حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء 12 يناير (كانون الثاني)، من أن المتحورة "أوميكرون" التي تنتشر بوتيرة لم يشهدها العالم منذ بدء وباء "كوفيد-19"، "تبقى فيروساً خطيراً" على الرغم من أنها تتسبب بعوارض أقل شدة.
وقال خلال مؤتمر صحافي، "على الرغم من أن أوميكرون تسبب عوارض أقل خطورة من دلتا (المتحورة التي كانت مهيمنة حتى الآن)، إلا أنها تبقى فيروساً خطيراً وخصوصاً للأشخاص غير المطعمين".
"أوميكرون" تخفض مخاطر دخول المستشفى في النرويج
وجاء تحذير منظمة الصحة في وقت أعلنت السلطات الصحية في النرويج الأربعاء، أن مخاطر دخول المستشفى المتعلقة بالإصابة بـ"كوفيد-19" هي أقل بنسبة 69 في المئة مع "أوميكرون" عما هي مع "دلتا"، لتؤكد بذلك المؤشرات التي دلت على أن هذه المتحورة أقل خطورة.
وكتب المعهد النرويجي للصحة العامة في تقريره الأسبوعي أن "التحليل الأولي للبيانات النرويجية يشير إلى أن خطر الاستشفاء مع كوفيد-19 على أنه السبب الرئيسي، أقل بنسبة 69 في المئة مع المتحورة أوميكرون مقارنة بالإصابات بالمتحورة دلتا".
ورُصدت "أوميكرون" لدى 32 في المئة من الأشخاص الذين دخلوا المستشفى لإصابتهم بكورونا في هذا البلد الاسكندينافي في الأسبوع الأول من عام 2022، في مقابل نسبة 1.7 في المئة قبل أربعة أسابيع. لكن في الفترة نفسها باتت المتحورة تشكل الغالبية وتمثل حالياً حوالى 90 في المئة من الإصابات الجديدة.
وأكد المعهد النرويجي في تقرير آخر حول تقييم المخاطر، أن "المتحورة أوميكرون تشكل خطراً أقل بكثير من المتحورة دلتا لتطور نوع خطير من المرض لدى الأشخاص المصابين، في مطلق الأحوال إذا كانوا ملقحين".
لكن المعهد قال إنه يتوقع موجة شتوية ستضع المرافق الصحية تحت الضغط، من يناير إلى مارس (آذار) إذ تشير التوقعات إلى أن "مئات آلاف الأشخاص" سيصابون بالمرض مع ذروة يومية يمكن أن تقترب من 50 ألف إصابة، في بلد يعد 5.4 ملايين نسمة.
وفي مواجهة تجدد انتشار الوباء، أعادت الحكومة فرض إجراءات صحية في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، بما يشمل منع بيع الكحول في الحانات والمطاعم وتعميم العمل عن بعد حين يكون ممكناً.
بوتين: أمام روسيا أسبوعان
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن أمام بلاده التي سُجّل فيها أعلى عدد وفيات بـ"كوفيد- 19" في أوروبا، أسبوعين فقط لتستعد لانتشار المتحورة "أوميكرون". وقال، "نرى ما يحدث في العالم، وذلك يُظهر أن لدينا نحو أسبوعين لكي نحضّر أنفسنا".
وحذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن أكثر من نصف الأوروبيين قد يصابون بـ"أوميكرون" في غضون شهرين نظراً إلى "الطفرة الحالية" في الإصابات.
وخرجت روسيا للتو من موجة تفشي المتحورة "دلتا" التي أودت بحياة الكثيرين. ولا تزال تعاني السلطات الروسية حتى اللحظة في إقناع السكان بتلقي اللقاح المضاد لكورونا.
وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون الروسي، "من الواضح أن (لقاح) سبوتنيك-في فعّال بما فيه الكفاية وربما أكثر من اللقاحات الأخرى المستخدمة في العالم".
وقالت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا جوليكوفا، الأربعاء، إن البلاد سجلت حتى الآن 698 إصابة بـ"أوميكرون" وستقوم بإعداد تدابير جديدة لمواجهة الزيادة في الحالات خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت السلطات في العاصمة موسكو بالفعل أنها ستعمل على تجهيز المزيد من أسرة المستشفيات تحسباً لزيادة كبيرة في الإصابات.
وسجّلت روسيا أكثر من 87 ألف وفاة بكورونا في نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب تعداد قامت به وكالة "روستات" الحكومية الروسية للإحصاءات. وأظهرت الأرقام التي صدرت عن الحكومة وفاة 318432 شخصاً بالإجمال.
ومع أن البلاد تنتج الكثير من اللقاحات المحلية بما فيها "سبوتنيك-في"، إلا أن أقل من نصف سكان روسيا البالغ عددهم 144 مليوناً، تلقوا اللقاح بكافة جرعاته حتى الآن، بحسب صفحة موقع "غوغوف" المتخصص.
وبعد حجر صحي صارم في ربيع 2020، رفضت السلطات تكرار الإجراء مرة أخرى على الرغم من موجات وبائية جديدة، بهدف الحد من الخسائر الاقتصادية.
التعايش مع كورونا
أميركياً، أعلن مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية، أنتوني فاوتشي، أنه على الرغم من العدد القياسي للحالات الاستشفائية جراء الإصابة بـ"كوفيد-19"، قد تكون الولايات المتحدة "على عتبة" فترة انتقالية سيكون ممكناً بعدها "التعايش مع" فيروس كورونا.
وقال فاوتشي "في وقت يتقدم تفشي أوميكرون ويتراجع، آمل أن نشهد وضعاً فيه مزيج من المناعة الجيدة وإمكانية معالجة شخص معرض لخطر الإصابة". وأضاف خلال لقاء نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "عندما نتوصل إلى ذلك، ستكون هذه الفترة الانتقالية، وقد نكون على عتبتها اليوم".
وتجاوزت الولايات المتحدة العدد القياسي لحالات "كوفيد-19" التي استدعت النقل إلى المستشفى، مع قرابة 146 ألف مصاب في مستشفيات في كل أنحاء البلاد. ويقبع نحو 24 ألفاً منهم في وحدات العناية المركزة، حسب بيانات وزارة الصحة الأميركية الصادرة الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وكان العدد القياسي السابق يبلغ أكثر من 142 ألفاً بقليل، سُجّل في 14 يناير 2021، أي منذ عام تقريباً.
وقال فاوتشي، الثلاثاء، "لسنا في مرحلة يمكننا فيها القول بشكل مقبول: فلنتعايش مع الفيروس، بسبب الضغط الحالي على نظام الرعاية الصحية". وأضاف "لكنني أعتقد أننا سنصل إليها".
ورجح أن يُصاب "الجميع تقريباً بالمتحورة أوميكرون لأنها شديدة العدوى"، مشيراً إلى أنه "من غير المرجح أن يتم القضاء على كوفيد-19 بشكل كامل". وتابع "لا يمكننا أن نترك هذا الفيروس يهيمن على حيواتنا لمدة أطول"، داعياً إلى وضع "استراتيجية جديدة" قريباً.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، مجموعة جديدة من التدابير للإبقاء على المدارس مفتوحة، بما في ذلك زيادة فحوص "كوفيد-19" المتاحة لها إلى 10 ملايين شهرياً، وذلك بعد اتهامات للإدارة في الأسابيع الأخيرة بالتركيز على التطعيم على حساب الفحوص.
تعلم التعايش
وكانت وكالة الأدوية الأوروبية توقعت، الثلاثاء (11 يناير)، أن يحول انتشار المتحورة "أوميكرون" وباء كورونا إلى مرض متوطن يمكن للبشرية أن تتعلم التعايش معه.
وأعربت الوكالة عن شكوكها في شأن إعطاء جرعة لقاح معززة رابعة، مؤكدة أن تكرار منح الجرعات ليس استراتيجية "مستدامة".
وقال ماركو كافاليري، مسؤول استراتيجية التلقيح في الوكالة الأوروبية للأدوية التي تتخذ مقراً لها في أمستردام، "لا أحد يعرف بالضبط متى سنبلغ نهاية النفق، لكننا سنصل إليها".
وأضاف كافاليري في مؤتمر صحافي "مع زيادة المناعة لدى السكان -وانتشار أوميكرون سيوفر مزيداً من المناعة الطبيعية بالإضافة إلى التطعيم- سننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن".
لكنه شدد على أنه "يجب ألا ننسى أننا ما زلنا في جائحة". وقال ماركو كافاليري "إذا كانت استراتيجيتنا إعطاء المعززات كل أربعة أشهر، فسوف ينتهي الأمر إلى وجود مشكلات في الاستجابة المناعية".
وأضاف "ثانياً، هناك بالطبع خطر إرهاق السكان من الإعطاء المستمر للجرعات المنشطة".
بدلاً من ذلك، دعا المسؤول الدول إلى البدء في التفكير في منح الجرعات المعززة على فترات أطول وفي مطلع الشتاء، مثل لقاح الإنفلونزا.
وعلى الرغم من أن المتحورة "أوميكرون" تبدو أكثر عدوى من المتحورات الأخرى، فإن الدراسات أظهرت انخفاضاً في خطر دخول المستشفى بعد الإصابة بهذه المتحورة يُقدر أنه بين ثلث ونصف الخطر مقارنة بـ"دلتا"، وفق وكالة الأدوية الأوروبية.
وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 310.08 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى خمسة ملايين و846444.
أرقام قياسية
وسجلت فرنسا الثلاثاء 368149 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهي أعلى حصيلة للإصابات في يوم واحد منذ بدء تفشي الجائحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان الرقم القياسي السابق يبلغ 332 ألفاً و252 إصابة جديدة، وقد سُجل في الخامس من يناير، ومنذ ذلك اليوم شهدت فرنسا يومين آخرين تجاوز فيهما عدد الإصابات الجديدة 300 ألف خلال 24 ساعة بعدما أصبحت المتحورة "أوميكرون" أكثر السلالات انتشاراً.
وارتفع المتوسط المتحرك لعدد الإصابات الجديدة على مدى سبعة أيام إلى نحو 280 ألفاً الثلاثاء.
وتأمل الحكومة الفرنسية في أن تطرح بحلول منتصف يناير "جواز لقاح" يجعل التطعيم إلزامياً لأي شخص يرغب في الذهاب إلى المطاعم أو حضور أحداث في الأماكن المغلقة.
ويعتبر تقديم دليل على تلقي التطعيم أو فحص سلبي يثبت الخلو من الإصابة كافياً حتى الآن لدخول تلك الأماكن.
كذلك سجلت ألمانيا 80430 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" الأربعاء، وهو أعلى عدد في يوم واحد منذ بدء الجائحة. وكان المستوى القياسي السابق للإصابات اليومية قد بلغ أكثر من 76 ألفاً يوم 26 نوفمبر.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات في ألمانيا حتى الآن سبعة ملايين و661811 إصابة، مع إجمالي وفيات 114735. وحصل أقل من 75 في المئة من السكان على الجرعة الأولى على الأقل من اللقاحات المقاومة لكورونا، وفقاً لأحدث بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية.
تونس تعيد حظر التجول الليلي وتمنع التجمعات
أعلنت الحكومة التونسية الأربعاء، فرض حظر تجول ليلي ومنع التجمعات كافة لمدة أسبوعين اعتباراً من الخميس، لمواجهة تفشي فيروس كورونا، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها تهدف لمنع احتجاج متوقع ضد الرئيس قيس سعيد.
وتعهدت أحزاب معارضة بالمضي قدماً في التظاهر يوم الجمعة، متحديةً قرار الحكومة بمنع التجمعات.
وفرضت تونس حظر تجول خلال الموجة الأولى للجائحة في عام 2020 ومرة أخرى في معظم العام الماضي، لكنها رفعته في سبتمبر (أيلول) مع انخفاض أعداد الإصابات.
وسيسري حظر التجول الجديد لمدة أسبوعين على الأقل وسيبدأ من الساعة العاشرة مساءً وحتى الخامسة صباحاً.
وكانت تحركات الحكومة لمواجهة الجائحة التي يُنظر إليها على أنها ضعيفة، بما في ذلك حملة تطعيم أديرت بشكل سيء، قد أدت إلى زيادة الضغوط السياسية قبل تعطيل سعيد لعمل البرلمان وتجميعه سلطات واسعة في يده في يوليو (تموز)، في خطوات يصفها منتقدوه بأنها انقلاب، لكنه يؤكد أنها تصويباً للحياة السياسية في البلاد.
السعودية تسجل أعلى حصيلة
أظهرت بيانات وزارة الصحة أن السعودية سجلت أعلى إصابات يومية بـ"كوفيد-19" حتى الآن، متجاوزة خمسة آلاف إصابة الأربعاء.
وارتفعت حالات الإصابة في المملكة، الأكثر سكاناً بين دول الخليج العربية إذ يقطنها نحو 35 مليون نسمة، بدرجة كبيرة منذ بداية العام مع انتشار "أوميكرون" على مستوى العالم.
وسجلت السعودية الأربعاء 5362 إصابة وحالتي وفاة، وكانت ذروة الإصابات السابقة قد بلغت 4919 إصابة وسجلتها المملكة في يونيو (حزيران) 2020.
ووضع الأقنعة في الأماكن العامة إلزامياً في البلاد منذ بداية العام.
وشهدت دول خليجية عربية أخرى ارتفاعاً في الإصابات الشهر الماضي، إذ تخطت الأرقام في الكويت وقطر أيضاً المعدلات اليومية القياسية السابقة.
سلوفينيا وصربيا
وسجلت سلوفينيا وصربيا أعداداً قياسية لحالات الإصابة الجديدة الثلاثاء وسط تفشي المتحورة "أوميكرون".
فقد سجلت سلوفينيا 5164 إصابة جديدة بزيادة 52 في المئة على عدد الإصابات قبل أسبوع، وذلك حسب المعهد الوطني للصحة العامة.
وطعمت سلوفينيا 67.3 في المئة من سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة بجرعتي لقاح في الأقل حتى الآن.
أما صربيا فقد سجلت 13693 إصابة جديدة و22 وفاة. ويبلغ العدد الإجمالي للإصابات في صربيا مليوناً و359 ألفاً و544 إصابة، بينما بلغت الوفيات 12958 منذ بدء تفشي الجائحة قبل عامين تقريباً.
أعلى عدد يومي للإصابات في تركيا
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الثلاثاء أن تركيا سجلت 74266 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة، وهو أعلى عدد يومي للإصابات بالمرض منذ بدء تفشي الجائحة، مما دفع وزير الصحة إلى التحذير من الخطر الذي تمثله المتحورة "أوميكرون".
وأظهرت البيانات تسجيل 137 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد الإصابات اليومية نحو 20 ألفاً.
وقال وزير الصحة فخر الدين قوجه على "تويتر" "بعد أن صارت الإصابات بسبب المتحورة أوميكرون هي المهيمنة، ستكون أوميكرون مصدراً للخطر على الفئات الضعيفة وربما تؤدي إلى الوفاة بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة".
زعماء بلغاريا يدخلون عزلاً ذاتياً احترازياً
قال مسؤول صحي إن رئيس وزراء بلغاريا ورئيسها وعدداً من كبار الوزراء دخلوا في عزل ذاتي احترازي، بعد أن ثبتت إصابة أحد المشاركين في اجتماع أمني حضروه بفيروس كورونا.
وقال كبير مفتشي الصحة أنجيل كونشيف إن جميع من شاركوا في اجتماع مجلس الأمن القومي، الاثنين، يتمتعون بصحة جيدة، لكنهم سيبقون في عزل ذاتي بعد أن ثبتت إصابة رئيس البرلمان نيكولا مينتشيف.
وحضر الاجتماع، إلى جانب رئيس الوزراء كيريل بيتكوف والرئيس رومين راديف، وزراء الداخلية والدفاع والمالية وكبار أعضاء الأحزاب السياسية الرئيسة.
وقال مسؤول صحفي حكومي لـ"رويترز" "رئيس الوزراء سيخضع للحجر الصحي كما هي القواعد". وقالت الحكومة إن بيتكوف سيواصل مهامه عن بعد، بينما ستتولى نائبته كالينا قنسطنطينوفا المهام التي تتطلب الحضور.