Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدونون عسكريون: روسيا تقيل قائد قواتها في سوريا

412 قتيلاً منذ بدء هجوم المعارضة في حلب وإدلب والأسد ينشد دعم الحلفاء بمواجهة "الإرهابيين"

ملخص

أعلن الجيش الروسي أنه يساعد الجيش السوري على "صد" فصائل معارضة ضمن ثلاث محافظات شمال البلاد، في إطار دعم موسكو للأسد.

قال مدونون عسكريون روس اليوم الأحد إن موسكو أقالت سيرغي كيسيل الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا، بعد اجتياح مقاتلين من المعارضة مدينة حلب في أكبر تحدٍّ لرئيس النظام السوري بشار الأسد منذ أعوام.

وروسيا من حلفاء الأسد الرئيسين، وأوردت قناة "رايبار" المقربة من وزارة الدفاع الروسية ومدونة "فويني أوسفيدوميتيل" (المخبر العسكري) نبأ إقالة كيسيل البالغ 53 سنة.

وطلبت "رويترز" من وزارة الدفاع الروسية التعليق. وأجرت روسيا عدداً من التغييرات غير المعلنة في صفوف الجيش منذ اندلاع حرب أوكرانيا.

وذكرت تقارير غير مؤكدة أن الكولونيل جنرال ألكسندر تشيكو سيحل محل كيسيل.

وكانت مدونات عسكرية وجهت انتقادات لاذعة لأداء كيسيل الذي كان يقود في السابق "جيش دبابات الحرس الأول الروسي" في منطقة خاركيف بأوكرانيا، حيث صدت القوات الأوكرانية قوات موسكو في هجوم مضاد خاطف شنته كييف في أواخر عام 2022.

 

 

وكتبت مدونة "فويني أوسفيدوميتيل"، "يبدو أنه كان من المفترض أن يكشف عن مواهبه الخفية في سوريا، لكن شيئاً ما أعاق ذلك مرة أخرى".

مساعدة الجيش السوري

وأعلن الجيش الروسي أنه يساعد الجيش السوري على "صد" فصائل معارضة ضمن ثلاث محافظات شمال البلاد، في إطار دعم موسكو للأسد.

وقال الجيش الروسي في بيان مقتضب على موقعه إن "الجيش العربي السوري، بمساعدة من القوات الجوية الروسية، يواصل عمليته الهادفة إلى صد العدوان الإرهابي في محافظات إدلب وحماة وحلب".

مئات القتلى

ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء الماضي على شمال سوريا إلى 412 قتيلاً بينهم 61 مدنياً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد اليوم الأحد أن الهجوم أسفر عن 214 قتيلاً في صفوف الفصائل و137 قتيلاً في صفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، إضافة إلى 61 قتيلاً مدنياً بينهم 17 سقطوا اليوم.

من ناحية أخرى، سيطرت فصائل معارضة موالية لتركيا الأحد على مدينة تل رفعت الإستراتيجية شمال سوريا بعدما كانت في أيدي القوات الكردية، وذلك في هجوم منفصل عن ذلك الذي شنته هيئة تحرير الشام وتمكنت خلاله من السيطرة على مدينة حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

 

وأفاد المرصد أن فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا سيطرت على مدينة تل رفعت القريبة من الحدود التركية، وعلى قرى وبلدات مجاورة لها.

الأسد ودعم الحلفاء

بدوره أكد الرئيس السوري بشار الأسد "أهمية دعم الحلفاء في التصدي للهجمات الإرهابية"، ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها".

والتقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسد في أول لقاء يعقده الرئيس السوري منذ بدء الهجوم الذي تشنه فصائل معارضة شمال البلاد.

معارك جديدة

تخوض فصائل سورية موالية لأنقرة اليوم مواجهات على محورين في محيط مدينة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هجوم منفصل عن ذاك الذي تشنه هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.

وبدأت تلك الفصائل هجوماً مباغتاً الأربعاء الماضي على مناطق سيطرة القوات الحكومية في محافظة حلب وجوارها، وتمكنت من التقدم بسرعة في مدينة حلب والسيطرة على مطارها الدولي إضافة إلى عشرات البلدات والمدن في محافظتي إدلب وحماة، مع "انسحاب قوات النظام" منها تباعاً بحسب المرصد.

 

 

وأفاد المرصد اليوم عن هجوم مواز بدأته فصائل سورية موالية لأنقرة أمس السبت في ريف حلب الشرقي، تمكنت خلاله من السيطرة على بلدتي السفيرة وخناصر الاستراتيجيتين إضافة إلى مطار كويرس العسكري، بعد اشتباكات خاضتها مع قوات النظام أسفرت عن مقتل تسعة من عناصرها في الأقل.

وفي ريف حلب الشمالي، خاضت تلك الفصائل اشتباكات مع المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً، تركزت في المنطقة الصناعية داخل الشيخ نجار.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن هجمات الفصائل الموالية لأنقرة تهدف إلى قطع طريق إمداد القوات الكردية إلى مدينة منبج، الواقعة شمال شرقي محافظة حلب عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.

واستنكرت الإدارة الذاتية الكردية في بيان اليوم "الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية"، معتبرة أن هدفه "تقسيم سوريا". ورأت أن "الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل سوريا".

 

 

وتصنف أنقرة الوحدات الكردية منظمة "إرهابية"، وخاضت ضدها مع فصائل سورية تدعمها سلسلة هجمات منذ عام 2016 أسفرت عن سيطرتها على شريط حدودي واسع.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً متشعب الأطراف، أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

إسرائيل تراقب

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن إسرائيل تراقب التطورات في سوريا من كثب، مضيفاً "نراقب الأحداث في سوريا باستمرار ونحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية والحفاظ على إنجازات الحرب"، وذلك خلال زيارته لمجندين جدد في الجيش في قاعدة وسط إسرائيل.

تحذير أممي

بدوره حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن اليوم من أن القتال الدائر حالياً في هذا البلد "ستترتب عنه عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي".

وجاء في بيان لبيدرسن أن "ما نراه اليوم في سوريا يدل على فشل جماعي في تنفيذ ما كان لازماً منذ أعوام من عملية سياسية حقيقية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2254) الصادر في عام 2015".

وفي مواجهة الأخطار التي يشكلها القتال على المدنيين، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة "الحاجة الملحة إلى أن يحترم الجميع التزاماتهم بموجب القانون الدولي في ما يتعلق بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية"، وتعهد "بممارسة الضغوط لحماية المدنيين وخفض التصعيد"، كما دعا جميع الأطراف السورية والجهات الدولية الفاعلة إلى "الدخول بجدية في مفاوضات جادة وموضوعية لإيجاد مخرج من الصراع، وتجنب إراقة الدماء والتركيز على حل سياسي بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بيدرسن "سأواصل الحوار مع جميع الأطراف وأنا على استعداد للسعي إلى الجمع بين أصحاب المصلحة الدوليين والسوريين في محادثات سلام جديدة شاملة في شأن هذا البلد".

رفض أردني

وعلى النهج نفسه قال الأردن اليوم إن التطورات في سوريا مثيرة للقلق، معلناً رفضه أية محاولة لتهديد أمن واستقرار البلد المجاور.

وفي تعليقات بثها التلفزيون الرسمي قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، داعياً إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع.

وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.

وعزز الجيش السوري انتشاره في محيط مدينة حماة وسط سوريا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد بعد تقدم فصائل معارضة في شمال البلاد وسيطرتها على غالبية أحياء مدينة حلب، في إطار هجوم مباغت تعهد رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ"دحره".

موقف تركي

في السياق قالت مصادر أمنية تركية اليوم إن الجيش الوطني السوري، وهو جماعة معارضة سورية مسلحة مدعومة من تركيا، منع محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرقي سوريا.

وأضافت المصادر أن جماعات مسلحة كردية من بينها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، سعت إلى استغلال انسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المناطق في شمال البلاد كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد لتوسيع مناطق سيطرتها.

والمنطقة التي كانت سيقيم فيها مسلحون أكراد ممراً كانت ستربط مناطق في شمال شرقي سوريا يسيطر عليها الأكراد داخل تل رفعت، وهي منطقة استراتيجية تقع شمال غربي حلب.

 

 

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليوم الأحد إن واشنطن تراقب الوضع في سوريا من كثب، مؤكداً أن الولايات المتحدة ليس لها أي علاقة بالتطورات الحالية.

أضاف شون سافيت في بيان أن واشنطن تحث على وقف التصعيد وحماية المدنيين وجماعات الأقليات في سوريا، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن الأفراد الأميركيين والمواقع العسكرية وحمايتها في المنطقة.

وشدد سافيت على أنه لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام في سوريا، وقال إن رفض نظام الأسد للانخراط في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران خلق الظروف الحالية.

المزيد من الشرق الأوسط