تأمل الولايات المتحدة "العودة سريعاً" إلى طاولة المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وفق ما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، بعد تصريحات صادرة من إيران تذهب في الاتجاه نفسه. وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خلال محادثات هاتفية مع صحافيين، "نأمل أن نتمكن من العودة بسرعة نسبياً إلى فيينا"، حيث تجرى المفاوضات، "وسنطلع حينها على نياتهم".
التشخيص نفسه
وفي شأن إسرائيل والولايات المتحدة، أكد أن "لدينا التشخيص نفسه بأن البرنامج النووي الإيراني تجاوز الحدود كثيراً".
وتابع أن مسؤولين أميركيين كباراً سيبلغون نظراءهم الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، بأن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال ملتزمة الدبلوماسية مع إيران، لكنها ستكون مستعدة إذا لزم الأمر لأن تسلك "سبلاً أخرى" لضمان عدم حيازة طهران أسلحة نووية. وأضاف المسؤول الأميركي أن زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إلى واشنطن، ستتيح للبلدين الحليفين تبادل معلومات المخابرات والتوصل إلى "تقييم أساسي" لمدى تطور برنامج طهران النووي.
وفي السياق ذاته، قال البيت الأبيض إن مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان أبلغ نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، الثلاثاء، بأن إدارة الرئيس بايدن ترى الدبلوماسية أفضل سبيل للتأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي.
وأشار سوليفان كذلك في اجتماع بالبيت الأبيض إلى أن بايدن "أوضح أنه إذا فشلت الدبلوماسية فإن الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى خيارات أخرى".
قنبلة نووية
وعلى صعيد المهلة التي تحتاج إليها إيران نظرياً للحصول على المواد المستخدمة في صنع قنبلة نووية، قال المسؤول الأميركي إنها "تراجعت من 12 شهراً إلى أشهر قليلة"، وهذا أمر "مقلق"، إلا أن واشنطن لا تزال "تؤمن بقوة أن السبيل الدبلوماسي يبقى الأفضل لحل هذه المشكلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، الاثنين، الرابع من أكتوبر، أن طهران تتطلع لاستئناف المفاوضات النووية مع القوى العظمى قبل مطلع نوفمبر بغية إحياء الاتفاق النووي.
الاتفاق النووي
وقد توقفت المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في يونيو (حزيران)، الماضي، وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا)، إلى اتفاق عام 2015 في شأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع كثير من العقوبات المفروضة على إيران في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحادياً منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران التي قامت بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي بالتراجع تدريجياً عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
مباحثات فيينا
وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه، وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين أبريل (نيسان)، ويونيو، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.