حذر مسؤولون فلسطينيون وأردنيون، الخميس السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، من تداعيات قرار محكمة إسرائيلية يتعلق بالسماح لليهود بأداء صلوات صامتة بالمسجد الأقصى في مدينة القدس.
وقال الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، "لن يقبل هذا الشعب الفلسطيني المرابط الذي يحرس بوابات المسجد الأقصى وساحاته أي مساس بالمسجد الأقصى والاحتلال يعرف ذلك".
وتابع، "المسجد الأقصى المبارك لا ولاية عليه لا من قريب ولا من بعيد كائن من كان في موقعه السياسي أو في موقعه القانوني أو في موقعه الاحتلالي... فلا ولاية لأي محكمة مهما كانت درجة هذه المحكمة على المسجد الأقصى".
وأضاف المفتي، "كل ما يصدر من محاكم الاحتلال نرفضه رفضاً قاطعاً ولا نعتبره يحقق أي أمر في واقع المسجد الأقصى لأنه عقيدة وعقيدتنا لا تسمح لأي محكمة كانت أن تتدخل به".
تأكيد قرار سابق
وأصدرت محكمة إسرائيلية الأربعاء قراراً أيدت فيه قراراً سابقاً صدر في عام 1978 لا يعتبر الصلاة الصامتة لليهود في المسجد الأقصى جريمة.
وتشهد ساحات المسجد الأقصى دخولاً لغير المسلمين، وبينهم يهود متدينون، إلى ساحاته ضمن ما يعرف ببرنامج السياحة.
محمود الهباش، قاضي القضاة، قال بدوره في المؤتمر نفسه، إن القرار الإسرائيلي "اعتداء على مقدس ديني يخص المسلمين ومحاولة لتغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى المبارك وفق المخططات الاحتلالية التهويدية المخالفة للقانون الدولي".
وأضاف، "هذا السلوك الإسرائيلي يفتح الباب واسعاً أمام تحويل الصراع إلى صراع ديني وإلى تفجير حرب دينية حقيقية خطيرة ومدمرة لن تقف عند حدود فلسطين".
مواجهات سابقة
وكان المسجد الأقصى سبباً لاشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان أبرزها في عام 1996 عندما افتتحت إسرائيل نفقاً أسفل المسجد، وفي عام 2000 عندما دخل أرييل شارون إلى ساحات المسجد الأقصى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 2015، اندلعت مواجهة أخرى بين الفلسطينيين وإسرائيل كان سببها محاولة إسرائيل وضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى.
وقال الأب عبدالله يوليو، راعي كنيسة الروم الكاثوليك، "نقول للجميع وبوضوح أمام ما جرى ويجري على أرض فلسطين، القدس قدسنا في الأقصى المبارك وفي (كنيسة) القيامة".
وأضاف في المؤتمر الصحافي، "أقول بكل صدق نحن نضم صوتنا إلى صوت إخواننا العرب المسلمين لأننا جزء أصيل من أبناء شعبنا الفلسطيني من أمة العرب وأمة الإسلام".
خطر على المنطقة
وقال عبدالله كنعان، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، "إن الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية اليومية على أهلنا في فلسطين والقدس مرفوضة قانونياً ودولياً".
وأضاف في تصريحات بثتها الوكالة الرسمية الأردنية، أن على إسرائيل "إدراك الخطر الذي سينتج من سياستها التي ستقود المنطقة إلى حرب دينية ستشعل المنطقة بأسرها وبشكل يصعب معه التنبؤ بنتائجها".
ويتولى الأردن الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس بموجب اتفاق موقع مع السلطة الفلسطينية.
وتعتبر مدينة القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، إحدى قضايا مفاوضات الوصول إلى سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت حركة "حماس" التي خاضت قبل نحو شهرين حرباً مع إسرائيل استمرت 14 يوماً، إن قرار المحكمة الإسرائيلية "عدوان صارخ على المسجد الأقصى المبارك، وإعلان واضح لحرب تتجاوز الحقوق السياسية إلى عدوان على الدين والمقدسات"، مؤكدةً جاهزيتها لـ"صد أي عدوان".