في وقت يواصل طلاب في إقليم كردستان لليوم الثالث على التوالي تحركاتهم للمطالبة بإعادة دفع مخصصات مالية لهم، أطلقت قوات الأمن في مدينة السليمانية، الثلاثاء 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لهم.
وتؤثر هذه الاضطرابات والتفاوتات الاجتماعية الشديدة في صورة إقليم كردستان، الذي يحاول أن يظهر كملاذ للاستقرار والازدهار الاقتصادي في العراق الذي قوضته الحروب المتكررة.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مراسلها إلى أن آلاف الطلاب تجمعوا أمام جامعتهم في السليمانية وأغلقوا طريقاً سريعاً يربط المدينة الواقعة شمال العراق بمدينة كركوك.
ويطالب المتظاهرون بإعادة دفع مخصصات شهرية بما بين 40 و66 دولاراً كانت تمنح للطلبة، ولكن تم تعليقها منذ عام 2014 بعد انهيار أسعار النفط العالمية وإثر خلافات بشأن الميزانية بين كردستان وحكومة بغداد.
وأكد المراسل أن قوات الأمن أطلقت مرات عدة وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، قبل أن تطلق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء لإجبار الطلاب على التفرق. وحدثت بعد ذلك عمليات كر وفر في المدينة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين أشعلوا النار في أكوام من النفايات.
معاناة
وقال أحد المتظاهرين رافضاً الكشف عن اسمه "نتظاهر بسبب انقطاع المخصصات التي مر عليها ستة أعوام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "نحن في أمسِّ الحاجة إلى هذا المبلغ الصغير، يوجد بين زملائنا طلاب غير قادرين على السفر إلى بيتهم في الأقضية والنواحي بسبب عدم توفر مبلغ كافٍ لذلك".
وتابع "لدينا طلاب آخرون ليس بمقدورهم تناول ثلاث وجبات في اليوم".
بدورها، قالت سارة قادر، وهي تعد لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة السليمانية قسم الإعلام، إن "طلبات المتظاهرين شرعية. الطلاب يعانون الوضع الاقتصادي الصعب ومن واجب الحكومة أن تستجيب لمطالبهم".
جلسة برلمانية
وقال مصدر في وزارة التعليم العالي في كردستان، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن الوزارة بحاجة إلى 70 مليار دينار (46 مليون دولار) سنوياً لتغطية مخصصات الطلبة البالغ عددهم أكثر من 135 ألف طالب في عموم إقليم كردستان. وأضاف أن على وزارة مالية الإقليم تخصيص هذا المبلغ لوزارة التعليم.
ودعت رئيسة برلمان الإقليم، ريواز فائق، خلال جلسة الثلاثاء وزيري التعليم العالي والمالية لحضور جلسة الأربعاء أو الخميس لمناقشة هذه الأزمة.
ودفعت الظروف القاسية التي يعانيها العراقيون عموماً، وسكان الإقليم على وجه الخصوص، إلى موجات هجرة متكررة سببت آخرها أزمة دولية بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي، بعد أن تعرض الآلاف لظروف قاسية على حدود بيلاروس وبولندا.