استولت قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في إثيوبيا مجدداً على بلدة لاليبيلا التاريخية في إقليم أمهرة، بعد 11 يوماً من سيطرة القوات الحكومية وحلفائها عليها، وذلك وفق ما قال شهود لوكالة "رويترز" اليوم الأحد 12 ديسمبر (كانون الأول)، فيما أعلن الجيش الإثيوبي مواصلة الزحف لاستعادة مدينة والديا، أهم معاقل مسلحي تيغراي في إقليم أمهرة.
وتضم لاليبيلا أحد مواقع التراث العالمي المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو)".
ولم يرد ليجيسي تولو، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، على طلبات وكالة "رويترز" للتعليق على ما تردد عن سقوط البلدة مجدداً في أيدي القوات الموالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. كما لم يرد جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة على طلب للحصول على تعليق.
وقال أحد الشهود الذين تحدثوا إلى "رويترز"، إن القوات الخاصة من إقليم أمهرة وميليشيات متحالفة معها، (كلاهما حليفتان للحكومة الإثيوبية)، بدأت في مغادرة لاليبيلا مساء السبت 11 ديسمبر. وأضاف الشاهد، وهو موظف استقبال في أحد الفنادق، عبر الهاتف "الدفعة الأخيرة غادرت هذا الصباح. سمعنا طلقات نارية من مسافة بعيدة الليلة الماضية، لكن قوات تيغراي استعادت لاليبيلا دون إطلاق نيران داخل البلدة".
وقال شاهد آخر لـ"رويترز" الأحد، إن السكان بدأوا بالفرار من البلدة. وأضاف "أصابنا الذعر، لم نشهد هذا من قبل. وتقوم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في زيها الرسمي بدوريات في البلدة الآن".
وتُعد لاليبيلا واحدة من البلدات العديدة في أمهرة، حيث فضلت القوات الموالية للحكومة الفرار على القتال، ولحقت بها السلطات المحلية.
أوضاع متدهورة
وطلب رجال الدين في لاليبيلا، ومعظمهم من المسيحيين الأرثوذوكس، من المقاتلين إزالة مدافع الهاون والأسلحة الثقيلة الأخرى المتمركزة بالقرب من الكنائس، فوافقوا ووعدوا باحترام الموقع. كما اعتادوا على ترك رشاشاتهم في الخارج قبل التوجه للصلاة في كنيسة القديس جورج، إحدى كنائس لاليبيلا المبنية بشكل صليب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبقيت الكنائس سليمة وجميعها صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" ضمن التراث العالمي.
وأفاد شهود بأن مسلحي تيغراي نهبوا المكاتب الحكومية والمصارف ودمروا المطار الذي تتناثر فيه الآن خطوط الكهرباء المقطوعة والزجاج المحطم.
وكان مستشفى لاليبيلا التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 ألف نسمة شاهداً على كل البؤس الإنساني الناجم عن هجوم قوات تيغراي. فمع نفاد مخزون السكان من المواد الغذائية، استقبل المستشفى 290 طفلاً يعانون من سوء التغذية، بينهم 90 حالتهم خطيرة. مات منهم ستة.
وقال تيميسغين موش، الأخصائي الاجتماعي في المستشفى، بأسى بالغ، "لم نتمكن من علاجهم لأن جبهة تحرير شعب تيغراي نهبت المكملات (الغذائية)".
واضطر الأطباء لابتكار حلول لأداء مهمتهم، فجلبوا سراً على ظهور حمير أدوية من بلدة ميكيت (40 كلم غرباً). وتحت جنح الظلام أوصلوها للمرضى المصابين بأمراض مثل الإيدز والسل.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات الصغيرة، ساد شعور باليأس في المستشفى في الأسابيع الأخيرة، فاحتياطي الأوكسجين ينفد. وبما أن المصارف تعطلت، لم يتمكن الأطباء من تسلم رواتبهم وأصبحوا يعتمدون على عمليات توزيع الطعام والمال التي ينظمها رجال الدين الأرثوذوكس.
لجنة للحوار الوطني
وكان مجلس الوزراء الإثيوبي برئاسة، آبي أحمد، وافق يوم الجمعة (10 ديسمبر)، على مشروع إعلان لتشكيل لجنة الحوار الوطني.
ويهدف تشكيل لجنة الحوار الوطني إلى جلب مؤسسة مستقلة وذات مصداقية لإجراء حوار وطني شامل يشمل النخب السياسية ذات المقاربات المتنوعة تجاه القضايا الوطنية الرئيسة والجمهور بشكل عام.