وجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحذيراً سوداوياً إلى المجتمع الدولي، منبهاً إلى أنه ما لم يتم وضع حد للتغير المناخي الجامح، فإن الحضارة الإنسانية يمكن أن تنهار، "كما سقطت الإمبراطورية الرومانية" في السابق.
ورأى جونسون الذي كان في طريقه إلى المشاركة في قمة "مجموعة العشرين" G20 في روما، أن العالم يمكن أن "يتقهقر" - كما حصل بعد سقوط إمبراطوريته الشهيرة - ما لم يتم التوصل إلى اتفاق على كبح جماح حال الطوارئ المناخية، خلال "القمة الـ26 للتغير المناخي" Cop26.
وأضاف رئيس وزراء المملكة المتحدة: "يمكن للإنسانية والحضارة والمجتمعات أن تعود القهقرى، كما يمكنها أن تتقدم إلى الأمام، لكن عندما تبدأ في ارتكاب الأخطاء، فيمكن أن تمضي في الوقوع فيها بسرعة غير عادية. لقد رأيتم ذلك مع سقوط الإمبراطورية الرومانية وانهيارها".
وقال جونسون: "لقد بات واضحاً اليوم أنه ما لم نعالج أزمة تغير المناخ بشكل صحيح، فقد نرى حضارتنا وعالمنا يتراجعان أيضاً".
وأضاف في معرض إشارته إلى النقص في الغذاء والمياه والصراع الناجم عن تغير المناخ في العالم: "قد نورث أجيال المستقبل [ظروف] حياة أصعب بكثير من حياتنا. ومن غير شك على الإطلاق، علينا مواجهة هذا الواقع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا أشار رئيس الوزراء البريطاني مرةً أخرى إلى مثال نهاية الحضارة الرومانية، قال إن "الناس فقدوا القدرة على القراءة والكتابة، كما القدرة على الرسم على نحو صحيح. لم يعودوا يلمون بأسلوب العمارة التي كان يجيده الرومان".
وقارن جونسون الوضع الراهن بمباراة كرة قدم، قائلاً: "لو كنا في منتصف المباراة بعد انتهاء الشوط الأول، لكنت سأقول إننا متأخرون بنتيجة 5-1. صحيح أن الطريق أمامنا طويلة، لكن يمكننا اجتيازها".
وقبيل الاجتماع مع الزعماء الآخرين في "مجموعة العشرين" لحضهم على ترسيخ التزاماتهم بخفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، استعار جونسون مرةً ثانية تشبيهاً من لعبة كرة القدم ليؤكد أن الوقت قد حان للتحرك الجدي. وقال للصحافيين: "علينا الآن بصق قطع البرتقال من فمنا، والعودة إلى أرض الملعب".
وفي اعتراف من جونسون بالتحول الجذري الذي حدث معه - بعد مهنة صحافية كان يسخر خلالها من مسألة تغير المناخ - مستعيراً من الإنجيل حادثة "الطريق إلى دمشق" [عندما اعتنق القديس بولس المسيحية بعد أن كان يضطهد الذين اعتنقوها]، أوضح أن اللحظة الحاسمة كي يقتنع (بخطورة الوضع البيئي) لم تأتِ إلا بعد أن أصبح رئيساً للوزراء.
وأشار إلى أنه اطلع على الموضوع من علماء تابعين للحكومة، فور وصوله إلى "داونينغ ستريت" في عام 2019 لممارسة مهامه رئيساً للوزراء. وقال: "لقد طلبت منهم إيضاح المشكلة من جميع جوانبها، وإذا نظرتم إلى الارتفاع العمودي للخطوط على الرسم البياني لدرجات الحرارة، والتغير المناخي الذي يتسبب به البشر، فإن من الصعب جداً مقارعة تلك الحقائق. لقد كانت تلك لحظةً مهمة للغاية بالنسبة إليّ. ولهذا السبب أقول ما أقوله".
وعندما سئل جونسون أخيراً عما إذا كان يتناول كميات أقل من اللحوم كوسيلة لخفض بصمته الكربونية، أجاب: "أنا أتناول كميات أقل من كل شيئ وهذا [المنوال] قد يكون أكثر ملاءمة للبيئة".
© The Independent