نقلت صحيفة "بوليتيكو"، الأربعاء، 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه، أنه تم تحديد موعد مبدئي لقمة عبر الإنترنت بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، مساء الإثنين المقبل.
بيان مشترك
وأفاد بيان مشترك صدر، الأربعاء، 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، في قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو بأن الصين والولايات المتحدة ستعلنان أهدافهما لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لعام 2035 قبلها بـ10 سنوات، وقال البيان، إن البلدين يخططان أيضاً لتحسين قياس انبعاثات "الميثان" قبل القمة المناخية المقبلة "كوب 27" بمنتجع شرم الشيخ في مصر، ويتعهد البلدان بحسب نص الاتفاق المنشور على الإنترنت، بالعمل ضمن "كوب26" من أجل "تسوية طموحة ومتوازنة وجامعة في مسألة الحد (من الانبعاثات) والتكيف والدعم" المالي، وتعهدا بصورة عامة بـ"اتخاذ تدابير معززة لتحقيق الطموحات خلال سنوات 2020" مؤكدين تمسكهما بأهداف اتفاق باريس على صعيد الاحتباس الحراري.
"تعزيز التحرك حيال المناخ"
وقد وضعت الصين والولايات المتحدة "إعلاناً مشتركاً حول تعزيز التحرك حيال المناخ"، وفق ما أعلن الموفد الصيني من أجل المناخ شي شينهوا في غلاسكو في اسكتلندا حيث ينعقد مؤتمر "كوب 26"، وقال المسؤول الصيني للصحافيين خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ، "يقر الطرفان بالفارق القائم بين الجهود الحالية وأهداف اتفاق باريس، وبالتالي سنعمل معاً على تعزيز التحرك حيال المناخ"، وشدد على أن الاتفاق "يثبت أن التعاون هو السبيل الوحيد للصين والولايات المتحدة"، في وقت انعكس التوتر بين البلدين، أخيراً، على ملف المناخ.
وقال الموفد الصيني "على الصين والولايات المتحدة بصفتهما القوتان الكبريان في العالم، أن تتحملا مسؤولية العمل معاً ومع الأطراف الآخرين لمكافحة التغير المناخي".
والصين هي الدولة الأولى من حيث انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر إلى غلاسكو بمناسبة انعقاد المؤتمر، الأسبوع الماضي، اعتبر أن غياب نظيره الصيني شي جينبينغ عن "كوب 26" "خطأ كبير".
رسالة دعم لنجاح قمة المناخ
وقال المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري، بدوره، إن الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والصين بشأن العمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يمثل بيان دعم لنجاح قمة الأمم المتحدة للمناخ، وذلك بعدما اتفق الطرفان على اتخاذ خطوات نحو سد فجوة الانبعاثات.
وقال كيري في مؤتمر صحافي، "أظهرنا معاً دعمنا لنجاح قمة كوب 26، بما يشمل بعض البنود المحددة التي من شأنها تعزيز الطموحات، لكن اسمحوا لي أن أوضح أن هذا الإعلان هو خطوة يمكننا البناء عليها من أجل سد الفجوة، كل خطوة مهمة الآن ونحن أمامنا طريق طويل"، وأضاف، "لذلك يجب علينا التحرك بشكل أسرع وخفض انبعاثات الميثان أيضاً بشكل أسرع، وعلينا الاستمرار في رفع سقف الطموحات، والأهم من ذلك كله، علينا اتخاذ إجراءات من أجل الحفاظ على هدف (الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض) عند 1.5 درجة مئوية".
"خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"
وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الاتفاق الصيني - الأميركي من أجل المناخ معتبراً أنه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"، وكتب غوتيريش على "تويتر"، "أرحب بالاتفاق بين الصين والولايات المتحدة على العمل معاً لاتخاذ تدابير أكثر طموحاً من أجل المناخ خلال هذا العقد"، مشيراً إلى أن معالجة "أزمة المناخ تتطلب تعاوناً وتضامناً دوليين".
"دفع قوي"
وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن قمة الأمم المتحدة حول المناخ حققت تقدماً نحو إبطاء وتيرة التغير المناخي، لكنه أشار إلى أن التوصل لاتفاق يحتاج إلى "دفع قوي"، وقال جونسون في مؤتمر صحافي أثناء مؤتمر الأطراف "كوب 26" المنعقد في غلاسكو والذي تختتم أعماله، الجمعة، "لقد حققنا تقدماً"، إلا أنه شدد على أن التوصل إلى اتفاق بشان المناخ يتطلب "دفعاً قوياً"، وتابع جونسون، "أمامنا بضعة أيام ولا يزال هناك عمل كثير يجب القيام به".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل أقل من يومين على موعد اختتام المؤتمر، سأل جونسون نظراءه من قادة دول العالم "هل ستساعدوننا على التوصل لذلك، هل ستساعدوننا على اغتنام هذه الفرصة أم هل ستعيقوننا؟"، وقال جونسون، "من المحبط للغاية رؤية بلاد تغنت علناً" بتوقيعها اتفاق باريس، تتجه إلى "الفشل"، في إشارة إلى اتفاق المناخ الرامي إلى حصر الاحترار العالمي "بما دون" درجتين مئويتين وإذا أمكن بـ1.5 درجة مئوية.
إنجاز الكثير
ورحب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانس بالاتفاق معلناً، "بمعزل عن مؤتمر كوب، هذا مهم للعالم أجمع"، وتابع، "إن كانت الولايات المتحدة والصين، مع كل الصعوبات التي تواجهانها في مسائل أخرى، تبعثان رسالة مفادها بأن هذه المسألة تتخطى المسائل الأخرى، أنها تتعلق باستمرارية البشرية، فهذا يساعد الأسرة الدولية بشكل كبير على الإقرار بأن علينا التحرك الآن"، لكنه أشار إلى أنه ينبغي "إنجاز كثير من العمل" من أجل التوصل إلى اتفاق خلال قمة "كوب26".