خلال وقت الغداء يوم الأربعاء 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، حضرت كلير إيسون وزوجها آلن إلى بوابة المغادرة في مطار مانشستر ليستقلا رحلتهما الجوية مع "إيزي جت" إلى بافوس في قبرص.
وسلم الزوجان القاطنان في "هويلايك" في مقاطعة "ويرال" في شمال بريطانيا، حقائبهما وخضعا للفحص الأمني. لكن، أثناء استعدادهما للصعود إلى الطائرة، أفاد موظفون أرضيون في "إيزي جت" أن السيدة إيسون لا تستطيع السفر، زاعمين أن جوازها غير صالح للسفر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قبرص.
لقد كانت أوراقهما كلها سليمة قبيل رحلتهما التي يبلغ طولها ألفين و123 ميلاً (ثلاثة آلاف و417 كيلومتراً)، بما في ذلك وثيقة سفر قبرصية مستكملة وفق القواعد التي تفرضها الجزيرة في مواجهة كورونا.
وكذلك لبّى جواز السيدة إيسون الشرطين المفروضين من الاتحاد الأوروبي في شأن "البلدان الثالثة"، إذ أصبحت المملكة المتحدة مندرجة ضمن تلك الفئة [بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي] بسبب بريكست.
إذ صدر جواز السيدة إيسون في 12 يناير (كانون الثاني) 2012، وتنتهي صلاحيته في 12 يونيو (حزيران) 2022، ما يعني أنه صادر خلال السنوات الـ10 الماضية، ويصلح لأكثر من ثلاثة أشهر بعد العطلة التي اعتزم الزوجان تمضيتها.
في المقابل، قرر موظفو "إيزي جت" عند البوابة أنها لا تستطيع السفر.
وفي تصريح إلى "اندبندنت"، ذكر ابن السيدة إيسون، "مُنِعت أمي من الصعود إلى الطائرة وقِيل لها إنهم (الموظفون) لديهم تجربة مع زبائن أُعِيدوا مباشرة من مطار "بافوس". وكذلك أفادت موظفة أنها منعت قبلاً أناس كثيرون عند البوابة".
وطلب الزوجان أن يجربا حظهما في مطار "بافوس"، لكنهما مُنِعا من الصعود إلى الطائرة.
وفي اتصال هاتفي بعد مغادرة الرحلة، عرضت "إيزي جت" إعادة ثلاثة أرباع تكلفة الرحلة البالغة 360 جنيهاً استرلينياً (483.50 دولار أميركي)، على هيئة قسيمة.
ووفق ديفيد إيسون، "ألمح والدي إلى أنه سيصعّد الشكوى، لكنه أُبلِغ في الاتصال الهاتفي بأن المسؤولية الكاملة عن امتلاك جواز سفر صالح، تعود إلى حامله ما يعني ألا علاقة لشركة الطيران بالأمر".
ووفق القواعد الأوروبية في شأن حقوق المسافرين الجويين التي استمر تطبيقها بعد بريكست، يتوجب على شركة الطيران أن تدفع للزوجين كليهما 350 جنيهاً استرلينياً نقداً كتعويض إلى جانب إعادة أجور الرحلات الجوية كاملة بسبب منعهما من ركوب الطائرة.
ويُعتقَد بأن آلاف المسافرين مُنِعوا خطأً من الصعود إلى رحلات جوية متجهة إلى الاتحاد الأوروبي، منذ انتهاء حظر المملكة المتحدة على السفر الجوي يوم 17 مايو (أيار) 2021.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطراداً، لقد ذكّرت "اندبندنت" شركات الطيران تكراراً بالقواعد الأوروبية. ولا تزال الحكومة البريطانية تسيء التعبير عن القواعد، فتنصح المسافرين عبر نص يرد فيه، "يوم سفركم، [يجب] أن يكون جواز سفركم صالحاً لستة أشهر على الأقل".
وتنص النصيحة الرسمية على وجوب "أن يكون جواز سفركم أيضاً صادراً قبل أقل من 10 سنوات في اليوم الذي تغادرون فيه. وإذا جددتم جواز سفركم الحالي قبل انتهاء العمل بالسابق، ربما أُضِيفت أشهر إضافية إلى تاريخ انتهاء الصلاحية. وقد لا تُحتسَب أي أشهر إضافية على جواز سفركم تفوق الـ10 سنوات من ضمن المهلة الدنيا اللازمة".
وبحسب ناطق باسم الحكومة البريطانية، "نصحتنا المفوضية الأوروبية بوضوح، بما في ذلك في مراسلة وصلت [في 10 نوفمبر 2021]، أن الشروط المتعلقة بكون جواز السفر صادراً قبل أقل من 10 سنوات وصالحاً لثلاثة أشهر بعد العودة، تمثّل شروطاً تراكمية. ونشارك المفوضية في السعي إلى مزيد من التوضيح، وإذا لم تعد الحال كما كانت عليه، سنُحَدِّث نصيحتنا مع مرور الوقت".
في المقابل، أكد ناطق باسم المفوضية الأوروبية، أنه "لا ينطبق شرط صدور جواز السفر خلال السنوات الـ10 السابقة على مدة الزيارة المقررة. تكفي تلبية هذا الشرط لحظة الدخول. وفي مثل عملي، سيُسمَح بالدخول لمسافر من خارج الاتحاد الأوروبي، يصل في 1 ديسمبر (كانون الأول) 2021 لتمضية 20 يوماً في الاتحاد الأوروبي بجواز سفر صادر في 2 ديسمبر 2011 وصالح حتى 2 أبريل (نيسان) 2022".
بالتالي، إن النصيحة التي تقدمها "إيزي جت" عبر الإنترنت خاطئة أيضاً، إذ تفيد بأن حاملي جوازات السفر البريطانية المسافرين إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن تكون لديهم مهلة باقية تساوي ستة أشهر. وتقدم "ريان اير" تأكيداً مماثلاً، فتصر على أن يُعَلِّم المسافرون مربعاً يؤكد أن جواز سفرهم لا يزال صالحاً ستة أشهر على الأقل.
وفي السياق نفسه، أشار ناطق باسم "إيزي جت" إلى أن شركة الطيران تعمل وفق نصيحة من "المكتب الملكي لجوازات السفر"، معتبراً أنه "في حين أن المسألة التي نشهدها ليست مهمة، لكن يؤسفنا أن الزوجين لم يتمكنا من السفر هذه المرة. إذ ينص موقف "المكتب الملكي لجوازات السفر" في المملكة المتحدة على أن أي أشهر تُضَاف إلى فترة السنوات الـ10، بالنسبة إلى الذين جددوا جوازات سفرهم باكراً، قد لا تُحتسَب ضمن الفترة الدنيا المطلوبة، بالتالي، فقد توجب على وكيلنا عند البوابة أن يتبع هذه النصيحة".
وأضاف، "لقد أبلغنا "المكتب الملكي لجوازات السفر" الأسبوع الماضي أنه سيغير توجيهاتها، إذ تبلغ توجيهات محدثة من المفوضية الأوروبية حول صلاحية جوازات السفر، تسمح باحتساب الأشهر الإضافية. وننتظر تلقي التفاصيل الرسمية في شأن ذلك التغيير كي نتمكن من التوافق مع الموقف الجديد لـ"المكتب الملكي لجوازات السفر" الذي يعبّر عن توجيهات المفوضية الأوروبية".
© The Independent