تصدّرت تداعيات جائحة كورونا مناقشات المجلس الوزراي العربي للسياحة، خلال انعقاد أعمال دورته الـ24، الأربعاء، 8 ديسمبر (كانون الأول)، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وتضمن جدول أعمال الدورة "دعم الاقتصاد الفلسطيني في المجال السياحي، بما في ذلك القدس الشرقية، إسهاماً في حماية طابعها الروحي والتراثي والحضاري الأصيل"، كما بحثوا عدداً من القضايا التي تهم العمل العربي المشترك في ظل تداعيات جائحة كورونا ضمن نطاق المبادئ العربية الاسترشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها في الدول العربية.
وفي ختام أعمال الدورة، انتخب المجلس الوزاري العربي للسياحة مكتبه التنفيذي للأعوام "2021- 2032" برئاسة مصر وسلطنة عمان نائباً للرئيس، ويضم في عضويته للفترة المقبلة "المغرب وتونس والجزائر والعراق وفلسطين".
وقرر المجلس اختيار مدينة "مادبا" الأردنية كعاصمة للسياحة العربية 2022.
ودعا المجلس الدول وهيئات السياحة في الدول العربية والمنظمة العربية للسياحة إلى زيادة أوجه الدعم الفني المقدم إلى دولة فلسطين في إطار التوصيات الواردة في ورقة العمل المقدمة من وزارة السياحة والآثار بدولة فلسطين لتطوير الصناعة السياحة الفلسطينية، إضافة إلى توجيه جزء من برامجها لتنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية من شأنها تخفيف آثار العدوان الإسرائيلي والآثار السلبية لجائحة كورونا التي أضرّت بالاقتصاد الفلسطيني.
ورحب المجلس بالقرار الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي في شأن وثيقة المبادئ العامة العربية الاسترشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية.
وقرر الوزراء إحالة الوثيقة المقترحة من الهيئة العامة للسياحة في دولة ليبيا في شأن استراتيجية السياحة الميسرة في الدول العربية إلى لجنة تطوير الاستراتيجية العربية للسياحة برئاسة مصر لتدارس إدراجها ضمن محاور الاستراتيجية العربية للسياحة عند تحديثها.
إجراءات احترازية في المجال السياحي
من جانبه، صرح الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، السفير أحمد رشيد خطابي، بأن "اجتماع اليوم يأتي بعد قرابة عامين على ظهور فيروس كورونا الذي تسبب في زمن العولمة في جائحة عابرة للحدود الجغرافية، وخسائر مهولة للحركة السياحية في العالم والقطاعات والخدمات ذات الصلة بها، بما في ذلك في منطقتنا العربية".
وأوضح أن "الأمانة العامة للجامعة العربية حرصت على إحكام التنسيق بين الدول الأعضاء، ومتابعة المبادرات المقدرة لكل من المنظمة العربية للسياحة والمنظمة العربية للطيران المدني والاتحاد العربي للنقل الجوي من خلال فريق إدارة الأزمات، في التعامل الفعال مع تداعيات هذه الجائحة".
توحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات
وأوضح أن "مجموعة تدابير اتخذت بما في ذلك وضع مبادئ استرشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية التي وافق عليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الدورة 108 من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد خطابي، "نحن مطالبون بإعادة تشكيل شامل للمنظومة السياحية العربية من قبيل الحفاظ على تدفقات الحركة السياحة وفق البروتوكولات الصحية المعتمدة، وتشجيع السياحة الداخلية، ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة ونهج نظم سياحة بديلة تستفيد من إمكانات التحول الرقمي".
وترأس وفد فلسطين، وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طوافشة، الذي كشف عما تعرضت له "السياحة في فلسطين بسبب الجائحة من جهة، والمعوقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على كل المعابر والحدود ويعزل المدن والبلدات الفلسطينية، ويحاول فصلها مكانياً وزمانياً، مثلما يحدث في القدس المحتلة". وقال إنه "على الرغم من قساوة الظروف التي تواجهها السياحة في فلسطين، وعدم تمكن الأشقاء العرب من زيارتنا بسبب معوقات الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأصبحت قادرة وفاعلة وتسهم في التنمية الاقتصادية". وأشار إلى أن "عدد السياح الوافدين إلى فلسطين في عام 2019، بلغ 4 ملايين سائح تقريباً، بعد أن كان في عام 2014 مليون سائح"، معتبراً أن "هذا التطور كان نتيجة البرامج والمشاريع التطويرية التي قامت بها الوزارة بتنفيذها وتطوير أنماط سياحية أخرى، إضافة إلى السياحة الدينية والثقافية والبيئية والسياحة الصحراوية وسياحة التضامن والدعم العالمي مع شعبنا وتأهيل مواقع التراث الثقافي". وأضاف أن الغرف الفندقية في فلسطين ازدادت بأكثر من 3 أضعاف، وارتفع الناتج القومي من القطاع السياحي بنسبة 3 في المئة، إضافة إلى التطور اللافت الذي جرى في البنية التحتية والمرافق ذات الصلة". وتابع أن "كورونا تسببت بخسائر غير مسبوقة، حيث وصلت في القطاع السياحي إلى أكثر من ملياري دولار، وهذا الرقم كبير على الاقتصاد الفلسطيني الذي أصبح مكبلاً بسبب الاحتلال والفيروس".
المنظمة العربية للسياحة
من جانبه، أشاد المجلس الوزاري العربي للسياحة بإنجازات المنظمة العربية للسياحة، وفي مقدمتها تشكيل فريق لإدارة الأزمات لمواجهة تداعيات الجائحة. وجاء ذلك بعد أن قدم رئيس المنظمة العربية للسياحة، بندر بن فهد آل فهيد، تقريراً عن إنجازات المنظمة.
وتضمن التقرير إعادة تشكيل المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الجديدة برئاسة البحرين وإنشاء منصة للتدريب، والتي استفاد منها 10 آلاف متدرب يعملون في القطاع السياحي العربي على المستويين الحكومي والخاص، وإطلاق صندوق عربي للتنمية السياحية يهدف إلى جذب رؤوس الأموال للاستثمار بالعالم العربي برأس مال يبلغ 500 مليون دولار، والعمل على إصدار بطاقة "فيزا" السائح العربي بالتعاون مع شركة "فيزا" العالمية، تهدف إلى تنمية وتطوير السياحة العربية البينية وتبني فكرتي عاصمة السياحة والمصايف العربية مع توفير معايير اختيارها.
وذكر التقرير أنه تم اختيار المنظمة من قبل شركة "غوغل" العالمية لتنفيذ برامج تدريبية تتعلق بتنمية الكوادر البشرية في مجال التحول الرقمي السياحي، حيث سيتم تدريب أكثر من 20 ألف متدرب بدول مصر والسعودية والإمارات.
يذكر أنه نتيجة للجائحة، شهد قطاع السياحة العربي انخفاضاً في نصيبه من الناتج المحلي الإجمالي العربي بمقدار 172,3 مليار دولار في عام 2020، كما انخفضت فرص العمل التي يوفرها بواقع 2.8 مليون وظيفة، وانخفضت حجوزات الفنادق بنسبة 45 في المئة، وتذاكر الطيران بنسبة 80 في المئة، وانخفض عدد السائحين الدوليين القادمين للمنطقة بنسبة 84 في المئة بخسائر مالية تصل إلى 161 مليار دولار.
كما تسببت الجائحة بخسائر فادحة تناهز 4000 مليار دولار عن موسم 2020-2021 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كان لها انعكاس كارثي غير مسبوق على قطاع السياحة والمرافق المرتبطة بها في العالم، بما فيها المنطقة العربية.