يشارك قائد القوات الجوية الإماراتية اللواء ركن طيار إبراهيم العلوي، في المناورة العسكرية الدولية المشتركة المعروفة باسم "العلم الأزرق"، التي انطلقت، أمس الأحد، في قاعدة "عوفدا" الجوية، جنوب إسرائيل، وتستمر حتى الخميس من هذا الأسبوع.
وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها قائد سلاح جو من دولة عربية موجوداً، في حين تتوقع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حضور دول عربية أخرى في الأعوام المقبلة.
تشارك في المناورة الدول السبع: فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا واليونان وبريطانيا والهند وإيطاليا وحوالى 1500 جندي، إلى جانب ست طائرات حربية من كل دولة وطائرات حربية إسرائيلية.
ويشارك العلوي كضيف مراقب إلى جانب ممثلين من رومانيا وفنلندا وكوريا الجنوبية وأستراليا واليابان وهولندا وكرواتيا. واستقبله في القاعدة العسكرية "بلماحيم"، قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين.
كما حضر العلوي لقاء ضم 11 دولة تستخدم طائرات "أف- 35"، لمناقشة استعمالها.
وخلال استقباله، تحدث نوركين عن الوضع الأمني في المنطقة، قائلاً إن الشرق الأوسط ساحة قتال معقدة تتغير في كل وقت، مضيفاً "التحديات التي نواجهها آخذة بالتعاظم، وهو أمر يستدعي منا أن نبقى متقدمين خطوة واحدة عن عدونا".
وبحسب نوركين، فإن "إسرائيل معرضة لتهديدات من مختلف الجبهات، بدءاً من قطاع غزة عبر سوريا ولبنان وحتى إيران".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى أن مناورة "العلم الأزرق" تتيح لجنود سلاح الجو الإسرائيليين كسب خبرة جنود الدول الأخرى والاستعداد لسيناريوهات متوقعة.
وفي حين تحدث الإسرائيليون عن أن المناورة لهذا العام تتناول مختلف الاحتمالات، خصوصاً من قبل إيران، اعتبر رئيس العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي أمير لازار، في مؤتمر صحافي، أنها تطال الجبهات كافة وليس إيران تحديداً، "على الرغم من أن طهران ما زالت تشكل التهديد الاستراتيجي الأول لإسرائيل، إلى جانب جهودها في بناء أسطول من الطائرات من دون طيار".
ووصف لازار زيارة العلوي بـ"المهمة للغاية"، مشيراً إلى أن اتفاقيات إبراهيم "فتحت المجال لمجموعة متنوعة من الفرص".
العلم الأزرق
تعتبر مناورة "العلم الأزرق" الأكبر في إسرائيل من حيث المشاركة الدولية. وبحسب الجيش، فإن الهدف منها هو "تعزيز التعاون الاستراتيجي والدولي، واكتساب الخبرات عبر آلية دمج استخدام طائرات الجيل الخامس والرابع، بخاصة في مواجهة سيناريوهات معقدة وعدد من التهديدات، إلى جانب التدريب على طلعات جوية تكتيكية مشتركة واستخدام تكنولوجيا متطورة".
وتشمل المناورة التدريب على سيناريوهات معارك جو- جو وأرض- جو والتعامل مع تهديد صواريخ أرض- جو متقدمة وسيناريوهات قتالية في عمق ساحة الحرب، إلى جانب مواجهة الطائرات المسيّرة.
الاستعداد لضربة على إيران
خلال تطرق مسؤولين عسكريين للمناورة، تحدث بعضهم عن استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال توجيه ضربة ضد إيران. وبحسب أحدهم، فإن "الطلعات الاستخبارية التي يجريها سلاح الجو كشفت ارتفاعاً في الرغبة لدى سوريا وإيران بتوجيه ضربات ضد الطائرات الإسرائيلية عبر الاستخدام المكثف للصواريخ المضادة للطائرات".
مسؤول عسكري آخر كشف أن إسرائيل بدأت إجراء تغييرات في خطط تدريباتها ضمن الاستعداد لضربة ضد إيران "وهذه التغييرات لم تدخل إلى تدريبات الجيش منذ عام 2016".
ووفق ما ذكر، يقف على رأس أولويات الخطة التي يعدّها الجيش ضد طهران، توجيه ضربات مكثفة للمنشآت النووية الإيرانية.
وضمن الاستعداد لهذه الضربة، ذكر مسؤول عسكري أنه تم شراء معدات لتنفيذ الهدف وتعزيز الاستخبارات العسكرية حول هذه المنشآت وتحسين منظومات الدفاع الجوي. وقُدّمت الخطة العسكرية إلى رئيس الأركان أفيف كوخافي، والموازنة التي تحتاجها بانتظار المصادقة عليها.
وصرح مسؤول أمني أنه في أعقاب لقاء رئيس الحكومة نفتالي بينيت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن تل أبيب تصر على الحفاظ على مصالحها في الجبهة الشمالية وتنفيذ العمليات التي تراها مناسبة مع ضمان الحفاظ على أمن الجنود الروس الموجودين في سوريا.
وبحسب تقرير أمني إسرائيلي نشر الاثنين، تعمل إيران على إنشاء ترسانة صواريخ أرض- جو في سوريا ولبنان والعراق ومناطق أخرى، في محاولة لإحباط الهجمات الإسرائيلية وإسقاط طائرات سلاح الجو.
وبحسب التقرير، تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من وصول المنظومات الدفاعية التي تستخدمها طهران إلى الأذرع العسكرية التابعة لها في المنطقة كالحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان وغيرهما.