على وقع ضربات القوات اليمنية المشتركة وغارات التحالف العربي الداعم للشرعية، تتسارع الانهيارات الميدانية في صفوف الميليشيات الحوثية في ثاني أيام العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات المشتركة في السواحل الغربية، خارج المناطق المحكومة باتفاق "ستوكهولم"، بعد أن نجحت في إحراز تقدم جديد والتمدد باتجاه محافظتي إب وتعز المحاذيتين من الجهة الغربية.
وفيما يتوقع مراقبون استراتيجيون حدوث مزيد من الانهيارات المتسارعة في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران، نظراً لتشتت قواها بعد أن رمت بكل ثقلها العسكري في جبهات مأرب، تواصل القوات المشتركة تقدمها لليوم الثاني على التوالي بعملية عسكرية واسعة ضمن إعادة التموضع والانتشار وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين.
تقدم إضافي
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن العملية العسكرية المتواصلة تكللت ساعات النهار أمس بتحرير عدة قرى متفرقة إضافية جنوب غربي وشمال شرقي مدينة حيس، بالتزامن مع سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عدة وتعزيزات للحوثيين كبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وأوضح أن وحدات نوعية خاضت مواجهات بمختلف الأسلحة ساعات الصباح الأولى وحتى الظهيرة تكللت بتحرير منطقتي القضيبة وعلي محسن جنوب غربي مدينة حيس.
وبالتزامن خاضت وحدات أخرى مواجهات شمال وشمال شرقي المدينة انتهت بتحرير وتأمين مثلث العدين، وتباب مهمة ظلت الميليشيات تستخدمها في قصف منازل المواطنين في مركز المديرية ذات الكثافة السكانية، وفقاً لذات المصدر، مؤكداً وقوع قتلى وجرحى وأكثر من 12 أسيراً من مقاتلي الميليشيات.
في غضون ذلك، أعلن التحالف في وقت مبكر اليوم الإثنين، رصد مؤشرات خطر وشيك يهدد الملاحة والتجارة العالمية بجنوب البحر الأحمر، وأنه لاحظ تحركات ونشاطاً عدائياً لجماعة الحوثي باستخدام زوارق مفخخة، وقال إنه يتخذ إجراءات لتحييد التهديد البحري وضمان حرية الملاحة.
هجوم لا يتوقف
من جهة أخرى، نقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن المتحدث باسم الألوية مأمون المهجمي قوله "إن القوات المشتركة شنت هجوماً واسعاً من محاور عدة، وتمكنت من تطهير مناطق استراتيجية والسيطرة عليها، وهي مصنع الطوب ووادي ظمي وسوق ظمي ووادي عرفان ووجبل الغازية الاستراتيجي وصولاً إلى جبل البراشا المطل على منطقة ظمي."
جاء ذلك بعد يوم من سيطرة القوات على مواقع جبل عمر ومنطقة المحجر شمال النجيبة الرابطة بين محافظة تعز ومديرية حيس، حيث خاضت القوات المشتركة معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي في هجوم شامل لم يتوقف استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وتدمير عربات وأسلحة ثقيلة تابعة لهم وسط انهيارات في صفوفها.
وبحسب الإعلام العسكري تمركزت القوات المشتركة في المناطق التي حررتها وشرعت في فتح الطرقات الرابطة بين محافظة تعز والحديدة، وتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات.
وفي وقت سابق أمس، أعلن التحالف العربي تنفيذه 13 عملية استهداف في الساحل الغربي باليمن لـ "دعم قوات الساحل (في إشارة إلى القوات المشتركة) وحماية المدنيين"، مؤكداً "دعم عمليات القوات اليمنية بالساحل الغربي خارج مناطق اتفاق ستوكهولم (توصلت إليه الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي أواخر 2018)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي المستجدات الميدانية غداة إعلان القوات المشتركة، إطلاق عملية عسكرية واسعة ضمن إعادة التموضع والانتشار في جبهات الساحل الغربي، وأحرزت تقدماً ميدانياً واسعاً، وأحكمت سيطرتها على مناطق استراتيجية شمال شرقي المدينة على الحدود الإدارية لمحافظتي إب وتعز، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الحوثية.
وتتكون القوات اليمنية المشتركة من ثلاثة تشكيلات رئيسة، تتفرع عنها مجموعة من الألوية القتالية المدربة، وهي قوات العمالقة والألوية التهامية وقوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية)، إذ أعادت تموضعها أخيراً في مدينة الحديدة جنوباً بمحاذاة الشريط الساحلي على مسافة تقدر بنحو 90 كيلومتراً.
"تموضع" ضمن خطة عسكرية
وعقب جدل محتدم، أوضح تحالف دعم الشرعية قرار إعادة تموضع القوات المشتركة في السواحل الغربية التي انسحبت من المناطق المشمولة باتفاق ستوكهولم.
وقال التحالف إن إعادة انتشار وتموضع القوات العسكرية للتحالف والقوات اليمنية التابعة للحكومة اليمنية بمنطقة العمليات، جاءت ضمن خطط عسكرية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، تتواءم مع الاستراتيجية العسكرية لدعم الحكومة اليمنية في معركتها الوطنية على الجبهات كافة.
المتحدث باسم التحالف العميد ركن تركي المالكي أكد أن القوات المشتركة بالساحل الغربي نفذت إعادة انتشار وتموضع لقواتها العسكرية بتوجيهات من قيادة القوات المشتركة للتحالف، واتسمت عملية إعادة التموضع بالانضباطية والمرونة، بحسب ما هو مخطط له وبما يتماشى مع الخطط المستقبلية لقوات التحالف.
الشرعية تتقدم في مأرب
في غضون ذلك، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من استعادة مواقع استراتيجية عدة في محافظة مأرب الاستراتيجية شرق البلاد من تحت سيطرة الحوثيين جنوب المحافظة.
وقال موقع "سبتمبرنت" المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة مسنودة بمقاتلات التحالف، "شنت هجمات واسعة على مواقع عدة للميليشيات الحوثية في جبهة ذنة، تمكنت خلالها من دحر الميليشيات من عدد من المواقع وقتل وجرح وأسر العشرات من عناصرها"،
وأفاد بأن قوات الجيش والمقاومة تمكنت "عقب هجوم عكسي نفذته في جبهة أم ريش، من تحرير العديد من المواقع وتكبيد الميليشيات الحوثية خسائر بشرية ومادية كبيرة".
ومنذ فبراير (شباط) الماضي، تشهد جبهات مأرب معارك متواصلة، مع استمرار ميليشيات الحوثي حشد معظم قواتها في محاولة للسيطرة على كامل المحافظة الغنية بالنفط الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح، في ظل مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
ارتباك الميليشيات
وكما يبدو فإن العمليات المباغتة للقوات المشتركة في محافظة الحديدة فاجأت الميليشيات وأربكت حسابات قادتها الذين وجدوا في اتفاق "ستوكهولم" فرصة آمنة لسحب مسلحيها من الساحل الغربي، وتعزيز قواتهم التي تهاجم مأرب بلا هوادة من ثلاثة اتجاهات.
هذه المباغتة لم تسلب من الميليشيات شريطاً ساحلياً شاسعاً يطل على البحر الأحمر وحسب، بل منحت القوات المشتركة فرصة مواتية للتقدم كثيراً باتجاه المرتفعات الشرقية التابعة لمحافظتي تعز وإب، بدأته بالتوغل باتجاه مناطق العدين في محافظة إب.
واستدراكاً للأخطار العسكرية المحتملة، وانطلاقاً من الأهمية السياسية والاقتصادية الكبرى لمحافظة الحديدة بالنسبة إلى الميليشيات، عقد "مجلس الشورى" التابع للحوثيين بصنعاء اجتماعاً استثنائياً للوقوف أمام المستجدات في الساحل الغربي".
وأوصى بـ "أهمية تعزيز جبهة الساحل الغربي لمواجهة أي تصعيد من قبل تحالف العدوان ومرتزقته"، بحسب وكالة "سبأ" التابعة للميليشيات.
غارات محكمة
من جهته، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ 15 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب والبيضاء خلال الساعات الـ 24 الماضية، إلى جانب 19 عملية مساندة للقوات المشتركة في الساحل الغربي.
وأوضح التحالف في تغريدات بثتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الاستهدافات دمرت11 آلية عسكرية ومنظومة دفاع جوي، وقضت على أكثر من 70 عنصراً إرهابياً في مأرب والبيضاء، أما عمليات الاستهداف التي جاءت في الساحل الغربي لدعم القوات المشتركة وحماية المدنيين، فشملت استهداف مركز قيادة وسيطرة وموقعاً لتخزين وتوجيه الطائرات المسيّرة، ونقاط إمداد وتموين.