قال متحدث باسم حركة "طالبان"، إن قوات الحركة دمرت خلية لتنظيم "داعش" في شمال كابول، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، بعد وقوع انفجار خارج مسجد في العاصمة الأفغانية أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وأوضح المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أن وحدة خاصة من الحركة شنت عملية ضد عناصر تنظيم "داعش" في الحي 17 في شمال كابول في ساعة متأخرة من مساء الأحد. وأضاف في بيان على "تويتر"، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، الرابع من أكتوبر (تشرين الأول)، "تم تدمير قاعدة تنظيم (داعش) بالكامل، وقتل جميع عناصر التنظيم بداخلها نتيجة هذا الهجوم الحاسم والناجح".
ولم يرد تأكيد أن العملية مرتبطة بشكل مباشر بانفجار، الأحد، الذي كان على ما يبدو أخطر هجوم وقع في العاصمة الأفغانية منذ انسحاب القوات الأميركية في نهاية أغسطس (آب).
قتلى وجرحى
وأسفر هجوم بقنبلة هو الأول منذ أكثر من شهر في كابول، عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 11 آخرين بعد ظهر الأحد، الثالث من أكتوبر، قرب مسجد عيد كاه، حيث نظمت حركة "طالبان" مجلس عزاء لوالدة أحد قيادييها، وفق ما أفاد مسؤول حكومي وكالة الصحافة الفرنسية.
وحدث التفجير أثناء مجلس عزاء والدة المتحدث باسم حكومة "طالبان" والقيادي في الحركة ذبيح الله مجاهد، وقد نشر الأخير، السبت، مكان وزمان مجلس العزاء على شبكات التواصل الاجتماعي.
اعتقال ثلاثة أشخاص
وقال المسؤول الحكومي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الهجوم أوقع خمسة قتلى على الأقل و11 مصاباً، والضحايا مدنيون وعناصر من "طالبان". وأضاف، "اعتقلنا أيضاً ثلاثة أشخاص على صلة بالتفجير".
وأوضح أنه تم تفجير القنبلة التي وُضعت عند مدخل المسجد عندما غادر المصلون المبنى بعد تقديم تعازيهم لمجاهد.
وأفاد أحمد الله الذي يعمل في متجر قريب من المكان، وكالة الصحافة الفرنسية، بأنه "سمع دوي انفجار قرب مسجد عيد كاه أعقبه إطلاق نار". وأضاف، "قبيل الانفجار، أغلق عناصر طالبان الطريق لإقامة مجلس عزاء والدة ذبيح الله مجاهد" في المسجد.
ويعود آخر هجوم حصد أرواحاً في كابول إلى 26 أغسطس (آب)، حين قتل 72 شخصاً، وأصيب أكثر من 150 في اعتداء على المطار تبناه تنظيم "داعش".
وأعلن تنظيم "داعش - ولاية خراسان" مسؤوليته عن بعض أكثر الهجمات دموية التي ارتكبت في السنوات الأخيرة في أفغانستان، وتوجد عداوة متبادلة بينه وبين "طالبان".
الاحتفال بالنصر
وفي وقت سابق، الأحد، نظمت الحركة أول تجمع كبير للاحتفال بنصرها في إحدى ضواحي كابول.
وأمن عشرات من الحراس المدججين بالسلاح التجمع، بينما وصل عناصر "طالبان" في شاحنات صغيرة، ورفع مشاركون لافتات تكريم لقتلى الحركة، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وردّد أحد الأناشيد التي بثت للترحيب بهم، "أميركا هُزمت. مستحيل. مستحيل. لكن ممكن".
وشارك في الفعالية نحو 1500 رجل وفتى من أنصار الحركة، نزعت أسلحة غالبيتهم وأجلسوا تحت خيم من القماش المشمع نصبت وسط أرض فارغة، واستمعوا إلى خطب استمرت نحو أربع ساعات. وقد رددوا عند وصول المنظمين هتافات مؤيدة لـ"طالبان".
وقال خليل حقاني الذي عُيّن وزيراً للاجئين في الحكومة الجديدة، "هذا هو اليوم الموعود". والرجل زعيم بارز في شبكة حقاني التي تتبع "طالبان"، وأسسها شقيقه جلال الدين، وقد أدرجته الولايات المتحدة عام 2011 على قائمة الإرهابيين المطلوبين.
وأضاف في التظاهرة التي نظمت في بلدية كهدامان، "لقد حققنا هدفنا، لكن يجب تأمينه"، ووعد بـ"مستقبل مشرق" للبلاد على الرغم من إجماع المجتمع الدولي على عدم الاعتراف بقادة الحركة حكاماً لأفغانستان.
وختم بالقول، "نصيحتي للعالم هي أن يتركوا أفغانستان للأفغان".
المجتمع الدولي يرفض الاعتراف بـ"طالبان"
وبعد سبعة أسابيع على استيلاء "طالبان" على السلطة، تكافح "داعش" أيضاً لترسيخ شرعيتها بين الأفغان.
وفي مواجهة استعراض القوة الذي تقوم به الحركة، أصبحت المعارضة المدنية لها مستحيلة في أفغانستان، حيث حظرت التظاهرات وقمعت احتجاجات نسائية بعنف.
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بالنظام الجديد، وإن أظهرت باكستان والصين وقطر بعض علامات الانفتاح عليه.
وأعلنت الحكومة القطرية انطلاق رحلة إجلاء خامسة من كابول، الأحد، لطائرة استأجرتها وحملت 235 راكباً.
ومن المنتظر أن تزور نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، باكستان، الخميس والجمعة، لإجراء سلسلة من المحادثات مع المسؤولين الحكوميين.
وقالت المسؤولة الثانية في الخارجية الأميركية لصحافيين، إنها تنوي التطرق مع المسؤولين الباكستانيين إلى كيفية الضغط على نظام "طالبان" الجديد من أجل احترام الحقوق الأساسية وتشكيلة أكثر "شمولاً" للحكومة.