تبيّن لفرق تفتيشٍ بريطانية أن تدنّي حضور التلاميذ صفوف التعليم، "يظلّ مصدر قلقٍ شديداً" بالنسبة إلى المدارس في إنجلترا، حيث يُعزى الكثير من هذا التغيّب إلى وطأة وباء "كوفيد".
وأفاد تقرير حديث صادرٌ عن "مكتب المعايير في التعليم وخدمات المهارات والأطفال" (أوفستيد) Office for Standards in Education (Ofsted)، بأن حالات الإصابة بالفيروس، والقلق منه، وضعف الصحّة العقلية، جميعها عوامل ساهمت في إبعاد التلاميذ عن المدارس.
يأتي نشر هذا التقرير بعدما قدّرت أرقامٌ حكومية أن 236 ألف طالب لم يلتحقوا بالمدارس الحكومية في إنجلترا خلال الأسبوع الفائت، بسبب حالات إصابةٍ مؤكّدة بعدوى "كوفيد" أو مشتبهٍ فيها، ونتيجة تطبيق قواعد العزل والقيود المتعلّقة بالحضور إلى المدارس وإغلاقها.
وقد عمل مكتب "أوفستيد" على مضاعفة معدّل عمليّات التفتيش في المدارس، التي ترى الحكومة أن من شأنها أن تعطيها تقييماً أسرع لمدى قدرة الأطفال على الالتحاق بالمدارس لتلقّي التعليم، بعد فترات انقطاع.
وبعد القيام بنحو 100 عملية تفتيش في المدارس خلال هذا الفصل الدراسي، خلص التقرير إلى أن "عدداً" منها "يساعد التلاميذ بشكلٍ فاعل على التعافي من فترة توقّفهم عن تلقّي التعليم".
وأضاف تقرير "مكتب المعايير في التعليم وخدمات المهارات والأطفال" أنه "على الرغم من التقدّم الإيجابي الملحوظ، فقد اتّضح من أعمال التفتيش التي أجراها "أوفستيد" أن تدنّي حضور الطلاب ما زال يشكّل مصدر قلقٍ شديداً"، وأن إدارات المدارس أبلغت عن "الكثير من حالات التغيّب" لأسباب تتعلّق بمرض "كوفيد".
وشملت تلك الأسباب: القلق المرتبط بعدوى "كوفيد" الذي ينتاب الأهالي والتلاميذ على حدٍّ سواء، وضعف الصحّة العقلية بسبب الوباء، وإعادة جدولة الأهالي للعطلات، و"ضعف القدرة على الصمود بسبب النكسات أو المرض"، والاختبارات الإيجابية لجهة الإصابة بعدوى "كوفيد".
وأشار تقرير "أوفستيد" إلى أن عدداً من المدارس ما زال يبذل جهداً للعودة إلى مستويات الحضور التي كانت قائمة قبل تفشّي الوباء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، لفت جيف بارتون من "رابطة قادة المدارس والكليّات" Association of School and College Leaders (ASCL)، إلى أن بعض التلامذة يواجهون فترات انقطاع عن الحضور إلى الصفوف لتلقّي التعليم، وذلك بسبب مفاعيل وباء "كوفيد".
وقال لإذاعة "بي بي سي راديو 4" إنه "بعد الاستماع للتوقّعات والأخبار، وبالتأكيد بعد قراءة بعض رسائل البريد الإلكتروني كنتُ قد تلقّيتها من الأعضاء في الرابطة، لوحظ أنه ما زالت هناك بعض المدارس التي تشهد حضوراً منخفضاً للغاية، جزءٌ منه من فئة الشباب، والجزء الآخر من الموظّفين".
وأضاف بارتون: "بعث إليّ أحدهم هذا الصباح برسالة إلكترونية يقول فيها إن 25 في المئة من الموظّفين قد توقّفوا عن العمل لثلاثة أسابيع. وإذا لم تكن هناك إمكانية لتأمين مدرّسين بدلاء، فسيصبح من الصعب للغاية الحفاظ على مستوى جودة التعليم".
يُشار إلى أنه وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الحكومة البريطانية، فإن 2.9 في المئة من تلامذة المدارس الحكومية في إنجلترا - أي نحو236 ألفاً لم يتوجّهوا إلى المدارس في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) - بارتفاع عن 2.6 في المئة، أو 208 آلاف طالب، قبل أسبوعين.
وفيما تبيّن أن 200 ألف تلميذ من هؤلاء تأكّدت إصابتهم بعدوى "كوفيد" أو جرى الاشتباه بإصابتهم بالفيروس، كان آلاف غيرهم يقبعون في المنازل، بسبب القيود المفروضة من المدارس على الحضور للتمكّن من السيطرة على تفشّي المرض، ونتيجة إغلاق مؤسّسات تعليمية بسبب الوباء وإجراءات العزل.
© The Independent