Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشاعر السعودي غسان الخنيزي يفوز بجائزة سركون بولص

"التعبير لا يتأتى الا عند كتابة القصيدة وحلمي أن أكتب ما لم يكتبه الأوائل"

الشاعر  السعودي غسان الخنيزي (موقع الجائزة)

فاز الشاعر السعودي غسان الخنيزي بجائزة سركون بولص للشعر وترجمته لعام 2021. ويعد الخنيزي من أبرز شعراء قصيدة النثر في السعودية منذ الثمانينيات، وينتمي إلى جيل الشعراء الجدد الذي يضم: إبراهيم الحسين وأحمد الملا ومحمد الدميني ومحمد عبيد الحربي وآخرين. وجاء في بيان الجائزة "غسان الخنيزي شاعر مقل، نعرف هذا من أعماله المنشورة شعراً وترجمة، على الأقل، فهو لم ينشر حتى الآن إلا مجموعتين شعريتين في فترتين متباعدتين، وأنجز ترجمات شعرية متفرقة، لكنه لم يصدر إلا مختاراته المترجمة للشاعر الأميركي جون آشبري. هو شاعر القضايا الصغيرة، شاعر تفاصيل العالم الداخلي، جالس على الحافة، يشده الابتهال، وربما أمكننا أن نقول، إن القصيدة بحسبه، هي صلاة، دعاء أو اعتراف، ولكأننا به يتقمص صوتَ بل روحَ الناعي القديم الذي يطوف الأنحاء، لكنه هنا، هو الناعي الهامس، الذي يهجسُ محدثاً نفسه ومشيراً بيديه، متلمساً المعيش بحنو رائع. فهو مثلما يكتب، يلتقط القصائد التي يترجمها وكأنه يصف نفسه، محاولاً أن يجعلنا نسمعَ الأصلَ حينما نقرأ الترجمة، إنه يتحايل على مهمة المترجم لكي يسرب لنا الأصل بلغة عربية واضحة".

ولد غسان الخنيزي في القطيف (شرق السعودية) عام 1960، عاش في العراق منذ 1971 حتى 1974، ثم انتقل إلى أميركا للدراسة منذ عام 1980 حتى 1985. أصدر ديوانين هما: "اوهام صغيرة" (دار الجديد)، و"اختبار الحاسة أو مجمل السرد" (دار مسعى). ومختارات 

شهادة شعرية

في شهادة شعرية قدمها يتحدث عن الفترة الزمنية الطويلة التي تفصل بين المجموعتين، قائلاً: "مياه كثيرة جرت تحت الجسر منذ مجموعة "أوهام صغيرة"، وعندما أعود إليها الآن بكل خبراتي الجديدة، وبما نسيت من الخبرات القديمة، أراها مجموعة تهتم بخطاب يستقوي بالتراث معنى ومبنى، وبلغة تحفر في الموروث أكثر مما تنظر إلى خارجه. هنالك انطباع سطحي وغير عميق ساد لحظتها بأن قصيدة النثر هي دائماً خروج على ما هو تراثي أو أنها متأثرة بالترجمات التي جرت لقصيدة النثر الأجنبية. وأعتقد أن هذا الانطباع مصدره ربما أحادية التفكير لدى من كتب أو قرأ قصيدة النثر وقتها، وأنا واحد منهم". ويضيف "ليس هناك ما هو عفوي في ما أكتب، أحب أن أعتق الأشياء. "أوهام صغيرة" بالاستقبال المفاجئ الذي حظيت به، خلقت لديَّ أوهاماً أخرى، كنت أتصور أنني سأبحث بتأنٍّ، كسول بالتأكيد، عن أسلوبيات جديدة. كنت قد أجلت فكرة النشر، وأحياناً كثيرة الكتابة نفسها، اعتماداً على أن الصمت هو أيضاً كتاب قائم بذاته، وله جدواه، وأنا ممن يحسن النظر إلى نفسه في المرآة، ويقول لمن في الجانب الآخر "يا زينك ساكت"، وقد أرى في ذلك تواضعاً جميلاً أو غروراً فارغاً. صورتان للنفس، داخليتان لا تحتملان الفخر ولا المذمة، وإن كانتا بالنتيجة قيداً بالنسبة إليَّ".

علاقة جمالية

ويقول: "علاقتي بالكتابة الشعرية هي علاقة جمالية بل وأبيقورية إلى حدٍّ كبير؛ مقاربة تُعلي من قيمة المتعة في الأشياء. لست مهتماً في كتابتي بتقصد المعاني والمقاصد الكبرى، هنالك ما يكفي من أصحاب النيات والمهرة ممن ينفخون الحياة فيها كل يوم، ومثلهم من الحانوتيين الذين يقومون بدورهم بدفنها حفظاً على توازن العالم. بالنسبة إليَّ تظل اللغة هي موضوع الكتابة، أقصد الكتابة الشعرية وليس صفحات الإعلانات أو زوايا الرأي. تركيزي على اللغة يعني مواصلة المغامرة الإبداعية في تقديم اللغة عاريةً مما كان يسندها من هيكلية خارجية، أو نَسَقية مُزكاة، أو خطابية عالية، وذلك بحثًا عن الطبقات الأعمق من مجاهل الذات، أو كما يقول جون آشبري أيضًا: أكتب وغايتي التعبير عن معنى لا يتأتى لي في كلمات إلا لحظة كتابته في القصيدة. نحن بهذا نحلم أن نقول ما لم تقله الأوائل. تلك مهمة صعبة وربما فيها شيء كثيرٌ من غفلة الطفولة، وهي مدعاةٌ للإحباط اليومي لمن ينتظر لحظة شعرية كالتي أصفها هنا. أنا في صدد مخاطرة غير محمودة النتائج دائماً، وليست مكاناً آمنًا لطلاب المقاصد الكبرى. ذلك، بالنسبة إليَّ مصدر إلهامها وجمالها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومعروف عن الخنيزي أنه كان طيلة السنوات العشرين الماضية كان يكتب ويدفع قصائده إلى النشر، لكنه سرعان ما يسحبها. وكان عام 2006 قدم مجموعة شعرية لإحدى دور النشر العربية ثم سحبها من المطبعة قبل طباعتها بأيام. لكن صديقه الشاعر أحمد الملا تولى بنفسه دفع المجموعة الأخيرة إلى الشاعر محمد النبهان ليطبعها في دار مسعى.

وكانت الجائزة مُنحت في دورتها الأولى عام 2018 للشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط؛ وإلى الشاعر والمترجم التونسي آدم فتحي في دورتها الثانية 2019؛ وإلى الشاعر المصري عماد أبو صالح في دورتها الثالثة 2020. ويتزامن إعلان الجائزة السنوي مع ذكرى رحيل سركون بولص في 22/10/2007، في استذكار احتفالي لهذا الشاعر والمترجم العراقي الكبير. وتقام حفلة تسليم الجائزة خلال معرض القاهرة الدولي المقبل للكتاب وبالتعاون مع مكتبة تنمية المصرية. وقيمة الجائزة لهذا العام 3000 دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة