قُتل 14 شخصاً في تفجير بعبوتين ناسفتين استهدف حافلة عسكرية سورية، صباح اليوم الأربعاء، أثناء مرورها عند جسر الرئيس في العاصمة دمشق، على ما أعلنت وسائل إعلام محلية، في حصيلة دموية هي الأعلى منذ سنوات.
وأفادت ريتا كاتز مديرة موقع "سايت" على تويتر إن جماعة تُعرف باسم "سرايا قاسيون" أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
وأفادت وكالة "سانا" الحكومية أن التفجير أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى آخرين، مشيرة إلى أن "وحدات الهندسة فككت عبوة ثالثة كانت مزروعة في المكان الذي وقع فيه التفجير الإرهابي الذي استهدف الحافلة".
ونشرت قناة الإخبارية السورية على حسابها الرسمي على "تليغرام" صوراً لحافلة متفحمة.
وخلال سنوات النزاع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، شهدت دمشق انفجارات ضخمة أسفرت عن عشرات القتلى، وتبنت معظمها تنظيمات متطرفة، بينها تفجير تبناه تنظيم "داعش" في مارس (آذار) 2017، واستهدف القصر العدلي مسفراً عن مقتل أكثر من 30 شخصاً.
وسبقه في الشهر ذاته، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من 70 شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.
ومنذ عام 2019، بات من النادر أن تشهد دمشق انفجارات ضخمة مماثلة، بعدما تمكنت القوات الحكومية منذ عام 2018 من السيطرة على أحياء في العاصمة كانت تحت سيطرة "داعش"، كما على الغوطة الشرقية التي شكلت لسنوات أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، والتي لطالما استهدفتها بالقذائف.
وإن كانت التفجيرات الضخمة تراجعت إلى حد كبير في دمشق، إلا أن العاصمة السورية لا تزال تشهد في فترات متباعدة تفجيرات محدودة بعبوات ناسفة.
وتسبب النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
انفجار في حماة
وفي محافظة حماة وسط البلاد، قتل ستة عناصر من قوات الدفاع الوطني السوري الموالية لدمشق الأربعاء، في انفجار داخل مستودع ذخيرة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم تتضح ملابسات الإنفجار حتى الآن وما إذا كان حادثاً عرضياً أم نجم عن عبوة ناسفة، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً عن إصابة أكثر من سبعة مسلحين بجروح من قوات الدفاع الوطني، التي تُعد من أبرز وأكبر المجموعات المسلحة الموالية لقوات النظام.
قصف على أريحا
وفي مدينة أريحا الخاضعة لسيطرة المعارضة، قال شهود وعمال إنقاذ، إن 11 مدنياً في الأقل قتلوا اليوم الأربعاء في قصف للجيش السوري على مناطق سكنية.
واستهدف القصف مناطق سكنية في المدينة الواقعة في محافظة إدلب، وقال شهود ومسعفون في جيب المعارضة إن من بين القتلى عدداً من التلاميذ.
وتتعرض مناطق واقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى في محافظة إدلب بين الحين والآخر لقصف من قوات النظام السوري، فيما ترد الفصائل باستهداف مواقع سيطرة القوات الحكومية في مناطق محاذية، على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام ونصف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأورد المرصد السوري، أن القصف وقع في أثناء توجه أطفال إلى مدارسهم في سوق مكتظة في المدينة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي. مشيراً إلى أن بين القتلى طفلين. كما أسفر القصف عن إصابة 26 شخصاً في الأقل.
وفي المستشفى الذي نقل إليه الضحايا، شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية شخصاً يصرخ ويبكي إلى جانب جثة طفلة لا تتخطى عشر سنوات. أما في مكان الاستهداف، فقد انهمك البعض في تنظيف الشارع أمام محالهم المتضررة.
ويأتي القصف على الرغم من سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو الداعمة دمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المقاتلة في مارس (آذار) 2020.
وجاء وقف إطلاق النار عقب هجوم واسع شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، وسيطرت خلاله على مناطق واسعة في جنوب إدلب، ودفع نحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم.
وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية. ويقطن تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين.