سيعقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "محادثات أزمة"، اليوم الثلاثاء، حيث تحشد روسيا 175 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، وتحذّر الاستخبارات الأميركية من "غزو محتمل" في أوائل العام المقبل.
القوات الروسية على الحدود
ويعتقد ضباط الاستخبارات الأميركية أن موسكو وضعت خططاً لشن هجوم عسكري على عدة جبهات، بينما يواصل الكرملين نقل القوات والمدفعية والدروع إلى حدود أوروبا الشرقية.
وجددت الأزمة المخاوف من أن المواجهة بشأن أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تريد الانضمام إلى الناتو، يمكن أن تتحوّل إلى غزو وحرب على الأراضي الأوروبية.
وتظهر الصور من الأقمار الاصطناعية القوات الروسية وهي تحتشد على الحدود، ويتوقع المحللون أن يصل العدد الإجمالي للقوات إلى 175000. كما جرى حشد جنود الاحتياط الروس للانضمام إلى 50 مجموعة ميدانية، إلى جانب الدبابات والمدفعية.
ونفت موسكو المخاوف، قائلة إنها تجري تدريبات عسكرية روتينية، واتهمت أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي بالعدوان.
أميركا تهدد بالعقوبات
وتهدد واشنطن بفرض عقوبات صارمة قد تقطع روسيا عن الأنظمة المالية الدولية، إذا لم تتراجع. وقال البيت الأبيض، "سيؤكد الرئيس بايدن مخاوف الولايات المتحدة بشأن الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ويعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية".
وقال بايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة أعدّت "مجموعة مبادرات هي الأكثر شمولاً وذات مغزى لجعل الأمر صعباً للغاية على بوتين".
وأضاف أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة يمكن أن تطلق "تدابير اقتصادية عالية التأثير على روسيا. كنا قد امتنعنا عن اتخاذها في الماضي".
ومن المؤكد أن بوتين سيعيد تأكيد معارضة روسيا للسماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، على الرغم من أن الناتو أصرّ على أن موسكو ليس لها رأي في خطط التوسع المحتمل.
وتعتقد الولايات المتحدة أن لروسيا 70 ألف جندي على الحدود، لكن أوكرانيا تقدر هذا الرقم بـ94 ألفاً. ويعتقد كلا التقييمين أن الاستراتيجية الروسية تسمح للتعزيزات السريعة بمضاعفة العدد.
وحذّرت أوكرانيا من أن موسكو قد تغزو الشهر المقبل. وقال مسؤولون أميركيون إن أسس الغزو كانت مدعومة بحملة دعائية متجددة من جماعات إعلامية تحت تأثير روسيا في أوكرانيا، وألقوا باللوم على كييف في أي تصعيد عسكري محتمل.
وقالت ماريا زاخاروفا، من وزارة الخارجية الروسية، "القوات المسلحة الروسية على الأراضي الروسية حق قانوني لدولة ذات سيادة. يجب أن تشعر وسائل الإعلام الأميركية بالقلق من النشاط العدواني للولايات المتحدة، وليس روسيا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورقة المهاجرين وممر سوالكي
وتخشى مصادر أوكرانية وحلف شمال الأطلسي أن موسكو قد تستخدم المهاجرين للاستيلاء على ممر سوالكي، وهو جزء من 60 ميلاً من الأراضي بين بولندا وليتوانيا. وهو كل ما يربط ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ببقية دول الاتحاد الأوروبي وأراضي الناتو الأوروبية.
ولممر سوالكي ذكريات أليمة في التاريخ الروسي، ففي نهاية سبتمبر (أيلول) 1920، هزمت القوات البولندية السوفيات في معركة نهر نيمن، مما أدى إلى تأمين منطقة سوالكي عسكرياً، وفتح إمكانية شن هجوم على مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.
وفي ظل سيناريو استيلاء روسيا على ممر سوالكي، يمكن لروسيا أن تدفع المهاجرين إلى الممر وتؤجج الاضطرابات. ويمكن للقوات الروسية بعد ذلك أن تكتسح وتنشر دوريات عسكرية على طول الممر تحت ستار أزمة إنسانية.
ومثل هذه الخطوة ستمكّن روسيا من ربط قواتها في كالينينغراد ببيلاروس. وتشير التقييمات الأوكرانية إلى أن كل هذا يمكن تحقيقه في أقل من ساعتين.
وقال دبلوماسي من أوروبا الشرقية لصحيفة "ذا تايمز"، "اللاجئون سلاح متطور للغاية إذا تم تسليحهم".
وأرسلت روسيا الشهر الماضي قواتها إلى حدود بيلاروس مع بولندا، حيث كان مئات المهاجرين يحاولون العبور إلى الاتحاد الأوروبي. وقال الكرملين إن الانتشار المفاجئ كان لإجراء تدريبات سريعة.
في حين قال مصدر أوكراني إن أزمة المهاجرين على حدود بيلاروس كانت جزءاً من خطة لمعرفة ما إذا كان الناتو سيفرض المادة 5 بشأن الدفاع الجماعي للحلف. وقالت أوكرانيا إنها كانت "بروفة" لاستخدام المهاجرين للاستيلاء على مزيد من الأراضي.
ويبدو أن أزمة الهجرة وحشد القوات في بيلاروس هي استراتيجية لصرف انتباه الناتو أثناء مهاجمة أوكرانيا.