في أول زيارة رسمية لأي من دول "اتفاقات أبراهام" الأربع، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، اليوم الاثنين، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وهي الزيارة التي "تعكس الواقع الجديد" كما يرى بينيت، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تقاربات ومحادثات بين فرقاء الأمس، إضافة إلى التوتر المتصاعد بين الدول الغربية الكبرى وإيران بسبب حوار الاتفاق النووي.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد بينيت في قصره في أبو ظبي، قبل أن يتوجها إلى محادثات استمرت لأكثر من أربع ساعات، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن ولي عهد أبو ظبي أعرب خلال لقائه بينيت عن "تطلعه إلى أن تسهم زيارته، وهي الزيارة الأولى إلى الدولة، في دفع علاقات التعاون إلى مزيد من الخطوات الإيجابية لمصلحة شعبي البلدين وشعوب المنطقة".
وأشارت الوكالة إلى أنهما بحثا "مسارات التعاون الثنائي وفرص تنميته في مختلف الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتنموية، بخاصة مجالات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والصحة وغيرها من القطاعات الحيوية التي تحظى باهتمام متبادل".
وتأتي الزيارة في وقت تسعى الدولة العبرية لإبقاء العقوبات ضد إيران، عدوتها اللدودة والشريك الاقتصادي المهم أيضاً للإمارات.
ويوم أمس، قال بينيت قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة نحو أبوظبي، إن "الزيارة تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات"، موضحاً أن "العلاقات ممتازة وشاملة وعلينا مواصلة رعايتها وتعزيزها وبناء سلام دافئ بين الشعبين"، مضيفاً أنه "في غضون عام لا أكثر، منذ تطبيع علاقاتنا، شهدنا بالفعل الإمكانات الاستثنائية للشراكة الإسرائيلية - الإماراتية".
وتُعد تلك الزيارة الأرفع والأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام" التي رعتها الولايات المتحدة في عام 2020 والتي جمعت بين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
وأسهمت هذه الاتفاقية في مزيد من التعاون بين الإمارات وإسرائيل وإبرام صفقات تجارية عدة، من بينها عقد خاص بتفريغ النفط في ميناء إيلات المطل على البحر الأحمر. وفي مارس (آذار) الماضي، أعلنت الإمارات إنشاء صندوق استثماري بقيمة عشرة مليارات دولار (نحو 8.3 مليارات يورو) مخصص للعمل في القطاعات الاستراتيجية في إسرائيل.
وفي وقت أشارت الأنباء إلى أن الأجندة التي على طاولة الطرفَين "اقتصادية وتجارية"، فإن ثمة قلق متزايد مشترك بين أبوظبي وتل أبيب إزاء أنشطة طهران في المنطقة. وهو قلق متصاعد في وقت تحاول فيه الدول الكبرى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت إسرائيل أثارت في وقت سابق مسألة إقامة دفاعات مشتركة مع دول الخليج العربية التي تشاركها القلق تجاه الدولة الفارسية. لكن وعلى الرغم من ذلك، إلا أن أبوظبي التي حملت أخيراً شعار" تصفير المشكلات"، بدت متجهةً نحو الدبلوماسية حين أوفدت قبل نحو أسبوع من زيارة بينيت، كبير مستشاريها للأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد، شقيق ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، للاجتماع بنظيره الإيراني علي شمخاني والرئيس إبراهيم رئيسي.
في المقابل، تبدو هذه الزيارة مثيرة بالنسبة إلى تل أبيب، وبحسب ما نشرته صحيفة إسرائيلية الأحد فإن "إسرائيل رفضت بيع دفاعات صاروخية للإمارات بسبب صلاتها بإيران". وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنه "من الممكن الآن المطالبة بمراجعة للسياسات"، مشيرةً إلى أن "الموافقة على مثل هذه المبيعات يمكن أن تساعد في إبعاد الإمارات عن إيران".
من جانب آخر، يستهجن الفلسطينيون، الذين توقفت الاتصالات الدبلوماسية بينهم وبين إسرائيل منذ عام 2014، التقارب مع تل أبيب، إذ يرى واصل أبو يوسف، من منظمة التحرير الفلسطينية، في حديث لـ"رويترز"، أن "هذا اختراق لكل المنظومة العربية التي يتعين أن تدعم الموقف الفلسطيني في ظل التحديات والمخاطر التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي".
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الذي أشرف على "اتفاق أبراهام" في 13 أغسطس (آب) 2020، قد قال في تغريدة على ""تويتر، "إنه اختراق ضخم! اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
كما صدر بيان مشترك حينها عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحدث عن اتفاق "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات". وأكدت الإمارات أن الاتفاق ينص على "وقف ضم إسرائيل أراضي فلسطينية". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو أكد حينها أن الضم "أُرجئ" فقط.