام عيار 21 (الأكثر مبيعاً في القاهرة) من 792 جنيهاً (نحو 50.40 دولار أميركي) في اليوم الأخير من أغسطس (آب) الماضي إلى نحو 763 جنيهاً (نحو 48.40 دولار أميركي) أمس الأربعاء.
تقلبات الأسواق العالمية
وقال عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية المصرية، محمد أبو السعود، إن أسواق الذهب المحلية شهدت تقلبات شديدة متأثرة بالأسواق العالمية. فالسوق المصرية لديها حساسية شديدة من التغيرات الخارجية.
وأضاف أبو السعود، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "التراجع جاء على خلفية ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات لأعلى مستوى في نحو من ثلاثة أشهر، مما قلل من جاذبية المعدن الأصفر ورفع تكلفة حيازته، في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار مما شكل ضغوطاً إضافية".
انخفاض 0.44 دولار في النصف الأول
من جانبه، قال المتخصص في أسواق الذهب في مصر، رفيق عباسي، إن الأسعار شهدت انخفاضاً خلال النصف الأول من الشهر الحالي، بقيمة لا تقل عن سبعة جنيهات (نحو 0.44 دولار) في غرام الذهب عيار 21. مضيفاً لـ"اندبندنت عربية" أن السعر سجل نحو 785 جنيهاً (نحو 49.84 دولار) في منتصف سبتمبر مقارنة بـ792 جنيهاً في نهاية الشهر السابق له.
وتابع عباسي، "الأسعار واصلت الصعود والهبوط على مدى هذا الشهر، ليسجل سعر غرام الذهب عيار 21 نحو 763 جنيهاً أمس الأربعاء، في الوقت الذي سجل فيه سعر غرام عيار 24 نحو 872 جنيهاً (نحو 55.36 دولار)، بينما غرام عيار 18 نحو 654 جنيهاً (نحو 41.52 دولار) في ختام تعاملات الأسواق أمس الأربعاء".
وأشار إلى أن سعر أوقية الذهب سجل أمس نحو 27.17 ألف جنيه (نحو 1730 دولاراً) في الوقت الذي وصل فيه سعر الجنيه الذهب (يزن ثمانية غرامات) نحو 6116 جنيهاً (نحو 389.33 دولار)، في حين بلغ سعر كيلو الذهب نحو 873 ألف جنيه (نحو 55.42 ألف دولار) في ختام تعاملات أمس الأربعاء.
ارتفاع متوقع قبل نهاية العام
من جانبه، قال رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، هاني جيد، إن أسعار الذهب في مصر ترتبط ارتباطاً كلياً وجزئياً بالبورصات العالمية. مشيراً إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر في الأسعار، موضحاً في تصريحات صحافية أن الذهب أفضل طريقة لحفظ الأموال، لافتاً إلى أن الفترة الحالية التي تشهد انخفاض أسعار الذهب مناسبة لعمليات الشراء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقع أن ترتفع الأسعار مع نهاية الربع الأخير من العام الحالي في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول)، مؤكداً أن الأسواق المصرية اعتادت على ذلك في نهاية كل عام مع زيادة اقتناء دول عديدة للذهب، على رأسها الصين وروسيا، إضافة إلى قرب انتهاء الحسابات السنوية للشركات والبورصات العالمية مما يدعم المعدن الأصفر بشكل كبير.
تراجع عالمي في الأسعار
على المستوى العالمي، شهدت أسعار الذهب تراجع بداية من جلسة تعاملات يوم الثلاثاء الماضي، إذ سجل سعر الأوقية نحو 1741 دولاراً، بعد أن هبط السعر بقيمة تسعة دولارات عن نهاية تعاملات جلسة الاثنين الماضي، عندما سجل سعر الأوقية 1750 دولاراً قبل أن تعاود الارتفاع بشكل طفيف في نهاية تعاملات جلسة أمس الأربعاء.
تداعيات انهيار "إيفرغراند"
ووفقاً لتقرير صادر عن البنك المركزي المصري، معلقاً على الأحداث الاقتصادية العالمية، أكد خلاله أن سندات الخزانة الأميركية حققت مكاسب في بداية الأسبوع الماضي على خلفية المخاوف المتزايدة بشأن تخلف ثاني أكبر مطور عقاري صيني "إيفرغراند" عن سداد مديونياته، في الوقت الذي كانت فيه الأسواق تنتظر نتائج اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، ومع ذلك، خسرت سندات الخزانة في وقت لاحق من الأسبوع، لتنهيه بارتفاع العوائد على مستوى جميع الآجال.
وأضاف أن تلك الخسائر جاءت بعد إشارة "الاحتياطي الفيدرالي" إلى قرب موعد بداية خفض مشترياته من السندات والتحديث الذي جرى نشره للمخطط النقطي، الذي بدأ يظهر ميلاً قليلاً باتجاه تشديد السياسة النقدية، فضلاً عن إشارة البنوك المركزية بالأسواق المتقدمة إلى أنها ستتجه إلى تشديد السياسة النقدية، مثل بنك النرويج وبنك إنجلترا وسط عزوف المستثمرين في جميع أنحاء العالم عن المخاطرة، بسبب حالة القلق الناتجة عن انهيار قطاع العقارات الصيني والتأثير المحتمل في النظام المالي والنمو الاقتصادي.