في التجارب السينمائية الأولى، بدت "المشاهد المصنوعة بواسطة الكمبيوتر Computer Generated Imagery" اختصاراً، "سي جي آي CGI" مضحكة لأنها مفرطة في بدائيتها.
تذكروا صور الوحوش المغبشة غير القادرة على إغلاق جفونها، وتلك الكائنات التي يفترض أنها حية وتمتلك أذرعاً آلية متخشبة، ومشاهد الانفجارات التي تثير الضحك أكثر من الخوف.
وحتى في يومنا هذا، بعدما أصبحت "المشاهد المصنوعة بواسطة الكمبيوتر" معقدة بشكل مذهل، ما زالت هذه التقنية تعاني نقاط ضعف كثيرة.
ربما تستطيع أجهزة الكمبيوتر تصوير الزغب الذي يغطي ذراع إحدى الشخصيات أو نقل تعابير وجه صخرة متكلمة عندما تغير نبرة صوتها، لكن هذا لا يعني سوى أن فِرَق المؤثرات الخاصة باتت أكثر قدرة مما مضى على الغوص في أعماق مخاوفنا ونقلها بالكامل إلى الشاشة الكبيرة.
إليكم في ما يلي قائمة بأفلام تعد دليلاً على أن العودة إلى المؤثرات اليدوية البسيطة قد تكون الخيار الأفضل.
مت في يوم آخر Die Another Day (2002)
رؤية جيمس بوند وهو يتزلج برشاقة عبر تسونامي جليدي، ستشعركم بالصدمة والحيرة في آن معاً. استنكر الجمهور أداء بيرس بروسنان الدور إلى درجة أنه كاد يقضي على امتياز أفلام بوند برمته، لكن نظراً إلى الأرباح التي تدرها الشخصية، بقي العميل السري حياً وينتظر موته في يوم آخر.
هالك Hulk (2003)
كيف تمكن المخرج أنغ لي، الذي أبدع عملاً مذهلاً بصرياً بحجم "حياة باي The Life of Pi"، من إنتاج عمل متعثر وأخرق كـ "هالك"؟ يبدو وجه الممثل إيريك بانا كأنه يطفو بغرابة فوق كتلة مطاطية خضراء. إنه أشبه بالعملاق الذي تزين صورته منتجات الأغذية المعلبة، نحن لا نحب "هالك" حينما يكون غاضباً، لكن الجميع سيتفهمون مشاعره في هذه الحالة.
هاري بوتر وحجر الفلاسفة Harry Potter and the Philosopher's Stone (2001)
تحتوي بعض ألعاب الفيديو البسيطة على كائنات مُختلقة تبدو أكثر واقعية من القزم الساحر الذي يظهر في هذا الجزء من سلسلة هاري بوتر. حتى من يكونون في عمر أطفال تنبت أسنانهم اللبنية، لن يجدوا هذا الوحش مخيفاً. عليكم أن تتساءلوا إذا كان المخرج كريس كولومبوس يحاول تحريض جمهوره على انتقاده!
حرب النجوم، هجوم المستنسخين Star Wars: Episode II – Attack of the Clones (2002)
يقول المتابعون إن أسوأ ما في الأجزاء السابقة لقصة "حرب النجوم" الأصلية يتمثّل في الوحش "جار جار بينكس"، لكن من الواضح أنهم نسوا المقطع الذي يتجول فيه البطل أناكين في كوكب "نابو" ممتطياً ظهر تلك الدابة المتوحشة. أنجزت الصور المنشأة حاسوبياً بشكل سيئ لدرجة أنكم قد تظنونها مأخوذة من لعبة "بلاي ستايشن" صُنعت في تسعينيات القرن العشرين.
حرب النجوم، أمل جديد Star Wars: Episode IV – A New Hope (1977)
من الصعب جعل بزاقة فضائية تبدو واقعية، لكنكم تعتقدون أنه كان باستطاعة أحد أكبر امتيازات الأفلام في تاريخ السينما إنتاج صور أفضل من تلك المخزية. إذ يفترض أن يختار صُناع الفيلم استعمال بدلة مطاطية بدلاً من إجهاد أنفسهم في إنشاء صور حاسوبية لم تكن جديرة حتى بالظهور في أفلام "شاركاندو Sharknado" الرديئة. هل نتحدث هنا عن "أمل جديد"؟ أعتقد أن الوصف الأنسب تجسده عبارة "أمل ضائع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بحر أزرق عميق Deep Blue Sea (1999)
تعتبر أسماك القرش المتحركة في فيلم الإثارة المائي هذا متطورة إلى حد ما بالنسبة إلى ذلك الوقت. لكن، بسبب محدودية التكنولوجيا في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، نشاهد البطل صمويل جاكسون متفاعلاً مع الهجوم في معظم الفيلم بدلاً من رؤية الحدث نفسه. لحسن الحظ أن جاكسون ممثل جيد.
فرقة العدالة Justice League (2017)
ربما سمعتم هذه القصة من قبل، وقوامها أنه توجَّبَ على الممثل هنري كافيل إطالة شاربه من أجل دوره في فيلم "المهمة هي المستحيل Mission Impossible"، وبما أن شركة "باراماونت" المنتجة لم تسمح له بحلقه، اضطر فريق المؤثرات الخاصة في فيلم "فريق العدالة" إلى إخفاء الشارب في عمليات ما بعد الإنتاج. وبدا فم البطل المنشأ حاسوبياً مرعباً. إذ بدا كأنه يرتدي قناعاً مصنوعاً من جلد بشري. نريد العدالة لِفَم كافيل الجميل.
ذا ماتريكس 2 The Matrix Reloaded (2003)
مشهد القتال بين البطل نيو ومئات النسخ من العميل سميث يذكرنا كيف يهجم زملاؤك عليك حينما تُخرج قطعة من الحلوى في المدرسة. يبعد نيو المئات من الأذرع والأرجل لكنها تستمر في التدفق، يتصدى معجبو ماتريكس المفتقدون حس الفكاهة للانتقادات، قائلين بتذمر، "أوه، لكن انظروا إلى تصميم الحركات"، ويجب أن يكون الرد كالتالي، "صحيح، لكن ماذا عن وجه نيو؟" إنه يبدو كأنه مصنوع في متحف "مدام توسو" الشمعي.
اختطاف طائرة الرئاسة Air Force One (1997)
مشهد تحطم الطائرة الشهير في الفيلم ليس منطقياً بالكامل. لماذا لم تتحطم الطائرة عند الاصطدام؟ لماذا وُجدت شظايا بينما لم يتعرض هيكل الطائرة الرئيس إلى أي ضرر فعلي؟ من الواضح أن فريق المؤثرات الخاصة لم يمض أكثر من خمس دقائق في ابتكار المشهد، هل كانوا مستعجلين خوفاً من أن يعلقوا في الازدحام المروري ساعة الذروة أو ما شابه ذلك؟
رجل تشذيب العشب The Lawnmower Man (1992)
من الجيد أن تكون أفكارك سابقة لعصرك، لكن ليس عندما تكون التقنيات المتوفرة لديك غير قادرة على تجسيد السيناريو الذي اخترته بشكل واقعي. تعد هذه المعالجة السينمائية لرواية ستيفن كينغ كابوساً بصرياً، ليس ذلك بسبب قرود الشمبانزي الذكية أو التجارب العلمية، بل بفضل المؤثرات البصرية الرخيصة التي تلائم أكثر ألعاب هواتف "نوكيا" القديمة.
عودة المومياء The Mummy Returns (2001)
نعلم أن لعنة نزلت بشخصية ملك العقارب جعلته إلى أبد الآبدين بلاء على هيئة بشر، لكن، لم نكن نعرف أنه سيبدو كشخصية من ألعاب "بلاي ستيشن 2" البدائية السيئة التصميم. لماذا يدفع الملايين أجراً للممثل دوين جونسون "ذا روك" مقابل المشاركة في فيلمك، إذا لم يتمكن أحد من التعرف عليه؟ جاءت المشهديات المصنوعة بالكمبيوتر في هذا الفيلم مخيبة للآمال تماماً.
علاء الدين Aladdin (2019)
إذا توجّب أن تكون بشرة رجل ما زرقاء، فهل نختار الأزرق الفاقع أم درجة هادئة أكثر؟ اعتمد فريق المؤثرات البصرية في فيلم "علاء الدين" الاختيار الأول، الأمر الذي جعل ويل سميث في دور الجنّي، يبدو على الشاشة غير واقعي أكثر من النسخة الكرتونية التي أداها صوتياً الممثل روبن ويليامز في فيلم حمل العنوان نفسه وصنعته شركة "ديزني" بالرسوم المتحركة قبل نحو ثلاثة عقود.
الفانوس الأخضر Green Lantern (2011)
يمكننا تلخيص ما يحدث في فيلم "الفانوس الأخضر" بأنه ببساطة لجوء الممثل ريان رينولد إلى التكشير والتلوي أمام خلفية "كروما" خضراء مرتدياً بدلة منشأة بواسطة الكمبيوتر ومحاطاً بكائنات فضائية مصنوعة بتقنية مماثلة، ويجري ذلك كله في عالم حاسوبي، كان بإمكان الفكرة أن تنجح، لكن المؤثرات كلها فظيعة، خصوصاً العصبة التي تغطي وجهه وتمنعكم من رؤية انفعالاته، لو أراد صناع الفيلم تقليص الميزانية، كان عليهم الاكتفاء بجعله يرتدي بدلة مطاطية.
باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة Batman v Superman: Dawn of Justice (2016)
انتظر عشاق المجلات المصورة سنوات كي يروا الشرير "دومزداي" يظهر للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة. إنه أحد الأشرار الأكثر إخافة الذين واجههم سوبرمان على الإطلاق، والمخلوق الذي نجح في يوم من الأيام في قتل الرجل الفولاذي. لكن، في فيلم "باتمان ضد سوبرمان" لم يكن يشبه صوره أبداً، على غرار ما يفعله المخادعون من مستخدمي مواقع المواعدة الغرامية.
كاتس Cats (2019)
ربما يصنف الفيلم رقابياً على أنه مناسب لجميع الأعمار، لكن أحدث التقنيات الرقمية لرسم الفراء جعلت "كاتس" [= قطط] مرعباً أكثر من فيلم "طارد الأرواح الشريرة The Exorcist"، لن ينسى المرء أبداً مشهد إيان مكلين، المرسوم بواسطة الكمبيوتر، يلعق الحليب من الصحن ويموء كالقطط. لن نعرف أثر الصدمة الحقيقي لفيلم "كاتس" إلا حينما يصبح جيل الأطفال الذي شاهده خلال نشأته قادراً على تحمل تكاليف العلاج النفسي والتحدث عن التجربة بصراحة.
أناكوندا Anaconda (1997)
إن الثعبان في فيلم "أناكوندا" ليس في الأساس سوى خرطوم رمادي طويل، لذا، فإن مشاهدة ممثلين من الدرجة الثانية يقفزون مرعوبين ويصرخون لمجرد رؤيته لا يثير في الجمهور الرعب الذي ترتعد له الفرائص، بحسب ما أَمِلَ فريق العمل. إنه فيلم مخيف بالاسم وحده.
القطار القطبي السريع The Polar Express (2004)
ما الخلل الذي قد يحدث حينما تعيد إحياء قصة للأطفال عن عيد الميلاد بمساعدة تأتيك من الممثل توم هانكس؟ يأتي الخلل على هيئة حدوث أخطاء كثيرة، في الواقع، وبشكل غريب، تفتقد بشرة الشخصيات في هذا الفيلم للملمس، وتتحرك أيديها بطريقة آلية، بينما توجد أفواهها في المكان الخطأ تماماً من وجوهها، سنضع اسم المخرج روبرت زيميكيس على قائمة الأطفال المشاغبين المحرومين من هدايا "سانتا" [بابا نويل].
صوت الرعد A Sound of Thunder (2005)
ما زال من المحير كيف نجح هذا الفيلم في الحصول على ميزانية قدرها 100 مليون دولار في أوائل القرن الحالي، ومع ذلك كان بطله في نهاية المطاف مسخاً له جسد حرباء ورأس قرد؟ لكن في الأقل، تشتت المؤثرات البصرية الفاشلة انتباهنا عن الباروكة الرهيبة التي يرتديها الممثل بن كينغزلي.
فانتاستك فور Fantastic Four (2005)
ضمن تحوّل صادم في مسار الحوادث، يكشف "مستر فانتاستك" عن قوة خارقة لم يدرك أحد أنه يمتلكها تتمثل في القدرة على التحول إلى مستذئب، لكن تلك الشخصية ظهرت رقمياً بشكل غير مقنع على الإطلاق، تبدو المؤثرات البصرية كأنها مصنوعة بواسطة فلتر رديء على تطبيق "سناب تشات".
بدايات إكس مين، وولفيرين X-Men Origins: Wolverine (2009)
لم تكن هناك مشكلة في مخالب شخصية "وولفيرين" في الأجزاء الثلاثة الأولى من سلسلة "إكس مين"، وبالتالي ليس من الواضح لماذا قرر فريق المؤثرات الخاصة في هذا الجزء الذي يؤدي بطولته المطلقة استبدال بالمخالب الحقيقية أخرى منشأة حاسوبياً. لا تبدو تلك النتوءات الحادة منبثقة من أصابعه بل كأنها موضوعة فوقها خطأً.
ستار ترِك، تمرد Star Trek: Insurrection (1998)
لا أحد يعرف كيف سيبدو وجهه بالضبط إذا ما تعرض للمط، لكنه سيكون موقناً أنه لن يبدو بالصورة التي يقدمها هذا الجزء من سلسلة أفلام "ستار ترِك". حينما تعمد آلة للتعذيب إلى مط جلد الأدميرال ماثيو داويرتي (الممثل أنتوني زيربي)، تبدو النتيجة مثل عمل طالب كسول يلهو ببرنامج "فوتوشوب" في حصة المعلوماتية.
شكل الأشياء القادمة The Shape of Things to Come (1979)
يبدو أن معظم المؤثرات في النسخة السينمائية لرواية "شكل الأشياء القادمة" للكاتب هربرت جورج ويلز، تشتمل دمى بلاستيكية تتدلى أمام لوحات طبيعة صامتة. يبدو مشهد رؤية مركبة فضائية أثناء هبوطها على الأرض أكثر بؤساً من حبكة العمل.
بيرديمك، الصدمة والرعب Birdemic: Shock and Terror (2010)
يصبح هذا الفيلم الرومانسي الباهت سخيفاً حينما تبدأ الطيور القاتلة بالهجوم على شخصياته. إذ يلوح الممثلون التائهون تماماً بأذرعهم عشوائياً في الهواء بشكل مخجل، من دون أن تكون لديهم أدنى فكرة أين سيركّب المخرج جيمس نيوين صور الطيور في مرحلة ما بعد الإنتاج. لكن، يمكننا مغفرة ذلك في شريط "بيرديمك" نظراً إلى ميزانيته التي لا تتخطى عشرة آلاف دولار. ويجب أن نكون قادرين أيضاً على نسيان الفيلم.
كينغ كونغ King Kong (2005)
أداء الممثل آندي سركيس شخصية كونغ الضخمة المعدة بتقنية الإطارات الثابتة مذهل. إذاً، كيف تمكن فريق العمل نفسه من تحريك شخصيات خصومه من الديناصورات بشكل محير؟ حينما كان جاك بلاك وأدريان برودي يهربان من الخطر، جرت الحوادث تدور حولهما بطريقة جعلت من الواضح تماماً أنهما يمثلان أمام خلفية كروما خضراء.
إي. تي زائر من خارج الأرض E.T. the Extra-Terrestrial (1982)
ثمة مثل مفاده "لا تُصلح شيئاً ليس معطوباً بالأساس". لكن المخرج ستيفن سبيلبرغ، الذي لم يكن راضياً عن إبقاء الشكل الاصطناعي الأصلي لـ"إي تي"، أعاد ابتكار شخصية زائر الأرض الفضائي المحبوب باستخدام صور مصنوعة على الكمبيوتر حاسوبياً. هل تتذكرون محاولة الفتى إيليوت مساعدة الكائن الزائر على الاتصال بموطنه؟ أعتقد أن علينا الاتصال بالشرطة والإبلاغ عن سبيلبرغ لاتخاذه هذا القرار الإجرامي غير المدروس بحق تلك الشخصية.
© The Independent