وسّعت أسعار النفط من مكاسبها بدعم من قرارات "أوبك+"، التي خفّفت من مخاوف وضغوط متحور "أوميكرون" على الطلب.
وكانت أسعار الخام تتداول داخل النطاق الأحمر في بداية جلسة الخميس 6 يناير (كانون الثاني) متراجعة من أعلى مستوياتها في أكثر من شهر مع قفزة في مخزونات الوقود بالولايات المتحدة وسط تراجع للطلب.
وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، واصلت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت"، تسليم مارس (آذار)، مكاسبها للجلسة الرابعة على التوالي، وارتفعت 1.9 في المئة بما يعادل 1.5 دولار فوق مستوى 82 دولاراً عند 82.31 دولار، بعد أن ربحت 1 في المئة في جلسة الأربعاء.
وزادت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط"، تسليم فبراير (شباط)، بنسبة 2.5 في المئة تعادل 1.91 دولار، قرب مستوى 80 دولاراً، عند 79.77 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها بنسبة 1.1 في المئة في الجلسة السابقة.
قرارات "أوبك+"
واتفق "أوبك+"، التحالف الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين آخرين، الثلاثاء على إضافة 400 ألف برميل أخرى من الإمدادات يومياً في فبراير المقبل والسير في خطط زيادة الإنتاج الشهرية المطبقة، وهو ما يفعله كل شهر منذ أغسطس (آب) الماضي.
وعكس قرار "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا، بالاستمرار في الزيادة التدريجية المقررة، تلاشي القلق من فائض كبير في الربع الأول من العام الحالي، فضلاً عن الرغبة في تقديم إرشادات متسقة للسوق.
كما يشير القرار إلى أن الفارق بين الإمدادات الفعلية والإمدادات الموعودة قد يتسع ما لم يعوض كبار المنتجين العجز.
ارتفاع إنتاج "أوبك"
ارتفع إنتاج منظمة "أوبك" من النفط خلال ديسمبر (كانون الأول) 2021 بقيادة السعودية، بينما تراجع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا، وفقاً لمسح أجرته وكالة "رويترز".
وضخت دول المنظمة - وعددها 13 دولة - 27.80 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، بارتفاع 70 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق، لكنها لم تصل الزيادة إلى الحجم المسموح به عند 253 ألف برميل يومياً بموجب اتفاق الإمدادات مع الحلفاء في "أوبك+"، ما يسلط الضوء على القيود التي تواجهها الطاقة الإنتاجية، والتي تكبح المعروض وسط تعافي الطلب العالمي من تداعيات جائحة كورونا.
وبلغ معدل امتثال دول "أوبك" بتعهدات اتفاق المجموعة وحلفائها لخفض الإنتاج 127 في المئة خلال ديسمبر الماضي، من 120 في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتخفف "أوبك" وحلفاؤها، في المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، تدريجياً تخفيضات الإنتاج التي تم الاتفاق عليها في عام 2020 مع تعافي الطلب الذي انهار في ذلك العام.
غير أن كثيرين من صغار المنتجين لا يستطيعون زيادة الإنتاج، كما أن آخرين يخشون من ضخ كميات كبيرة خشية تجدد الانتكاسات بفعل الجائحة، بحسب وكالة "رويترز".
تراجع المخزونات
وتراجعت مخزونات النفط الأميركية في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، بينما ارتفعت مخزونات البنزين بأكثر من 10 ملايين برميل، في أكبر زيادة أسبوعية منذ أبريل (نيسان) 2020، مع دعم الإمدادات في المصافي بسبب انخفاض الطلب على الوقود.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تراجعت مخزونات النفط 2.1 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 31 ديسمبر، إلى 417.9 مليون برميل فيما كانت التوقعات تشير إلى هبوط 3.3 مليون برميل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 2.6 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين الأميركية قفزت 10.1 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 232.8 مليون برميل، في حين كان المحللون قد توقعوا زيادة قدرها 1.8 مليون برميل.
وزادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 4.4 مليون برميل إلى 126.9 مليون برميل، بينما كان من المتوقع ارتفاع قدره 1.5 مليون.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي، انخفض بمقدار 500 ألف برميل يومياً إلى 3.33 مليون برميل يومياً.
"أرامكو" تخفض أسعار البيع لآسيا
وبعد أقل من 48 ساعة على قرار "أوبك+" بشأن المضي قدماً في تثبيت خطة الإنتاج للشهر المقبل، كشفت شركة "أرامكو" السعودية، الخميس، عن أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف لشحنات فبراير إلى عملائها في آسيا وأوروبا وأميركا.
وقالت أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، إنها حددت علاوة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا عند 2.20 دولار فوق متوسط عُمان/دبي لشهر فبراير، وهو أقل بـ1.10 دولار للبرميل عن علاوة يناير، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة "رويترز".
وخفضت "أرامكو" سعر البيع الرسمي لشهر فبراير لجميع درجات الخام التي تبيعها إلى آسيا، بما لا يقل عن دولار واحد للبرميل.
وكانت الشركة العملاقة أعلنت في ديسمبر الماضي، أنها رفعت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا لـ3.30 دولار للبرميل، فوق متوسط عمان/دبي لشهر يناير، بزيادة 0.60 دولار عن ديسمبر، بعد سعر البيع الرسمي لشهر فبراير للخام الرئيس، هو الأدنى في 3 أشهر.
وكانت "أرامكو" حددت سعر بيع الخام إلى شمال غربي أوروبا عند 1.30 دولار للبرميل دون سعر برنت في بورصة "إنتركونتننتال"، وإلى الولايات المتحدة عند 2.15 دولار فوق مؤشر "أسكي"، في يناير الماضي.
وكان من المتوقع أن تجري "أرامكو" السعودية تخفيضات كبيرة في الأسعار للشهر المقبل، بعد أن تراجعت المعايير القياسية في الشرق الأوسط والأسعار الفورية الشهر الماضي، وقالت مصادر لـ"رويترز" إن تخفيضات الأسعار لا تزال أقل من توقعات الصناعة.