Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا ترسل قوات إلى حدود بولندا مع تفاقم أزمة المهاجرين

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات "ستقدم دعماً هندسياً"

أرسلت بريطانيا قوات إلى بولندا للمساعدة في تأمين حدود شريكتها هذه في حلف الناتو مع بيلاروس، فيما تفاقمت أزمة المهاجرين التي تهدد بجر قوى إقليمية ودولية رئيسة إليها، وبقي آلاف الناس عالقين على حدود الدولة الأوروبية الشرقية في طقس جليدي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم الجمعة إنها قد نشرت "فريقاً صغيراً من القوات المسلحة" في بولندا "لمعالجة الوضع المستمر على حدود بيلاروس".

وأضافت الوزارة أن "لدى المملكة المتحدة وبولندا تاريخاً طويلاً من الصداقة وهما حليفان في الناتو". وتابعت "نُشر فريق صغير من الأفراد في أعقاب اتفاق مع الحكومة البولندية لاستكشاف كيف يمكننا تقديم الدعم الهندسي لمعالجة الوضع الحالي على حدود بيلاروس".

ويُعتقد أن القوة تتألف من عشرة جنود فقط.

وكتب ماريوس بلاشتشاك، وزير الدفاع البولندي، على "تويتر" موضحاً أن القوات البريطانية ستساعد على "تعزيز السياج" الذي أقيم على الحدود.

 وبعد ساعة من إصدار بريطانيا هذا الإعلان، جاء تأكيد سلاح الجو الملكي أن طائرات مقاتلة سارعت بالإقلاع فوراً يوم الجمعة في 12 نوفمبر رداً على اقتراب طائرتين عسكريتين من روسيا، وهي حليفة بيلاروس، من "منطقة نفوذ المملكة".

وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن عدداً غير محدد من طائرات "تايفون" من قاعدتي سلاح الجوي الملكي في لوسيماوث في اسكتلندا وفي كونينغسبي في مقاطعة لينكولنشاير، دعمتهما طائرة فوييجر للتزود بالوقود من قاعدة سلاح الجو الملكي في بريز نورتون، قد اعترضت طائرتين روسيتين قاذفتين استراتيجيتين من طراز تي يو -160 بلاك جاك.

وأشار مسؤولون إلى أن المقاتلات قد رافقت الطائرتين الروسيتين بعيداً من منطقة نفوذ بريطانيا، موضحين أن هاتين القاذفتين لم تدخلا المجال الجوي للمملكة المتحدة.

وأتت تطورات الجمعة في يوم آخر شهد توترات متفاقمة، مع تعاظم المخاوف الإنسانية والدبلوماسية.

 

وقد اتُهمت بيلاروس من قبل جيرانها باستغلال أزمة المهاجرين كسلاح سياسي، كما حذرّت بولندا من أن الأحداث قد تتحول إلى صراع عسكري. كما اتهمت روسيا بتدبير الأحداث على الحدود، وهو ادعاء نفاه الكرملين. ودعت ألمانيا روسيا إلى المساعدة على وضع حد للأزمة.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن مظليين روساً وبيلاروساً قد أجروا تدريبات مشتركة بعد يومين من قيام الطائرات الروسية بدوريات في المجال الجوي البيلاروسي.

ومن جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إنه يدرس فرض عقوبات جديدة ضد ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروس، ونظامه بدءاً من الأسبوع المقبل. أما حلف الناتو فقد أعلن أنه سيبقى متيقظاً [على أهبة الاستعداد].

وردّ البيت الابيض أيضاً بشكل ينمّ عن القلق جرّاء التوترات المتنامية. وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة كانت "قلقة للغاية" بشأن الأحداث التي تجري على الحدود.

في هذه الأثناء، ذكرت أوكرانيا أنها سترسل 8500 جندي لحفظ الأمن على حدودها الجنوبية مع بيلاروس. وتدور الأحداث على حدود بولندا - بيلاروس في ظل المخاوف المستمرة من أن الصراع العسكري المستمر بين كييف وموسكو قد يتفاقم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت تركيا أيضاً أنها ستمنع السوريين والعراقيين واليمنيين من السفر إلى مينسك على متن شركات طيران تركية أو بيلاروسية، وذلك بعد إجراء مفاوضات بين وارسو وأنقرة، وكلاهما من الدول الأعضاء في حلف الناتو.

وأعلنت هيئة الطيران المدني التركية في رسالة وجهتها عبر "تويتر" أنه "نظراً إلى مشكلة عبور الحدود بشكل غير قانوني بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس، تقرر عدم السماح لمواطني العراق وسوريا واليمن الراغبين بالسفر إلى بيلاروس من مطارات تركية بشراء التذاكر و]الصعود إلى الطائرة[ حتى إشعار آخر".

وردّ شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، قائلاً "شكراً للسلطات التركية [وهيئة الطيران المدني التركية] على دعمكم وتعاونكم".

 وكان دور تركيا في أزمة بيلاروس موضوع نقاش في الأوساط الدبلوماسية والانسانية. واتهم سياسيون ومثقفون أوروبيون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه متواطئ مع لوكاشينكو ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتقويض الاتحاد الأوروبي.

وكان ماتيوش مورافيتسكي، رئيس الوزراء البولندي، قد اتهم في وقت سابق من هذا الأسبوع تركيا بالسماح للمهاجرين بدخول بلاده، وهو إدعاء نفت تركيا صحته.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان منع الناس من السفر جواً إلى مينسك من شأنه أن ينهي الأزمة. ولفت مراقبون إلى أن تذاكر الرحلات الجوية من إسطنبول إلى موسكو كانت تباع بسرعة مع دخول هذا الحظر حيز التنفيذ، ما يوحي أن بوسع المهاجرين الذين عقدوا العزم على تحقيق هدفهم أن يتحايلوا على قرار المنع، من خلال الوصول إلى بيلاروس عبر روسيا.

ويوجه دفة كل من بولندا وتركيا زعيم شعبوي يميني على خلاف مع الاتحاد الأوروبي حول قضايا الشفافية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وفي وقت سابق من العام الحالي، أبرمت أنقرة صفقة لبيع طائرات مسيّرة متقدمة إلى وارسو.

وكتب مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، في صحيفة "دزينيك غازيتا بروانا" اليومية البولندية الشهر الماضي يقول إن "الإرادة الحازمة لتطوير علاقاتنا بشكل أكبر، وروابط تحالفنا القوية، والقيم المشتركة التي تجمعنا، هي ركائز شراكتنا الاستراتيجية".

وتدهور الوضع بصورة سريعة، منذ أدخلت الشرطة البيلاروسية ما يقرب من 2000 شخص إلى منطقة الحدود مع بولندا في بداية هذا الأسبوع، ما أدى إلى اجتذاب قوى إقليمية أكبر [إلى النزاع].

ويوم الجمعة ثبت أن لاجئةً مراهقة قد لقيت حتفها على الحدود. وأكدت الشرطة البولندية وفاة الفتاة البالغة من العمر 14 سنة.

في هذا السياق توفي ما لا يقل عن 8 أشخاص على الحدود، وذلك على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية تدعي أن عدد الضحايا قد يكون أكبر من ذلك بكثير. وقد هبطت درجة الحرارة هناك إلى حوالى 3 درجات سلزوس تحت الصفر خلال الليل.

يُذكر أن غالبية المهاجرين الذين تجمعوا على الحدود هم من الأكراد، الذين تم استدراجهم إلى بيلاروس في إطار أحدث محاولة قام بها لوكاشينكو لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي بخصوص عقوباته. وقد فرضت الكتلة الأوروبية الإجراءات العقابية في أعقاب حملة القمع التي شنها الرئيس البيلاروسي ضد احتجاجات المعارضة في أغسطس (آب) 2020، بعد انتخابات كانت محل خلاف، ويُعتقد على نطاق واسع أن لوكاشينكو قد خسرها.

وتفيد التقديرات بأن 2000 شخص يطلبون اللجوء حالياً إلى الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يصل المزيد منهم إلى الحدود البولندية في الأيام المقبلة. وهناك الكثيرون ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات بين المهاجرين.

من ناحيته، قال مايكل ميكولاجيتشيك، وهو من منظمة الصليب الأحمر البولندي، لصحيفة "اندبندنت" نطلب من جميع الأطراف وضع حدٍّ لهذا الوضع ]على الحدود[ والحرص على عدم حدوث ذلك مرة أخرى".

© The Independent

المزيد من دوليات