على الرغم من كل الدعوات التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني ورجال دين ومسؤولون بارزون، إلى الشعب العراقي للمشاركة في الانتخابات البرلمانية خلال الأيام الماضية، لتأمين مشاركة واسعة فيها، إلا أنه اتضح أن كل هذه الجهود باءت بالفشل الذريع بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
ويبدو أن نسبة المشاركة ستكون أقل من انتخابات عام 2018 حين بلغت 43 في المئة، ما يمثل تراجعاً كبيراً في نسب الدعم الشعبي للنظام السياسي الحالي، الذي يعتبر الانتخابات أحد مؤشرات الدعم بالنسبة إليه.
وبعد أن شهدت ساعات الصباح الأولى نسبة متدنية من التصويت، استمرت حتى منتصف النهار، أبدت كتل سياسية عدة، لا سيما الشيعية منها، مخاوفها من تدنّي نسب حظوظها في الحصول على مقاعد تؤهلها لنيل غالبية مقاعد البرلمان أو حتى رئاسة الوزراء، ما يدل على أن أكثرية المصوتين هم مَن لديهم جمهور ثابت.
وأدى ذلك إلى قيام جوامع عدة في المناطق الشيعية، خصوصاً في جانب الرصافة ببغداد (الجزء الشرقي) إلى الدعوة عبر مكبرات الصوت إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات. كما طلب جامع الإمام الأعظم في منطقة الأعظمية ذات الغالبية السُنّية قبيل غلق الصناديق بساعات، من المواطنين المشاركة، إلا أن هذه الدعوات لم تكُن مؤثرة كثيراً في تحفيز المواطنين على التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وقبل ساعة من إقفال صناديق الاقتراع، زادت نسبة التصويت عما كانت عليه في الفترة الصباحية، إلا أنها بقيت في حدودها الدنيا وأقل من نسبة انتخابات 2018 التي جوبهت حينها بحملة اعتراضات واسعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الساعة السادسة مساءً، أغلقت صناديق الاقتراع والأجهزة، فيما شهدت المراكز الانتخابية إجراءات أمنية مشددة وتوافد قوات أمنية إضافية لغرض نقل الصناديق.
إلا أن تلك النسب الأولية، لم تمنع الحكومة العراقية أو الكتل السياسية وقادتها من الإشادة بنجاح تنظيم الانتخابات من دون حوادث أمنية ولوجستية تُذكر، معتبرين ما حصل خطوةً مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.
القادة يرحبون
واعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إجراء الانتخابات أمراً ناجحاً وشكر كل القوى السياسية ومفوضية الانتخابات والمراقبين ومرجعية النجف على إنجازها في الموعد المحدد.
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن "الانتخابات المبكرة مرّت بنجاح باهر من الناحية الأمنية والمهنية"، معرباً عن شكره للناخبين ولرئيس الحكومة والمرجعية والعشائر على إنجاحها.
وشهدت العاصمة بغداد حركة سير طبيعية خلال فترة الانتخابات ولم يُفرض حظر للتجوال للمرة الأولى منذ إقامة أول انتخابات عراقية عام 2005. كما حلّقت المقاتلات العراقية في أجواء غالبية المدن بأمر من قيادة العمليات المشتركة بهدف تأمين مراكز الانتخاب من أي خروقات.